مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #29  
قديم 21/04/2007, 04:33 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ الحضرمي
الحضرمي الحضرمي غير متواجد حالياً
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 31/05/2004
المكان: أرض الله الوآسعة
مشاركات: 3,922
إقتباس
كتب تخريج الحديث النبوي الشريف
للشيخ ناصر الدين الألباني

رقم الحديث 1904

المرجع سلسلة الصحيحة 4
الصفحة 527
الموضوع الرئيسي متنوعات
الموضوع الثانوي
الموضوع الفرعي
نوع الحديث صـحـيـح
نص الحديث [ الشاهد يرى ما لا يرى الغائب ] . ( صحيح ) . عن علي قال : أكثر على مارية أم إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم في قبطي _ ابن عم لها _ كان يزورها ويختلف إليها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لي : خذ هذا السيف فانطلق إليه ، فإن وجدته عندها فاقتله . فقلت : يا رسول الله أكون في أمرك إذا أرسلتني كالسكة المحماة لا يثنيني شيء حتى أمضي لما أرسلتني به ، أو الشاهد يرى ما لا يرى الغائب ؟ قال : ( فذكره ) ، فأقبلت متوشحا السيف فوجدته عندها ، فاخترطت السيف ، فلما اقبلت نحوه عرف أني أريده ، فأتى نخلة فرقى فيها ، ثم رمى بنفسه على قفاه ، وشفر برجليه ، فإذا هو أجب أمسح ، ما له ما للرجال ، قليل ولا كثير ، فأغمدت سيفي ، ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته ، فقال : الحمد لله الذي يصرف عنا أهل البيت . وسنده جيد . والحديث نص صريح في أن أهل البيت رضي الله عنهم يجوز فيهم ما يجوز في غيرهم من المعاصي ، إلا من عصم الله تعالى ، فهو كقوله صلى الله عليه وسلم لعائشة في قصة الإفك : ( يا عائشة ! فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا ، فإن كنت بريئة فسيبرئك الله ، وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه ... ) . تابع التعليق في الكتاب ومناقشة القول بعصمة زوجاته صلى الله عليه وسلم .
الكتاب سلسلة الأحاديث الصحيحة المجلد الرابع
المؤلف محمد ناصر الدين الألباني
الناشر مكتبة المعارف للنشر والتوزيع بالرياض
الطبعة طبعة جديدة منقحة ومزيدة
تاريخ الطبعة 1415هـ - 1995 م



**^^**^^**^^**^^**^^**^^**

سيدتنا مارية القبطية رضي الله عنها و أرضاها


الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد
روى الامام مسلم في صحيحه عن أنس أن رجلا كان يتهم بأم ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي اذهب فاضرب عنقه فأتاه علي فإذا هو في ركي يتبرد فيها فقال له علي أخرج فناوله يده فأخرجه فإذا هو مجبوب ليس له ذكر فكف علي عنه ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إنه لمجبوب ماله ذكر(مسلم 2771)

وفيما ذكر اجمال واخنزال للقصة وهذه هي طريقته في الاستدلال و الحكم ، ولكي يتبين للقارئ القصة مع ملابساتها، أرجو منه أن يتابع معي هذه الامور:

1- قرابة القبطي مأبور لسيدتنا مارية:
أجمعت المصادر على قرابة ذلك القبطي مأبور لسيدتنا مارية وكان قدم معها من مصر.
قال أبن عبد البر: هذا الرجل المتهم كان ابن عم مارية القبطية أهداه معها المقوقس وذلك موجود في حديث سليمان بن أرقم عن الزهري(الاستيعاب:619\1)
على العموم هو يذكر في الروايات على انه(قريبها أو نسيبها أو بن عمها) بل قيل انه أخاها.( انظر الإصابة في تمييز الصحابة699-701\5)

وتذكر الروايات ان مأبورا كان يحتطب لقريبته سيدتنا مارية و يجلب لها الماء ويقوم على خدمتها.
قال ابن كثير:
كان مابور هذا خصيا ولم يعلموا بأمره بادي الأمر فصار يدخل على مارية كما كان من عاداتهم ببلاد مصر فجعل بعض الناس يتكلم فيهما بسبب ذلك ولا يعلمون بحقيقة الحال وأنه خصي(البداية و النهاية:4\273)

2-بيان دين ذلك القبطي:
اختلفت الروايات في بيان دين ذلك القبطي ، فمنهم من ذهب الى انه كان تصرانيا و لم يدخل الاسلام الا فيما بعد.
قال الحافظ ابن حجر في الاصابة:
فعرض حاطب بن أبي بلتعة على مارية الإسلام ورغبها فيه فأسلمت وأسلمت أختها وأقام الخصي على دينه حتى أسلم بالمدينة بعد في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
(الإصابة في تمييز الصحابة ج:8 ص:111 – 112)
ومنهم من لم يذكر هذا التفصيل و اطلق القول باسلامه.

