تكملة الجزء الثاني من نجوم السامبا البرازيلية ffice ffice" /> زيكو عرف زيكو بلقب "بيليه الابيض"، وبرغم انزعاجه من هذه التسمية الا انها بقيت لاصقة به حتى اخر مشواره، وكان اول لاعب غير ملون يبرز في صفوف المنتخب الذهبي، حتى صار قائده، ونجمه الاول. ارثور انطونيس كوامبرا الملقب بزيكو، من مواليد 3 اذار/مارس 1953 في احد شوارع الطبقة العاملة، في كوينتينيو، ضواحي ريو دي جانيرو، والداه من المهاجرين، ابوه برتغالي وامه ايطالية. وارثور لم يكن كبقية نجوم البرازيل الذين برزوا على الساحة العالمية، فلون بشرته ابيض اوروبي، ولم يكن يمارس لعبته المفضلة في شوارع ريو كأقرانه، فكان حالة خاصة في تاريخ كرة القدم في هذا البلد الذي يعشق هذه الرياضة الى حد الجنون. اكتشف الكرة، وبدأ ممارستها كالاطفال الاوروبيين، حيث لعب منذ البداية على ملاعب حقيقية، وداخل قاعات مغطاة، وفيها تعلم المبادىء الاولى لفنيات الكرة، حيث يتطلب اللعب فيها امتلاك مهارات عالية وتحكم كبير. وفي سن الرابعة عشرة، انضم الى مدرسة كرة القدم التابعة لنادي فلامينغو، وكان حلم الفتى الاول هو اللعب في صفوف الفريق الاول، غير انه كان يفكر دوما في بنيته النحيفة وافتقاره للقوة البدنية التي راى فيها العائق الاول امام تحقيق حلمه برغم امتلاكه الموهبة والفنيات العالية. ولانه كان يعرف نقطة ضعفه، فقد واظب على العمل بجد من اجل كسب اللياقة والقوة البدنيتين اللازمتين وتمكن من زيادة وزنه 20 كلغ وطوله 15 سنتيمترا وصار يملك عضلات قوية برغم قصر قامته. ومن العام 1974، صار نجم نادي فلامينغو وأسف البعض حينذاك لعدم ضمه الى تشكيلة المنتخب التي شاركت في مونديال المانيا والتي فشلت في الحفاظ على صورة منتخب الاحلام المتوج باللقب العالمي في المكسيك 1970. وفي عام 1976، سجل زيكو 63 هدفا في 70 مباراة، وفي العام التالي لعب 56 مباراة وسجل 48 هدفا فبرز كافضل الهدافين في الدوري واحد ابرع المراوغين كذلك. وقبل مونديال الارجنتين 1978 حيث كان ينتظر بروزه وتألقه، بدأت العروض تنهال على هذا اللاعب، واراد ريال مدريد ضمه في صيف العام 1976. غير ان مونديال الارجنتين الذي كان ينتظره زيكو بشوق تحول الى كابوس له وللمنتخب الذهبي معا، فبرغم احتلال البرازيل المركز الثالث بدون اي هزيمة، الا ان العروض كانت باهتة، ولم يقدم زيكو ما كان ينتظر منه، بسبب الانضباط التكتيكي الذي فرضه المدرب على اللاعبين، مما حد من تحركاتهم، ولم يستطيعوا اظهار فنياتهم ومواهبهم، خاصة وأن اللاعب البرازيلي يحب الحرية في اللعب حتى يبدع. وعلق زيكو على ذلك قائلا "كنا مجمدين، غياب الحرية حرمنا من الابداع، قيل انني خيبة هذا المونديال، لكن الخيبة كانت من كل المنتخب الذي تشتت". ولعب "بيليه الابيض" مباراة واحدة كاملة، ثم احتفظ به المدرب على مقاعد الاحتياط، وكان يستعمله كورقة الفريق الرابحة "جوكر" في اخر كل مباراة. وبعد المونديال كان على زيكو العمل بجد لمحو المستوى الهزيل الذي ظهر به، حيث قال "احسست بعد انتهاء منافسات كاس العالم، بالبداية من الصفر". وكانت البداية مع فلامينغو، الذي بسط سيطرته على المنافسات في البرازيل وفي اميركا الجنوبية. ثم لمع زيكو ضمن المنتخب البرازيلي بقيادة