مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #3  
قديم 01/07/2002, 01:01 PM
sport sport غير متواجد حالياً
عضو سابق باللجنه الإعلاميه
تاريخ التسجيل: 26/08/2001
المكان: السعودية "الــخــبـــر"
مشاركات: 13,852
ختمت النبوءة بالحديث عن القرآن الكريم، فهو يهدي، ويبشر، ويُنذر. وهي الخاتمة نفسها التي ختمت بها النبوءة المجملة في الآية(104): )وقلنا من بعدهِ لبني إسرائيل اسكنوا الأرضَ فإذا جاءَ وعْدُ الآخرةِ جِئْنا بِكُم لفيفاً(104) (

) وبالحق أنزلناه وبالحق نزل وما أرسلناك إلا مبشراً ونذيراً(105) ([19]. وجاء في التعقيب على النبوءة المفصلة:

)ويدعُ الإنسان بالشرِ دعاءَهُ بالخيرِ وكان الإنسانُ عجولاً(11) ( [20]وجاء في التعقيب عليها مجملة: )وقرآناً فَرَقْناهُ لتقرأهُ عَلى الناسِ على مُكثٍ ونزلناهُ تنزيلاً(106)( [21].



)قُل آمنوا بِهِ أوْ لا تُؤْمِنوا إن الذين أُوتوا العلمَ من قَبلِهِ إذا يُتْلى عَليهم يَخِرونَ للأذقانِ سُجداً (107) ويقولونَ سُبْحانَ رَبنا إنْ كانَ وَعْدُ رَبنا لَمَفْعولاً (108) وَيَخِرونَ للأَذْقانِ يَبْكونَ وَيَزيدُهُم خُشوعاً(109) ( [22] هل يقصد بهذه الآيات الحديث عن بعض رُدود الفعل على الحدث في حينه، وانعكاسه على أهل الكتاب إيجابياً وإدراكهم أن الإسلام حق، واندهاشهم وانبهارهم لحصول النبوءة وفق ما أخبر القرآن الكريم : )سُبحانَ رَبنا إنْ كانَ وَعْد ربنا لمفعولا(: نعم لابد لوعد الله أن يتحقق. وانظر إلى قوله تعالى )وَكانَ وَعْداً مَفْعولاً( [23] وقوله في الثانية: )إن كان وعد ربنا لمفعولا(. ثم تدبر خاتمة سورة الإسراء من جهة المعنى والموسيقى: )وَقًلِ الحمدُ للهِ الذي لم يتخذ ولداً ولم يَكُن لهُ شريكٌ في المُلكِ ولم يَكن لَهُ وليٌ منَ الذٌ‎ل وكبرهُ تكبيراً (111)(.



نقرأ في السيرة النبوية الشريفة أن الرسول e أخرج يهود بني قينقاع من المدينة، ثم أخرج يهود بني النضير، فنزلت سورة (الحشر) والتي تستهل بالتسبيح كسورة الإسراء: )سَبحَ للهِ ما في السمواتِ وما في الأرضِ وهو العزيزُ الحكيم (1) هوَ الذي أخرجَ الذينَ كفروا من أهل الكتابِ مِن دِيارِهم لأولِ الحَشرِ( قال المفسرون: " لأول جمعٍ لهم في بلاد الشام". والسؤال: ما الحكمة من جمعهم في بلاد الشام؟ ولماذا اعتُبِرَ هذا الإخراج أول الجمع؟ وماذا سيحصل في آخر الجمع؟



ورد في تفسير النسفي أن الرسولe قال عندما أخرج بني النضير : "امضوا لأول الحشر وإنا على الأثر" فهل يُشير ذلك إلى وعد الآخرة )فإذا جاء وَعدُ الآخرةِ جِئْنَا بِكُم لَفيفاً(104) ( ؟ فدخول بني إسرائيل الأرض المباركة بعد موسى عليه السلام كان مقدمة لتحقيق وعد الأولى. ودخولهم بعد أن أخرجهم الرسول e كان أيضاً مقدمة لتحقيق وعد الآخرة. أما التراخي في الزمن فلا يعني شيئا، لأن المقصود أن هذا مقدمة لحصول الوعد الذي نزل في سورة الإسراء. فهو مجرد بداية رمزية. وأخرج النسفي أن قسماً من بني النضير سكنوا (أريحا). أقول: لا يكون الجمع في بدايته حشرا، وإن كان يصح أن نقول أول الحشر، لأن الحشر يعني الجمع الذي يكون معه الضيق في المكان، والضيق النفسي. وهذا يرهص بأن وعد الآخرة يتحقق عندما يصبح جمع بني إسرائيل في الأرض المباركة حشراً.