3- أمرعليٍ بالتثبت من شان القبطي:
فامره صلى الله عليه وسلم بقتله اذا:
أ-وجد الرجل عندها
ب-اذا رأى عليا ما يؤيد قول المنافقين في هذا الرجل.

وتامل في هذه الرواية:
وعن علي بن أبي طالب قال كثر على مارية أم ابراهيم في قبطي ابن عم لها كان يزورها ويختلف اليها فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم خذ هذا السيف فانطلق فان وجدته عندها فاقتله قال قلت يا رسول الله أكون في أمرك إذا أرسلتني كالسكة المحماة لا يثنيني شيء حتى أمضي لما أمرتني به أم الشاهد يرى مالا يرى الغائب قال بل الشاهد يرى مالا يرى الغائب فأقبلت متوشحا السيف فوجدته عندها فاخترطت السيف فلما رآني أقبلت نحوه عرف أني أريده فأتى نخله فرقى ثم رمى بنفسه على قفاه ثم شغر برجله فإذا هو أجب أمسح ماله قليل ولا كثير فغمدت السيف ثم أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال الحمد لله الذي يصرف عنا أهل البيت رواه البراز وفيه ابن اسحاق وهو مدلس ولكنه ثقة وبقية رجاله ثقات وقد أخرجه الضياء في أحاديثه المختارة على الصحيح
(مجمع الزوائد ج4/ص329)
وهذه رواية صريحة في أمر علي بالتثبت و النظر في قرائن الواقعة ، ولعلك تصبر معي ايها القارئ الكريم لتطلع على كلام الائمة في المسألة و تعليلاتهم.







4-علة الامر بقتل القبطي من غير شهود أربع:
فيه أقوال، نذكر منها:
الاول وهو مبني على ان القبطي كان نصرانيا وقتها، والذمي اذا اذى المسلمين في دينهم و عرضهم انتقض عهده، ولما كان هذا الرجل يتخلف الى ام ولد رسول الله خلسة مع علمه ان ذلك ممنوع محرم في دين الاسلام انتقض عهده و حل دمه.
قال ابن رجب: وقد حمله بعضهم على أن القبطي لم يكن أسلم بعد وأن المعاهد إذا فعل ما يؤذي المسلمين أنقض عهده فكيف إذا آذى النبي صلى الله عليه وسلم (جامع العلوم و الحكم 1\131)

الثاني وهو مبني على كون الرجل مسلما:
أن هذا من باب التعزيز فالرجل استباح حمى رسول الله صلى الله عليه و سلم ، ولم يتوقف عن زيارة مارية رضي الله عنها مع انه نهي عن ذلك ، ومن المتقرر عند المسلمين ان الرجل اذا سب رسول الله صلى الله عليه و سلم هدر دمه وتوجب قتله فكيف بمن يخلو بام ولده ؟!
قال ابن القيم:
وأحسن من هذا أن يقال إن النبي صلى الله عليه وسلم أمر عليا رضي الله عنه بقتله تعزيرا لإقدامه وجرأته على خلوته بأم ولده فلما تبين لعلي حقيقة الحال وأنه بريء من الريبة كف عن قتله واستغنى عن القتل بتبيين الحال والتعزير بالقتل ليس بلازم كالحد بل هو تابع للمصلحة دائر معها وجودا وعدما .
القول الثالث:
أنه صلى الله عليه وسلم لم يرد حقيقة القتل إنما أراد تخويفه ليزدجر عن مجيئه إليها .

قال وهذا كما قال سليمان للمرأتين اللتين اختصمتا إليه في الولد " علي بالسكين حتى أشق الولد بينهما " ولم يرد أن يفعل ذلك بل قصد استعلام الأمر من هذا القول ولذلك كان من تراجم الأئمة على هذا الحديث باب الحاكم يوهم خلاف الحق ليتوصل به إلى معرفة الحق فأحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعرف الصحابة براءته وبراءة مارية وعلم أنه إذا عاين السيف كشف عن حقيقة حاله فجاء الأمر كما قدره رسول الله صلى الله عليه وسلم(زاد المعاد)

يتبين مما سبق ان حسين دلس ولم يذكر تفاصيل القصة وانما اختار منها ما يوافق هواه وزعم ان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يتثبت وهذا كما تبين لك كذب وافتراء.

وفي الختام ، أتقدم بالشكر الجزيل
للآخ العضو:أبوماريه القرشي..

وللاخ الفاضل المفضال ابي المثنى حفظه الله الذي تكرم علي بمصادر هذا البحث، فجزاه الله خير الجزاء في الدنيا و الاخرة.

اضافة رد مع اقتباس