مارادونا + روماريو = ميسي ؟؟؟ صحيفة كاتالونيا اليومية " سبورتس " حملت الخبر أنه في مستوى ميسي الرائع في الكلاسيكو في الكامب نو ضد الريال مدريد , بعد لعبه للكلاسيكو مرتان بدون أن يسجل , قارنت الصحيفة ميسي بأسطورتان البلوغرانا : مارادونا و روماريو . هل هذه المقارنة ممكنة , أم أن هذه المقارنة مجرد مبالغة لا يمكن أن تكون منطقية ؟
بالبداية , النقاط التي يتشاركها الثلاثة لاعبون , طولهم و وزنهم هو ما يكاد أن يكون قريباً بينهم , مارادونا طوله 1.66 متر , روماريو لقبه القصير ( Shorty ) بطوله 1.69 متر , بالضبط نفس طول ليونيل ميسي 1,69 متر .
حسناً , إذاً ولا واحد منهم كان سيصبح لاعب كرة سلة بسبب الطول , لكن هؤلاء الذين قالوا أن قصر طولهم و خفّة وزنهم ستعطيهم أشياءً تفرض تألقهم يكونوا مخطئين أيضاً .
للمنافسة مع منافسيهم , هؤلاء الثلاثة إستعملوا ضعفهم كأسلحة , كما قال البعض أن قصر قامتهم يعطيهم جاذبية أكثر إلى الكرة الأرضية أكثر من اللاعبون الطوال .
هناك أيضاً أمر آخر نستطيع أن نراه يؤثر على نموّهم . كلّ من مارادونا و روماريو أتوا من بلدان يأتي منها معظم الموهوبون في عالم الكرة , لكن الظروف كانت قوية و صعبة جداً .
روماريو كان مولود قريب من شواطئ ريو دي جراندو التي يعشقها بجنون , روماريو نجم عائلته القادم كان يملك مشاكل , فما كان أهله قادرون على إطعامه الأهل كثيراً فنمى نمواً بطيئاً .
دييجو أرماندو مارادونا ولد في فيا فيوريتو , مقاطعة فقيرة في جنوب البيونس آيرس في عائلة فقيرة مهاجرة . كان مارادونا الأكبر بين الإخوان الثلاثة الذان أيضاً كانوا مهتمين بكرة القدم , و لم يقدروا أن يأكلوا الكثير بسبب الفقر أيضاً .
في عمر الحادية عشر , أصيب ميسي بمرض في هرموناته الذي عرقل نموّه , و كان سيبقى نموّه متوقفاً لولا أن برشلونة دفع تكلفات عمليته الجراحية التي كلفت الكثير و لم تقدر عائلته الفقيرة أن تدفعها .
بعيداً عن الشكل الجسماني , ثلاثتهم عندهم تقريباً نفس المهارات في الحفاظ على الكرة و تلاحظ الكرة قريبة جداً من قدمهم حتى تظن بأنها ملزقة إليها . هذا الأمر عذّب المدافعين على 3 عصور , و جعل إختراق خط الوسط سهل , و هذا ما يميّزهم من قصر قامتهم أيضاً .
ثلاثتهم قادرون على الحفاظ على الكرة بطريقة جيدة و وراء ظهرهم منافسهم أو منافسيهم إلى أن تأتي المساندة , و أيضاً لحرق آخر دقائق المباراة إن كان اللقاء في آخره مع نتيجة جيدة لفريقه . عدم وجود جاذبية كبيرة بسبب قصر قامتهم يعني أن دفشهم صعب أكثر من دفش اللاعب الطويل , فيبقى ظهرهم ملتزقاً بمنافسهم إلى أن يمرروا الكرة أو يأخذوا ضربة حرّة .
الأرجل القصيرة أيضاً تساعدهم على الدخول في أماكن صغيرة . مثل سيارة الميني كوبر , مقارنة مع سيارة الفورد موستانج , يستطيعون المرور بسهولة و أن يدوروا بدوائر بسهولة أكثر من الطوال .
ثلاثتهم يأتون بالمدافعين لهم بسرعة كبيرة , و أحياناً يكون القادمون ثلاثة أو أربعة مدافعين أو لاعبون لأخذ الكرة من الفريق المنافس , و هذا الأمر قد يتبعه حركة رائعة , مثل الهاند بريك للسيارة , التي تجعل كل هؤلاء اللاعبين بعاد .
ما يخفف المقارنة روماريو و ميسي هو أن روماريو يلعب بقدمه اليمنى على عكس ميسي , و لكن كلامها يملكان نفس المهارات تقريباً .