المدرب تيلي سانتانا الذي اعاد للتشكيلة تناسقها وبريقها، عكستها النتائج الجيدة التي حققها في جولته الاوروبية ربيع عام 1981، ففاز على انكلترا والمانيا ثم على فرنسا، وتمكن زيكو في هذه المباراة من تسجل هدفه ال500. وبهذه النتائج وهذا المستوى تحرر زيكو ومعه تشكيلة المنتخب من العقدة، غير انه بقي عليهم اثبات ذلك في منافسات كاس العالم صيف 1982 في اسبانيا. وفي الدور الاول ادى نجوم البرازيل ثلاث مباريات من الطراز العالي وفازوا على كل من الاتحاد السوفياتي (2-1) واسكتلندا (4-1) ونيوزيلندا (4-صفر)، وكان زيكو سجل هدفا رائعا من ركلة حرة في المباراة الثانية، وفي المباراة الثالثة سجل احد اجمل الاهداف في هذه البطولة بتسديدة اكروباتية لكرة طائرة. وقاد الرباعي الذهبي المكون من سيريزو وفالكاو وزيكو وسقراط المنتخب البرازيلي الى الدور الثاني وفيه واجه نظيره الارجنتيني حامل اللقب في مباراة صعبة تمكن فيها زيكو من تسجيل هدف منتخبه الاول وفتح الطريق لزملائه للفوز (3-1)، قبل ان يخرج مصابا بعد تلقيه ضربة من باساريللا. وفي المباراة الثانية من هذا الدور التي كانت الافضل في تاريخ كأس العالم وجمعت البرازيل وايطاليا، وبرغم ان كل التكهنات كانت تصب في مصلحة رجال سانتانا، الا ان هداف ايطاليا باولو روسي قلب كل الموازين وسجل ثلاثية قاتلة مقابل هدفين، وانهى مشوار افضل منتخب في المونديال واقوى المرشحين للفوز باللقب العالمي الذي خطفه الايطاليون على حساب الالمان. وبعد المونديال، نجح مدير نادي اودينيزي الايطالي في اقناع زيكو بالانضمام الى فريقه الذي كان يعتبر ظاهرة الدوري الايطالي تلك السنة حيث كان يحتل المركز الثالث، والتحق بيليه الابيض بالنادي الايطالي في منتصف الموسم، غير ان الحظ لم يسعفه وتعرض لتمزق عضلي في فخذه وغاب عن الفريق لعدة مباريات ما جعل نتائجه تتأثر بغياب النجم البرازيلي، وفي نهاية الصيف اصيب باصابة اخرى، ولما عاد الى الميادين ثانية وفي وقت مبكر دون ان يشفى نهائيا من اصابته السابقة تعرض لاصابة اخطر، جعلته يقرر العودة الى البرازيل وبطريقة غير قانونية دون ان ينهي عقده مع ناديه الايطالي. في نهاية مشواره، جدد زيكو العهد مع المنتخب في مونديال المكسيك 1986، ولم يلعب الا قليلا قبل ان يعود الى فلامينغو للاهتمام بالفئات الصغرى لعله يظفر بالعصفور النادر الذي يمكنه خلافة بيليه. - الاسم: ارثور انطونيس كوامبرا الملقب بزيكو - تاريخ الميلاد: 3 اذار/مارس 1953 - الاندية: فلامينغو البرازيلي واودينيزي الايطالي - المباريات الدولية: 89، والاهداف 66 - الانجازات: 1974: بطل ريو دي جانيرو 1978: بطل ريو دي جانيرو 1979: بطل ريو دي جانيرو 1980: كأس ليبيرتادوريس بطل البرازيل 1981: الكأس القارية بطل البرازيل بطل ريو دي جانيرو 1983: بطل البرازيل 1986: بطل ريو دي جانيرو 1987: بطل البرازيل سقراط فضل الاهتمام بدراسته اولا ونال شهادته في طب الاطفال ثم تفرغ للكرة وهو في الرابعة والعشرين، واستطاع ان يثبت قدرة على النجاح في الرياضة كما في الدراسة، وبالفعل صار حالة خاصة في عالم الكرة الذي دخله متأخرا الا انه لمع فيه ونجح بامتياز بفضل شخصيته وحكمته وفنياته وموهبته، انه البرازيلي سقراط "الفيلسوف" حقا. وكان سقراط يميل الى امتاع الجماهير بقدر رغبته في تحقيق الفوز، ولانه رجل ذو مبدأ ضحى بمسيرته الاحترافية في الدوري الايطالي، الذي وصل اليه عام 1984 مع فيورنيتا، وذلك بسبب المقاييس المادية الطاغية وتفضيل الاندية للنتائج على حساب المتعة، فلم يفكر طويلا قبل ان يعود أدراجه الى البرازيل. وهناك وضع امام امتحان اخر، كان سياسيا هذه المرة بسبب نظام الحكم الديكتاتوري في البلد، وكان اللاعب الوحيد الذي يبدي معارضته صراحة لما تعيشه بلاده من قهر وغياب للديموقراطية، وقاد مسيرة "دمقرطة" نادي كورينثيانز الذي كان يلعب معه. وقال "بقيت في ميدان كرة القدم فقط من اجل اخذ الوزن السياسي، لمحاربة المجتمع القمعي الذي يقوده العسكر". ولم يكن هناك من يستطيع الكلام بهذه الصراحة وعلى الملأ، الا "الفيلسوف" ابن أحد العائلات البرازيلية المتوسطة من شمال البلاد، وبدأ ممارسة رياضته المفضلة في أحد أندية المنطقة المتواضعة، غير أنه فضل مواصلة دراسته في الطب على الكرة، وكان له ما أراد وحصل على دبلوم طب الاطفال عام 1979، ثم عاد الى الميدان الذي عشقه منذ الصغر. وكان هذا اللاعب العملاق (92ر1 م) ذو الارجل الطويلة قادرا على فعل كل شىء، فكان يفكر بتركيز في طرق اللعب وتنظيم الصفوف بشكل لا يضاهيه فيه احد، وكذلك تسجيل الاهداف، وتمكن من تسجيل 168 هدفا في 302 مباراة خاضها مع نادي كورينثيانز خلال خمسة مواسم، وقاد ناديه الى التربع على عرش الكرة في اميركا الجنوبية. وكان سقراط أحد منظري المنتخب البرازيلي وبرز في صفوفه بقوة وأدى معه أفضل المباريات خلال مسيرته الرياضية التي دامت تسعة أعوام. وبدأ سقراط مشواره مع المنتخب في 23 اب/اغسطس 1979 خلال مباراة دولية ودية ضد الارجنتين، حيث تمكن من تسجيل هدفين، وابتداء من العام 1980 منحه المدرب تيلي سانتانا شارة القائد، ولم يكن هذا اختيارا بقدر ما هو حاجة. وفي نهائيات كأس العالم 1982 في اسبانيا، كان الجميع يرشح البرازيل للفوز باللقب، الا أن المنتخب الايطالي فوت هذه الفرصة على سقراط وزملائه برغم تألقهم. وكانت مباراتهم امام الاتحاد السوفياتي احدى أفض المباريات في هذا المونديال، حيث تمكن السوفيات من التقدم بهدف، وفي آخر اللقاء عدل سقراط النتيجة قبل أن يضيف ايدر هدف الفوز لمنتخبه في الثواني الاخيرة. وفي عام 1984 قبل هذا الرجل الغريب -الذي يعتبر الكرة وسيلة للمصالحة بين الناس- الانتقال الى ايطاليا للعب في صفوف فيورنتينا، وفور وصوله الى هناك لم يستطع تحمل ضغط الدوري واقتنع بأن هذا العالم ليس عالمه فقرر العودة الى بلده حيث أكمل مشواره مع نادي فلامينغو. شارك سقراط مع منتخب بلاده في نهائيات كأس العالم 1986 التي اقيمت في المكسيك، والتي أخرجت فيها فرنسا البرازيل، من الدور ربع النهائي بعد مباراة لا تزال عالقة حتى الآن في الذاكرة وتعتبر احدى أفضل المباريات في القرن الماضي. وغادر سقراط عالم الكرة فجأة في نيسان/ابريل 1987 وفضل التفرغ لمهنته، معلنا بذلك نهاية مشوار فيلسوف ذي مبدأ مارس ذات يوم الكرة بأمانة واخلاص بعيدا عن الحسابات المادية التي صارت تلوث سماء هذه الرياضة. - الاسم: سامبايو دي سوزا فييرا دي اوليفيرا سقراط - تاريخ الميلاد: 9 