الأخ صالح،
نعم كان لفاطمة الزهراء حصانه خاصة، ولكن هذه الحصانه لا ترقى إلى إبطال حدود الله سبحانه وتعالى، والفرق كبير بين حصانة الإحترام الذي أطلبه للشيخ بن سعيد، بعدم توجيه النقد الجارح لشخصيه إعتباريه تأتي في منزلة الأب وبين الحصانة التي تعطل حدود الله.
إن أردت أن أدلك على حصانة فاطمة الزهراء فأليك هذه القصه:
عندما رغب علي بن أبي طالب كرم الله وجهه الزواج على فاطمة الزهراء، غضب الرسول صلى الله عليه وسلم أيما غضب، على الرغم من أن تعدد الزوجات مباح، وذكر عنه قوله (فيما معناه) " أن فاطمة الزهراء قطعة مني يحزنني مايحزنها ويفرحني مايفرحها " كما أنه قال أيضا " لا تجتمع إبنت رسول الله وإبنت عدو الله في بيت واحد " وذهب البعض إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم كره زواج علي من هذه المرأه بسبب أبيها، ولكن الحقيقه أن الرسول صلى الله عليه وسلم كره زواج علي من أية إمرأة أخرى لأن ذلك سيسبب ألما في نفس إبنته فاطمه، والرسول أبعد من أن يأخذ المرء بجريرة والديه فالله سبحانه وتعالى يقول " ولا تزر وازرة وزر أخرى " والرسول آخر من يعارض قول الله سبحانه وتعالى. ، لذا لم يتزوج علي بأي أمرأة أخرى في حياة فاطمة الزهراء.
أما حصانة العباس، رضي الله عنه، فهي حصانة واضحة بأن نهى الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين من قتل العباس إذا لقوه في أرض المعركه، وهو على الكفر في ذلك الوقت، وهي حصانه لم تعطى لأحد سواه من المشركين.
إذا الحصانة موجوده بشرط واحد أن لا تعطل حد من حدود الله، بل الحصانه للأباء، بمن فيهم الشيخ عبدالرحمن بن سعيد، من أسمى أنواع الحصانه وأقربها إلى الله. وأقرأ قول الله سبحانه وتعالى " وإن جاهداك على أن تشرك بي ماليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا " إذا الله يعطي حصانه أدبيه وأخلاقيه للأبوين المشركين على أن الشرك من أعظم الكبائر التي لا يغفرها الله أبدا إلا بالرجوع إلى الإسلام.
والرسول الكريم يقول(فيما معناه) " من وقر كبيرا وجد في كبره من يوقره " وهذا لا يعني أن لا تنتقد الكبار في أخطائهم البينه ولكن يجب أن يغلف كل ذلك بدبلوماسية الحديث والتلميح لا التصريح، وإستخدام الإشاره بدلا من التحديد والتغاضي في بعض الأحيان عن بعض الأمور الخلافيه .
والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم كان يرى الخطأ بعينه ثم يصعد إلى المنبر ويقول " مابال أقوام يفعلون .. كذا وكذا. وهو يعلم من هم هؤلاء ولكن يحفظ لهم الود والإحترام ولا يشنع بهم على رؤوس الأشهاد.
الله يأمر موسى بأن يذهب إلى فرعون الذي طغى " إذهب إلى فرعون أنه طغى " ويحثه على إستخدام اللين معه " وقل له قولا لينا " فلا أنت بمنزلة موسى ولا الشيخ عبدالرحمن بن سعيد بمنزلة فرعون.
أرجو أن تتراجع قليلا وأن تحفظ كل ماكتبته لك وأن تعيد قراءته بعد أن تهدأ النفوس، أجزم بأنك ستقول لنفسك " أنه كان من الممكن أن أكتب بأسلوب أقل حده وأكثر ودا عن الشيخ عبدالرحمن بن سعيد "
ولك تحياتي. |