جزى الله الشدائد كل خير عرفت بها عدوي من صديقي تتعدد الشدائد بنفس تعدد الأصدقاء ، تأتي مرة كابسة كاظمة الأنفاس. ويفرج الله من حال إلى حال ، وتأتي مرات عابرة ملقية نظرة عهد ووفاء. وفي كل الأحول عندما تمر بك الشدائد تتذكر الأصدقاء. فإذا كنت مريض فأنك تتذكر كم من هولاء الاصدقاء زارني وأنا في عافيتي طالبا تقديم خدمة أو أداء عمل له أو تزويده أو تسليفه أو حتى التنفيس عنه من الطفش الذي يدعيه البعض. ولكن أين ذهب هذا الصديق حينما جأت الحاجة اليه؟؟؟ إنه مشغول ، مريض ، الظروف ، وما إلى ذكل. في حال وقوعك في ضائقة مالية فانك تتذكر كم من الأشخاص جاءني فلم أرده خائب وكم منهم عند الحاجة تذكرن فلم أتناساه. ولكن أين هو حينما تحل بك أنت ضائقة مالية؟؟ حقا ما قاله الشاعر: جزى الله الشدائد كل خير عرفت بها عدوي من صديقي. ليست الشدائد ممدوحة من أحد وليست مطلوبة لأحد ولكنها المعيار الذي يحتكم اليه الأصدقاء دائما فحينما تريد أن تضع شخص ما على هذا المعيار لتلبية حاجته أو حتى لزيارته إذا مرض ، أو حتى لمد يد العون له إذا احتاج ، فتذكر ماذا قدم لك عند الحاجة؟؟؟ ماذا عمل تجاهك في مرضك؟؟ أين كان حينما كنت تنظر بآمل إلى صديق يعينك على مشكلة ما؟؟ معيار الشدائد خير معيار لفرز الأصدقاء إلى أصدقاء أو أناس عاديون لا يهمونك ولا تهمهم ولا يحتاجونك ولا تحتاجهم. |