يقول علماء الأجناس إن 90% من يهود العالم هم من الأمم التي تهودت ولا يرجعون في أصولهم إلى بني إسرائيل. ويُقر اليهود بأن هناك عشرة أسباط ضائعة:"رأوبين، شمعون، زبولون، يساكر، دان، جاد، أشير، نفتالي، أفرايم ومنسي"[24] على ضوء ذلك كيف نقول إن يهود اليوم هم أبناء إسرائيل؟ نلخص الإجابة بما يلي:



1- يقول الله تعالى في سورة الإسراء: )فإذا جاءَ وَعْدُ الآخرةِ جِئْنا بِكُم لفيفاً(104)( والمقصود نجمعكم من الشتات في حالة كونكم منتمين إلى أصولٍ شتى، على خلاف المرة الأولى.

2- أصر اليهود على تسمية الدولة الأخيرة هذه "إسرائيل"، فأصبحت البنوة هي بنوة انتماءٍ للدولة. فلا شك أنهم اليوم أبناء إسرائيل.

3- إن الحكم على الناس في دين الله لا يكون على أساس العرق والجنس، بل على أساس العقيدة والسلوك. وقد آمن بنو إسرائيل باليهودية على صورة منحرفة، فيُلحقُ بهم كل من يشاركهم في عقيدتهم وشرعهم.

4- الانتماء الحقيقي هو انتماء الولاء، يقول سبحانه وتعالى في سورة المائدة : )ومَنْ يَتَوَلهم منكمْ فإنهُ منهم( [25].

5- لا نستطيع أن ننكر أن قسماً من يهود اليوم يرجعون في أصولهم إلى بني إسرائيل، وعلى وجه الخصوص الشرقيون منهم.

6- قولنا إن هناك قسماً من يهود اليوم يرجعون في أصولهم إلى بني إسرائيل هو قول صحيح، لكننا لا نستطيع أن نعينهم ونسميهم. ومن هنا تعتبر القضية قضية غيبية.



يظن البعض أن نهاية الدولة الإسرائيلية تعني اقتراب اليوم الآخر، وهذا غير صحيح، ولا أصل له. أما قول الرسول e : " لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود...." فقد ذهب بعض العلماء إلى القول أن المقصود أن الأمرلا بد أن يحصل، وليس المقصود أن قتالهم من علامات القيامة. أقول: حتى لو كان المقصود أن قتالهم هو من علامات يوم القيامة. فمن قال أن زوال دولتهم هذه في فلسطين هو آخر قتال لهم في الأرض، وإلا فما معنى قول الله تعالى: )وإن عُدتُم عُدْنا( ؟! وهل نسينا أن عامة أتباع الدجال هم من اليهود وفق ما جاء في الحديث الصحيح؟!



جاء في سنن أبي داود، في كتاب الجهاد:"... يا ابن حوالة، إذا رأيت الخلافة قد نزلت الأرض المقدسة، فقد اقتربت الزلازل والبلابل والأمور العظام. والساعة يومئذ أقرب إلى الناس من يدي هذه من رأسك"أو كما قال e. قول الرسول e : "...الخلافة قد نزلت... " دليل على أن الخلافة ستسافر حتى تنزل في بيت المقدس فتكون آخر دارٍ للخلافة. والتاريخ يخبرنا أن الخلافة سافرت من المدينة، إلى الكوفة، إلى دمشق، إلى بغداد، ثم إلى اسطنبول.. ثم... ثم... حتى تنزل بيت المقدس. ويؤيد معنى هذا الحديث قول الرسول e : " هم في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس" فعندما يأتي أمر الله يكون آخر ظهور للمسلمين في بيت المقدس واكناف بيت المقدس. واللافت للانتباه أن المسلمين لم يتخذوا بيت المقدس داراً للخلافة، مع أن دواعي ذلك كثيرة. ولا أظن أن الذين سيحررونها في هذا العصر سيتخذونها عاصمة وداراً للخلافة. أو بمعنى آخر لا أظن أن آخر ظهور للمسلمين سيكون عند تحرير بيت المقدس. بل إن آخر ظهور سيكون على يد المهدي الذي سيحكم الأرض بالإسلام، وتكون عاصمة دولته القدس. كانت البداية في مكة، وستكون الخاتمة في القدس.