شباط/فبراير 1954 - الأندية: كورينثيانز وفيورنتينا الايطالي وفلامينغو - المباريات الدولية: 58 - الانجازات: 1981: بطل البرازيل فافا رغم مرور أكثر من 40 عاما على اول تتويج له بكأس العالم برفقة منتخب البرازيل لا زال اسم فافا مدون باحرف ذهبية في اللائحة الشرفية لكؤوس العالم برفقة مواطنه الاسطورة بيليه بفوزهما مرتين باللقب العالمي، كما انهما الى جانب الالماني بول برايتنر الوحيدان اللذان سجلا هدفا على الاقل في مباراتين نهائيتين مختلفتين. وتوج فافا هدافا في تشيلي 62 برصيد اربعة اهداف وصار احد اللاعبين النادرين الذين توجوا مرتين بالكأس العالمية ومرة هدافا. وحقق فافا رغم المباريات الدولية القليلة التي لعبها (19 مباراة دولية) مع منتخب البرازيل مشوارا لامعا وشارك مرتين مع المنتخب الذهبي في نهائيات كأس العالم سجل في الاولى خمسة اهداف وساهم بقوة في نيل منتخب بلاده اللقب وفي الثانية اربعة اهداف وتوج هدافا للمونديال ونالت البرازيل اللقب للمرة الثانية على التوالي. وترك فافا بصماته واضحة في اول مشاركة له في كاس العالم، التي كانت في البرازيل عام 1958، وقاد منتخب بلاده في مباراة الاتحاد السوفياتي سابقا وسجل هدفين منح بهما الفوز للبرازيل، وعاد في مباراة الدور نصف النهائي امام فرنسا وسجل هدفا من اهداف منتخب بلاده الخمسة مقابل هدفين. ولم يتوقف عطاء فافا في هذا المونديال عند هذا الحد فكان احد نجوم المباراة النهائية امام السويد التي تقدمت في البداية بهدف، غير ان فافا ادرك التعادل للبرازيل ثم اضاف هدفا ثانيا وسجل ماريو زاغالو هدفا واكتشاف هذا المونديال الجوهرة السوداء بيلي الذي كان يبلغ من العمر 17 عاما هدفين بدوره وفازت البرازيل (5-2)، وتوجت بالتالي بالكأس للمرة الاولى. وشارك فافا بعد اربع سنوات في مونديال تشيلي 1962، وكان احد اللاعبين الاساسيين لتشكيلة المدرب ايموري موريرا التي كانت تسعى لتاكيد احقيتها باللقب في النسخة السابقة. وعجز فافا في البداية عن الوصول الى المرمى، وانتظر حتى مباراة الدور ربع النهائي امام انكلترا بقيادة نجومها بوبي تشارلتون وبوبي مور وغيرهما، وسجل غارينشا هدف السباق لابطال العالم قبل ان يدرك الانكليز التعادل بواسطة هاتشينز، غير ان فافا اعاد التقدم الى منتخب بلاده بتسجيله اول هدف له في هذا المونديال والثاني للبرازيل التي انهت المباراة بفوزها (3-1) بعد ان اضاف غارينشا هدفا ثالثا. وتمكن فافا مباراة الدور نصف النهائي امام تشيلي من تسجيل هدفين ساهم بهما في منح الفوز لمنتخب بلاده (4-2) وبلوغ المباراة النهائية للمرة الثانية على التوالي. ولعبت البرازيل النهائي امام تشيكوسلوفاكيا التي كانت السباقة الى التسجيل بواسطة مازوبوست غير ان اماريلدو ادرك التعادل للبرازيل ثم اضاف زيتو هدفا ثانيا، قبل ان يسجل فافا هدف الاطمئنان الثالث لمنتخب بلاده والرابع له في هذا المونديال، فتوجت البرازيل بالكأس للمرة الثانية على التوالي ونال فافا لقب هداف المونديال وصار احد اللاعبين القلائل الذين يفوزون بالكأس مرتين متتاليتين بل ويسجل في نهائيين لبطولتين مختلفتين. وبين موندياليي 58 في البرازيل و 62 في تشيلي لعب فافا في اسبانيا في صفوف اتليتيكو كدريد حيث