قبيل صلاة العصر من يوم الأحد ، صدر تقرير سري من مصلحة الأرصاد الهلالية ، جاء في ثنايا التقرير توقعاتها للطقس هذه الليلة ، و حيث أن هذه المعلومات سرية ، فإن مصلحة الأرصاد الهلالية تهيب بالجمهور العظيم التزام السرية المطلقة ، و كما قيل "صدور الأحرار قبور الأسرار" إليكم هذا التقرير ....


عند الثانية ظهرا من يوم الأحد 27 - 3 - 1428 هـ الموافق 15 - 4 - 2007 م سمع دوي صافرات الإنذار الصادرة من أجهزة الانذار المبكر الجيوهلالية ،و شهد مقر مصلحة الارصاد حركة غير اعتيادية من مراقبي و علماء الارصاد في واحدة من أندر الحوداث التي وقعت في مقر المصلحة ، و لمعرفة سبب اطلاق هذه الصافرات ، عكف الباحثون و المهتمون بدراسة الارصاد على أجهزتهم لتحليل الأرقام و الصور ، كما شهد المقر استدعاء كبير المحللين و حضور كبار المسؤولين للاجتماع الفوري لدراسة المعلومات و الصور ، و العجيب في الأمر أن الباحثين في مقر المصلحة علت وجوههم الوجوم و الحيرة من تفسير هذه الصور ، و كان تأثير الصور كبيرا عليهم الذي أورثهم الصمت المطبق <<< مطبق حلو و لا مالح

و بعد دراسة الصور تم الاجتماع بين كبار الباحثين و المحللين من جهة و المسؤولين من جهة أخرى لمناقشة ما توصل إليه المحللون و الخروج بتوصيات من هذا الاجتماع ..

فبدأ كبير المحللين بشرح صورة من الصور التي أظهرت حركة غير اعتيادية للرياح في مثل هذه الأيام من السنة ..

- كبير المحللين : " أيها الإخوة الزملاء ، هذه الصورة التي أمامكم على الشاشة تظهر بداية تكون عاصفة تمت متابعتها في آسيا الوسطى و تزامنت مع وقت مباراة التي أقيمت في أوزبكستان مما سبب ظاهرة المد التي أغرقت ذلك الملعب و لم يسعفنا الوقت لتحذير تلك المدينة المنكوبة ، و لكن منذ ذلك اليوم بدأنا بدراسة الحالة غير الطبيعية للرياح ..."

عندها قاطعه كبير المسؤولين قائلا :

- كبير المسؤولين : "و لكن ما علاقة تلك الرياح التي في آسيا الوسطى بما نحن في صدده الآن .."

كبير المحليين يكمل حديثه : " نعم ، نعم .. هذا ما أود الوصول إليه ...
هذه الرياح بشكل غريب سكنت قليلا في آسيا الوسطى ، مما جعل الباحثين و المراقبين يغضوا الطرف عنها لسكونا ، و لشعورهم بأمانهم منها ، و لكن ظهرت مرة أخرى و هذه المرة بصور أوضح و بقوة أكبر ..."

يقاطعه كبير المسؤولين مرة أخرى : "أود أن تعطيني بلغة الأرقام نتائج البحث .."

كبير المحللين : "لكي أقرب لك الموضوع و أوضحه لك ، عندما هبت تلك الرياح القوية في آسيا الوسطى و التي سببت ذلك المد ، كانت الخسائر المادية تقدر بـ 500 مقعد فقط ...
بينما من المتوقع أن يتسبب هذا المد في القضاء على 70 ألف مقعد ..."

عندها نهض كبير المسؤولين من مقعده و استنهض معه قلوب المجتمعين و ضرب بقبضته على الطاولة <<< مهوب عاقل فريد شوقي

و أردف قائلا : "إذن لا بد من تحذير السكان ، و لكن مهلا ، مهلا ..

أين من المتوقع أن يضرب هذا المد الكبير ؟؟؟"

كبير المحللين : " بعد دراسة الأرقام و الصور و إدخالها في حسابات معقدة ، أظهرت لنا إحداثايات الموقع المتوقع ضربه من المد الكبير ، و لكن حصل أمر غريب جدا و نادر الحدوث .. "

ثم سكت قليلا ، و اتسعت أعين الحضور و " فق كلن خشته " <<< صعب أكتبها بالفصحى

ثم أكمل حديثه : " المنطقة المتوقع ضربها لا يوجد حولها مسطح مائي ... "

كبير المسؤولين : " ماذا ؟؟! و كيف يحدث هذا ؟؟ و أين هذه ال 70 ألف مقعد يا ترى ؟؟! "

كبير المحللين : "إحداثيات الموقع تشير لاستاد الملك فهد الدولي بالرياض ... "

كبير المسؤولين : " ولكن هناك مباراة بين الهلال و النصر هذه الليلة .. "

كبير المحللين : " نعم أعلم هذا . "

كبير المسؤولين : " إذن نحذر جماهير الهلال .. "

كبير المحللين : " بل تحذر جماهير النصر ، لأن جماهير الهلال هو ذلك المد يا سيدي ... "

عندها انفض الاجتماع لعلمهم أن جمهور النصر و فريقه سوف يغرق في ذلك المد - إن شاء الله تعالى - و لا يفيد معهم التحذير ...

و اتجه الجميع لطعام الغداء ....