)سُبحانَ الذي أسرى بِعَبْدِهِ ليلاً منَ المسجدِ الحرامِ إلى المسجدِ الأقصى الذي باركنا حولهُ لنريهُ من ءايتنا إنهُ هُوَ السميعُ البصيرُ (1) ( سورة الإسراء، الآية:



الفصل الثاني

هل هي نبوءة أم مصادفة رقمية ؟


كل الأديان السماوية تحدثت عن المستقبل، وكشفت بعض مُغَيباته، وما من نبي إلا وأنبأ بالغيب. وللإخبار بالغيب صور كثيرة، بعضها يكون بالخبر المباشر، وبعضها يكون بالرمز، وبعضها يكون بالوحي الصريح، وبعضها يكون بالرؤيا الصادقة للنبي، أو حتى لغير الأنبياء. وبعضها يتحقق في زمن قريب، وبعضها يتراخى فيتحقق بعد سنين طويلة، أو حتى بعد قرون.

يؤمن المسلمون بالتوراة، لكنهم يعتقدون أنها محرفة، أو أنهم يجزمون بوجود نسبة من الحقيقة، ومن هنا لا يبعد أن تكون هناك نبوءات مصدرها الوحي، وإن كانت تحتاج إلى تأويل، أو فك رموز حتى على المستوى الرقمي. ونحن هنا بصدد تأويل نبوءة قرآنية، سبق أن كانت نبوءة في التوراة، يقول سبحانه وتعالى في سورة الإسراء: )وَقَضَيْنَا إلى بني إسرائيلَ في الكتابِ لَتُفْسِدُن في الأرضِ مرتين... فَإِذا جاءَ وَعْدُ أولَهُما... وَعْدُ الآخرة... (

قبل ما يقارب الخمس عشرة سنة، خرج كاتب مصري ببحث يتعلق بالإعجاز العددي للقران الكريم، يقوم على العدد "19" ومضاعفاته، وقد تلقاه الناس بالقبول والإعجاب، ثم ما لبثوا حتى شعروا بانحراف الرجل، مما جعلهم يقفون موقف المعارض لبحثه، وزاد الرفض شدة أن العدد "19" مقدس عند البهائيين.

لقد تيسر لي بفضل الله تعالى أن أدرس البحث دراسة مستفيضة ومستقصية، فوجت أن الرجل يكذب ويلفق الأرقام، مما يجعل رفض الناس لبحثه مبررا، ولكن اللافت للانتباه أن هناك مقدمات تشير إلى وجود بناء رياضي يقوم على العدد "19". وهذه المقدمات هي الجزء الصحيح من البحث ومقدماته. ويبدو أن عدم صدق الرجل حال بينه وبين معرفة حقيقة ما تعنيه هذه المقدمات. وبعد إعادة النظر مرات ومرات وجدت أن هناك بناء رياضيا معجزاً يقوم على أساس العدد "19"، وهو بناء في غاية الإبداع. وقد أخرجت عام " 1990 م" كتابا بعنوان "عجيبة تسعة عشر بين تخلف المسلمين وضلالات المدعين". فصلت فيه الحديث عن هذا الإعجاز المدهش، والذي يفرض نفسه على الناس، لان عالم الرياضيات هو عالم استقرائي، يقوم على بديهيات العقل، ولا مجال فيه للاجتهاد. ووجهات النظر الشخصية.[26]

وقد وجدت أن العدد "19" يتكرر بشكل لافت للنظر، في العلاقة القائمة بين الشمس والأرض والقمر. مما يشير إلى وجود قانون كوني وقرآني.