فاز معه مرتين متتاليتين بالكأس المحلية (1960 و1961)، وعند عودته الى البرازيل لعب في بالميراس احد اكبر اندية مقاطعة ساو باولو ثم انتقل الى اميركا المكسيكي ومنه الى سان دييغو الاميركي خلال الموسم 1965-1966. وكانت بداية فافا في ريسيفي البرازيل كلاعب وسط لفترة قصيرة انتقل بعدها الى فاسكو دا غاما الشهير ونال معه لقب بطولة ريو دي جانيرو عامي 1956 و1958. والتحق فافا بالمنتخب الاولمبي وهو في الثامنة عشرة وشارك في اولمبياد هلسنكي 52، غير ان المنتخب الذهبي لم يتمكن من الصعود الى منصة التتويج، وانتظر حتى العام 1958 ليحمل الوان المنتخب الاول في نهائيات كأس العالم في السويد. وبعد مشوار لامع وسجل زاخر بالانتصارات رحل فافا عن هذا العالم في 19 كانون الثاني/يناير 2002 عن عمر يناهز الثامنة والستين. بطاقة فنية: الاسم: ايفالدو نيتو ازيديو "فافا" مولود في 12 تشرين الثاني/نوفمبر 1934 توفي في 19 كانون الثاني/يناير 2002 الاندية: ريسيفي وفاسكو دا غاما البرازيليين واتلتيكو مدريد الاسباني وبالميراس البرازيلي واميركا المكسيكي وسان دييغو الاميركي شارك في 19 مباراة دولية الانجازات: 1956: بطل ولاية ريو دي جانيرو 1958: بطل ولاية ريو دي جانيرو بطل العالم 1960: كأس اسبانيا 1961: كأس اسبانيا 1962: بطل العالم 1963: بطل ولاية ساو باولو أديمير يعتبره الاختصاصيون من افضل المهاجمين الذين انجبتهم الكرة البرازيلية منذ اللاعب الاسطورة ليونيداس، فاديمير كان يملك قوة بدنية خارقة للعادة وذلك على الرغم من ان بنيته لم تكن توحي بذلك. ويملك اديمير سرعة رهيبة تعتبر نقطة قوته اضافة الى مراوغاته الرائعة، هذه الصفات سمحت له بان يتوج هدافا لكأس العالم 1950 التي اقيمت في البرازيل بتسعة اهداف. ولد ماركيز دي مينزس اديمير في 11 اب/اغسطس 1922 في ريسيفي وجذبته الشباك منذ نعومة اظافره حيث كان يعشق التسجيل وبقي كذلك حتى صار شابا وانضم الى فاسكو دا غاما الشهير عام 1942 ولعب معه حتى العام 1946 ثم انتقل الى فلوميننسي لموسم واحد فقط قبل ان يعود مجددا الى ناديه الاول الذي اكمل معه المشوار. وبرغم قوة تسديداته بالقدمين واتقانه للتهديف الا ان ذلك لم يشفع للمنتخب الذهبي في المباراة النهائية امام الاوروغواي امام حوالي 200 الف مشجعا برازيليا اكتظت بهم مدرجات ملعب ماراكانا الشهير والذين خرجوا يذرفون دموع الخيبة بعد الخسارة (1-2). وكان اديمير اثقل مرمى منتخب السويد في نهائيات 1950 باربعة اهداف ساهمت في فوز منتخب بلاده (7-1)، وفي هذه المباراة اظهر المهاجم البرازيلي صفات هجومية نادرة تنوعت بين المراوغات الجميلة والانطلاقات السريعة التي اذهلت مدافعي المنتخب السويدي اضافة الى التسديدات القوية وطبعا الاهداف النادرة. ولانه يملك تسديدات رهيبة لقب ب"الديناميت" ومن هذه التسديدات بالقدمين سجل عشرات الاهداف للمنتخب البرازيلي وللاندية التي لعب لها. وشكل اديمير مع زيزينيو وجايير ثلاثيا رهيبا في هجوم المنتخب البرازيلي لطالما ارعب مدافعي المنتخبات المنافسة، لكنه فشل في نهائيات كأس العالم 1950 في اهداء اللقب الحلم الى ملايين مشجعيه. ولعب اديمير اغلب فترات مشواره ضمن فاسكو داغاما حيث تألق في صفوفه كهداف من الطراز