ثلاثتهم أيضاً كان لهم مواجهات رائعة ضد الفريق الميرجني .
حتى ولو أن وقت مارادونا مع برشلونة كان قصير , حفاظه على الكرة و رميه لكثير من مدافعين الريال مدريد على الأرض ثم تسجيله هدفاً تاريخي في عام 1983 كان أمراً رائعاً و لم يكرر إلى مع رونالدينهو .
هاتتريك روماريو ضد الريال مدريد أصبح أمراً محفوراً في تاريخ و في ذاكرة عشّاق البلوغرانا , و الآن أصبح دور ميسي ليصبح محفوراً في قلب البلوغرانا و في روحها ضد عدوّهم اللدود الأبيض , تسجيله الهاتتريك ربما لم يهدي فريقه الفوز , لكن أن يعادلوا النتيجة ثلاثة مرّات قد يكون بنفس الطعم .
مواجهة مدريد و برشلونة في الكامب نو إنتهت بتسديدة من ميسي هزّت شباك كاسياس في الدقيقة التسعون , نفياً أن مدريد سيأخذ الثلاثة نقاط من برشلونة مع كابيلو في الكامب نو و عودتهم للمنافسة على بطولة الليجا الإسبانية و إغراق ريكارد في نفس الوقت .
المجلة الأرجنتينية " أولي " كتبوا كيف كان أداء ميسي و لم يقصّروا في حقّه و قالوا أنه يذكر الأرجنتينيين القدام بمشاهدتهم لمارادونا , و قالت تلك المجلّة " ميسي نسخة لمارادونا .. من أي كوكبٍ قد أتى ؟ " .
" دييجو هو الأفضل .. كالعادة " , قالها ميسي , و أضاف : " الأمر الوحيد الذي أقدر أن أفعله هو أن أبقى أعمل , و أن أبقى أتحسّن .. لكن ليس لأن أجعل المقارنة أوضح . أنا هنا لأبقى أتعلم و أتطور و سنرى ما سأقدر على فعله " .
بالإسباني هناك مثل يقول أن المقارنات مكروهة دائماً . و أن تقارن بين ميسي و روماريو مجرّد مدح كما يظهر لأي لاعب , و لكن من الممكن أن نكون ننظر إلى الماضي لنجد سبباً لأمجاد اليوم .. و طريق أمجاد المستبقل الذي ما زال ينتظر أن نمشيه .
لكن الأمر الأخير الذي يجب أن نقارنه بين ميسي و مارادونا و روماريو , هو السلبيات , فمارادونا تعاطى المخدرات , و روماريو كان مهووساً بالجنس و ممارسته , و كلاهما لم يقضيا فترات طويلة في برشلونة .
لكن ميسي حتى الآن لم يظهر أي سلبية في شخصيته و كان مريحاً للجميع .
لكن مشكلته الوحيدة كانت في بار عندما لم يكن متورطاً لكن حدثت خناقة و أدخلوه فيها . و مع هذا , صعب جداً أن نقارن بين هذا الفعل البسيط الذي لم يكن ميسي متورطاً فيه مع أفعال مارادونا و روماريو .
في أوقات مارادونا و روماريو , و حتّى رونالدو , تذكر اللاعبون الكثير من الذكريات و عاشوا ماضيهم بعد الكامب نو , ربما لأنهم حققوا الكثير , و فعلوا الكثير في فترة زمنية قصيرة جداً .
كل هؤلاء النجوم دخلوا كاتالونيا نجوماً , إلى ميسي الذي دخل إلى برشلونة فتاً معاقاً ثم أصبح أسطورة من أكاديمية برشلونة للشباب , ثم وجد ميسي نفسه في الفريق الأول , فهو مختلف هنا عن روماريو و مارادونا بإنضمامه لبرشلونة .
المقارنة بين لاعبي الماضي و الحاضر ليس أمر مكروه , و لكن ليس من الممكن أن تكون هذه المقارنة تحمل حقائق المستقبل لميسي , ولا يمكن أن نعرف ماذا سيحصل مع ميسي , لذا أفضل شيءٍ نقدر على فعله الآن هو الإستمتاع بلاعبنا الشاب الذي بلا شك يستحق المقارنة مع هؤلاء اللاعبين و الأساطير الكبار , و أن يصبح مقارنة بعد أن يعتزل , حتى بعد أن يعتزل ليصبح الناس يقولون .
" هل تعرف .. هذا اللاعب يذكرني كثيراً بليونيل ميسي " . المصدر |