ما كنت أتصور أن يكون هذا العدد هو الأساس لمعادلة تاريخية تتعلق بتاريخ اليهودية، وفي الوقت نفسه بالعدد القرآني، ثم بقانون فلكي، حتى وقع تحت يدي محضرة للكاتب المشهور "محمد احمد الراشد" حول النظام العالمي الجديد، كانت هي المفتاح لهذه الملاحظات، التي أضعها بين يدي القارئ الكريم، والذي أرجوا أن يعذرني إذا لم أذكر له أرقام الصفحات للمراجع التي اعتمدتها، إذ أنني أكتب من خيمتي في مرج الزهور، وقد خلفت أوراقي ورائي في وطني، وعلى أية حال سوف لا نحتاج إلى مراجع كثيرة، وسيكون سهلا على القارئ أن يتحقق من كل ما ذكرناه، بالرجوع إلى القران الكريم أو التوراة، أو بعض المصادر التاريخية والفلكية.

لا أقول إنها نبوءة، ولا أزعم أنها ستحدُث حتما، إنما هي ملاحظات من واجبي أن أضعها بين يدي القارئ، ثم أترك الحكم له ليصل إلى النتيجة التي يقتنع بها.

البداية كما أشرت، محاضرة مكتوبة للكاتب العراقي "محمد أحمد الراشد"، وهي محاضرة تتعلق بالنظام العالمي الجديد، وقد يستغرب القارئ أن تتضمن هذه المحاضرة الجادة الكلام التالي الذي أنقله بالمعنى: "عندما أُعلن عن قيام دولة إسرائيل عام "1948 م" دخلت عجوز يهودية على(أم محمد الراشد) وهي تبكي، فلما سألتها عن سبب بكائها وقد فرح اليهود، قالت: إن قيام هذه الدولة سيكون سبباً في ذبح اليهود. ثم يقول الراشد إنه سمعها تقول إن هذه الدولة ستدوم "76 " سنة. وعندما كبر رأى أن الأمر قد يتعلق بدورة المذنب هالي، إذ أن مذنب هالي كما يقول الراشد، مرتبط بعقائد اليهود".

كلام لم يعجبني، لأن المحاضرة قد تكون أفضل لو لم تُذكر هذه الحادثة، إذ أن الناس اعتادوا أن يسمعوا النبوءات المختلفة من السنة العجائز، فاختلط الحق بالباطل، وأصبح الناس، وعلى وجه الخصوص المثقفون، ينفرون من مثل هذا الحديث. إلا أنني قلت في نفسي: وماذا يضرك لو تحققت من هذا الكلام، فلابد أن العجوز قد سمعت من الحاخامات، ولا يتصور أن يكون هذا من توقعاتها، وتحليلاتها الخاصة، ثم إن الحاخامات لديهم بقية من الوحي، مختلطة ببقية من أوهام البشر وأساطيرهم... وهكذا بدأت:



1- تدوم إسرائيل وفق النبوءة الغامضة "76 " سنة، أي 19×4.

ويُفترض أن تكون ال"76" سنة هي سنين قمرية، لأن اليهود يتعاملون بالشهر القمري، ويضيفون كل ثلاث سنوات شهراً للتوفيق بين السنة القمرية والشمسية.

عام 1948 م هي 1367 هجري. على ضوء ذلك إذا صحت النبوءة فإن إسرائيل ستدوم حتى " 1367 + 76 = 1443 هجري".

2- سورة الإسراء أيضا تسمى سورة بني إسرائيل، وهي تتحدث في مطلعها عن نبوءة أنزلها الله على موسى عليه السلام في التوراة، وهي تنص على إفسادتين لبني إسرائيل في الأرض المباركة، على صورة مجتمعية، أو ما يسمى اليوم صورة دولة، ويكون ذلك عن علو واستكبار، يقول سبحانه تعالى : )وَءَاتَينا مُوسَى الكتبَ وجعلناهُ هدىً لبني إسرائيلَ أَلا تَتخذوا من دوني وَكيلا(2) ذُريةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إنهُ كانَ عَبْدَاً شَكُوراً (3) وَقَضَيْنَا إلى بني إسرائيلَ في الكتابِ لَتُفْسِدُن في الأرضِ مرتين وَلَتَعْلًن عُلواً كبيراً... (4) فإذا جاء َوْعدُ أولهُما... فإذا جاءَ وَعْدُ الآخرةِ( أما الأولى فقد مضت قبل الإسلام، وأما الثانية والأخيرة فإن المعطيات تقول أنها الدولة التي قامت في فلسطين عام "1948 م". والملاحظ أن تعبير )وعد الآخرة (، لم يرد في القرآن الكريم إلا مرتين: الأولى في الكلام عن الإفسادة الثانية في بداية السورة، والثانية أيضا في الكلام عن المرة الثانية قبل نهاية سورة الإسراء الآية "104 ".