النادر وسجل معه 301 وهدف في 429 مباراة. لعب اديمير 39 مباراة دولية سجل خلالها 31 هدفا وهو معدل يدل على قوة وبراعة هذا الهداف الذي لعب اول مباراة دولية في 21 كانون الثاني/ايار 1945 خلال لقاء منتخب بلاده امام كولومبيا (3-صفر)، وسجل اول هدف مع المنتخب الذهبي بعد ثلاثة عشر يوما من اول مشاركة دولية وذلك في مباراة البرازيل مع بوليفيا (2-صفر). ولم يتم استدعاء اديمير الى نهائيات كاس العالم 1954 التي اقيمت في سويسرا فكانت بداية نهاية مشوار لاعب هداف امتع الجماهير وبث الرعب في نفوس المدافعين وحراس المرمى لسنوات عدة، ومع بداية افول نجم اديمير وزملائه في المنتخب بدأت يظهر جيل جديد امثال ديدي وبالتازار. وبعد ان وضع حدا لمشواره الرياضي كلاعب بقي وفيا لفاسكو دا غاما وأشرف عليه لفترة قصيرة دون ان يوفق في مهمة التدريب. وفي 11 ايار/مايو 1996 توفي اديمير بعد مسيرة كروية حافلة اضافت اسمه الى قائمة عمالقة الكرة الذين انجبتهم البرازيل ولا زالت تفتخر بهم حتى الان. - بطاقة فنية الاسم: دو منزس ماركس اديمير ولد في 11 اب/اغسطس 1922 توفي في 11 ايار/مايو 1996 الاندية: فاسكو داغاما وفلوميننسي الانجازات: لعب 39 مباراة دولية وسجل 31 هدفا 1950: هداف المونديال برصيد 9 اهداف
ليونيداس إذا كان الشارع البرازيلي او بلد الفنانين كما يسميه البعض اخرج الاف النجوم الكروية التي تركت بصماتها واضحة على تاريخ الكرة العالمية، فانه يبقى يفخر دائما بثلاثي ذهبي على مدى ثلاث فترات زمنية منفصلة. فعندما تذكر الكرة البرازيلية يتبادر الى الذهن مباشرة الاسطورة بيليه ثم البرازيلي الالماني الاصل ارتور فريدنرايخ وطبعا الجوهرة السوداء ليونيداس في فترة ما قبل الحرب العالمية الثانية. ولعل العوامل السياسية في تلك الفترة كانت من الاسباب الاساسية التي جعلت اسم هذا اللاعب الفنان يغيب بنفس السرعة التي ظهر بها، ولم يبق في ذاكرة العالم تقريبا اي صورة عنه. لكن وبرغم هذه العوامل، وبرغم الفترة الزمنية القصيرة التي قضاها ليونيداس على الملاعب، الا انه ترك اسمه خالدا في تاريخ اللعبة الشعبية الاولى في العالم، بما قدمه من مردود ابهر المتتبعين في تلك الفترة، خاصة في مونديال فرنسا 1938. وصار ليونيداس اسطورة البرازيليين، ولا يزال الاجداد يقصون مغامراته للاحفاد، ويحكون قصة جوهرة سوداء قفز عاليا وبتسديدة اكروباتية نادرة اسكن الكرة في الشباك، ويختمون قصصهم بذكر اسم هذا الفنان الذي كان اول من اكتشف هذه التسديدة، فصار يلقب بالجوهرة السوداء قبل ان يكتشف "بيليه" الميادين الخضراء وجاذبيتها. انضم الى اقوى الاندية في البرازيل مثل بوتافوغو وفلامينغو وفاسكو دا غاما ثم ناسيونال مونتيفيديو الاوروغوياني. فنيات ليونيداس ومواهبه الخارقة في ميدان الكرة جعلت منه مثالا يقتدى به في بلد تعتبر فيه رياضة كرة القدم، ليس لعبة شعبية فقط بل ديانة، فسطع نجمه وامتلك قلوب الجماهير التي عشقته وبقيت صورته لاصقة في اذهانهم وسار على خطاه النجم الكبير بيليه. انضم الى المنتخب الوطني وهو في سن الثامنة عشرة في عام 1931، وخلال مباراة امام الاوروغواي سجل ليونيداس هدفين، فتحا له الطريق للمشاركة في نهائيات كأس العالم 1934 في ايطاليا، غير ان المنتخب الذهبي خيب امال مناصريه وخرج من الباب الضيق للمنافسة في دورها ثمن النهائي على يد اسبانيا (1-3). وكان لزاما على عشاق المنتخب البرازيلي انتظار اربعة اعوام لرؤية نجومهم في نهائيات فرنسا 1938، وهنا انفجرت موهبة الجوهرة السوداء، واظهر امكانياته العالية فابهر المتتبعين بما يملكه من قدرات. وبعد ان تجاوز البرازيليون الدور الاول التقوا في ثمن النهائي نظرائهم البولنديين، وكانت هذه المباراة تاريخية لليونيداس الذي تمكن من تسجيل هدفين في الوقت الرسمي وسمح لمنتخب بلاده بالتقدم. غير ان المنتخب البولندي وفي عز الفرحة البرازيلية تمكن من ادراك التعادل ليلعب المنتخبان وقتا اضافيا دخله ليونيداس حافيا بعد ان سئم انتعال الاحذية الرياضية التي كانت ثقيلة في ذلك الوقت، قبل ان يتنبه الحكم لذلك ويأمر اللاعب البرازيلي بانتعالها. وبارادة فولاذية، ممزوجة بالفنيات العالية، والمهارات الخارقة تمكن نجم البرازيل الاول من قيادة منتخب بلاده الى الفوز 6-5 بعد ان سجل هدفا اخر في مرمى بولندا، فقال الاختصاصيون ان ليونيداس هو الذي فاز على المنتخب المنافس. واقترنت هذه المباراة التاريخية باسم ليونيداس الذي ابلى البلاء الحسن، وابان عن ارادة قوية، وامكانيات بدنية وفنية عالية. في الدور ربع النهائي، واجهت البرازيل منتخب تشيكوسلوفاكيا القوي في بوردو، وبرغم طرد الحكم للاعبين برازيليين الا ان ذلك لم يمنع المنتخب الذهبي من الصمود، وكان ليونيداس طبعا هو قائد الجوقة وافتتح باب التسجيل لفريقه، غير ان المنتخب التشيكوسلوفاكي تمكن من التعديل، وهي النتيجة التي انتهت عليها المباراة، فكان لزاما اعادتها في اليوم التالي. وفي المباراة المعادة اعاد ليونيداس الكرة وسجل هدف التقدم لمنتخب بلاده الذي انهى اللقاء في مصلحته 2-1، وتاهل الى الدور نصف النهائي. في هذا الدور التقت البرازيل منتخب ايطاليا، ولان المدرب البرازيلي آديمار بيمونتا استخف قليلا بامكانيات المنتخب المنافس، وكان تقريبا ضامنا التاهل، اراد ان يريح نجم المنتخب الاول ليونيداس، والاحتفاظ به للمباراة النهائية. غير ان الرياح جرت بما لا تشتهي سفن فناني السامبا، وتمكن المنتخب الايطالي من قلب كل التكهنات، وقضى على احلام لاعبي وجمهور المنتخب البرازيلي بفوزه عليه 2-1. المدرب الايطالي بوتزو قالها صراحة بعد اللقاء "كان مستحيل على منتخبي "الفوز في هذا اللقاء لو لعب ليونيداس". واكتفت البرازيل بالمركز الثالث بعد فوزها على السويد 4-2، وتمكن ليونيداس من تسجيل هدفين، وتوج هدافا للمونديال برصيد 8 اهداف. غير ان اندلاع الحرب العالمية الثانية حرمت الجماهير من فنيات هذا اللاعب، الذي بقيت ابداعاته محصورة داخل البرازيل حيث تذوق كل الالقاب المحلية حتى منتصف الاربعينات. وبعد ان قاد مشوارا رائعا كلاعب تفرغ بعد اعتزاله للصحافة الرياضية، قبل ان ينتهي به المطاف داخل دار للعجزة بالقرب من ساو باولو، ولا يزال حتى الان يفتخر بمشواره الرائع. بطاقة فنية الاسم: ليونيداس داسيلفا ولد في 8 تشرين الاول/اكتوبر 1913 الاندية: بوتفوغو وفلامينغو وفاسكو دا غاما وناسيونال 25 مباراة دولية سجل 25 هدفا الانجازات: 8 مرات بطل البرازيل هداف كاس العالم 1938 في فرنسا |