إذا قمنا بإحصاء الكلمات من بداية الكلام عن النبوءة - وآتينا موسى الكتاب - إلى آخر كلام في النبوءة - فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا- فسوف نجد أن عدد الكلمات هو 1443 كلمة، وهو رقم يطابق الرقم الذي خلصنا إليه في البند رقم 1 أي:

1367 هجري + 76 = 1443 هجري.

3- هاجر الرسول e بتاريخ 20/9/622 م ويذهب ابن حزم الظاهري إلى أن العلماء قد أجمعوا على أن الإسراء كان قبل الهجرة بسنة، أي عام 621 م. ومع شكنا في صحة الإجماع، إلا أن الأقوال الراجحة لا تخرج عن عام 621 م، وكذلك لا يتصور تراخي نزول فواتح سورة الإسراء عن حادثة الإسراء نفسها. على ضوء ذلك إذا صحت النبوءة، فكانت نهاية إسرائيل عام 1443 هجري، فإن عدد السنين القمرية من وقت نزول النبوءة1 إلى زوال إسرائيل هو 1444 لأن الإسراء قبل الهجرة بسنة. وهذا الرقم 1444 هو:19 × 76. لاحظ أن 76 هو عدد السنين القمرية لعمر إسرائيل، أي أن المدة الزمنية من نزول النبوءة إلى زوال إسرائيل هي 19 ضعفا لعمر إسرائيل1.

4- عندما تدور الأرض حول الشمس دورة واحدة مفردة، تكون قد دارت حول نفسها 365 مرة، ويكون القمر قد دار حول الأرض 12 مرة. والملحوظ أن كلمة يوم مفردة وردت في القران الكريم 365 مرة، وكلمة شهر مفردة وردت 12 مرة، مع ملاحظة أننا نتعامل مع الرسم العثماني، وبالتالي لا نحصي كلمة "يومئذ" لأنها ليست صورة "يوم، يوما". وبقي أن نسأل: كم وردت كلمة "سنة"؟

وردت كلمة سنة في القران مفردة 7 مرات، ووردت كلمة "سنين" أي جمعا 12 مرة، وعليه يكون المجموع 7+12= 19. لماذا؟

عندما تعود الأرض إلى النقطة نفسها مرة واحدة تكون قد دارت حول نفسها 365 مرة، ويكون القمر قد دار حولها 12 مرة، ولكن حتى يعود القمر والأرض معا إلى الحيثية نفسها يحتاج ذلك إلى أن تدور الأرض حول الشمس 19 سنة. وهنا نلاحظ أن الأرض دارت أكثر من مرة، فلم نعد نحصي فقط الكلمات المفردة. ومن الجدير بالذكر أن كل 19 سنة قمرية فيها سبع سنوات كبيسة: 355 و12 سنة بسيطة: 354. لقد أصبح العدد 19 يرمز إلى التوفيق بين السنة الشمسية والسنة القمرية، ومن هنا لا يخلوا كتاب من كتب التقاويم من الإشارة إلى العدد 19.

العام 621 م الذي هو عام الإسراء إذا تم تحويله إلى سنوات قمرية:

621×2422، 365

367، 354



= 05، 640



سنة قمرية، أي أن الفارق هو19 وبما أن العدد 19 يرمز إلى التقاء الشمسي والقمري، فان العام 621 يرمز إلى التقاء الشمسي والقمري أيضاً. لذلك سيجد القارئ أننا نتعامل قبل عام 621 م هو قبل الهجرة بالسنة الشمسية، وبعده سنتعامل بالسنة القمرية. وغني عن البيان أن السنة الميلادية هي شمسية: والسنة الهجرية هي قمرية.

935 ق. م 1 م 621 م 1443هـ

__________________________________________

الإسراء 2022 م

5- 935 ق.م سليمان عليه السلام، وانقسمت الدولة، وبدأ الفساد2، وعليه تكون بداية الفساد الأول المذكور في فواتح سورة الإسراء عام 935 ق.م ونهاية الفساد الثاني والأخير عام 2022 م أو 1443 هجري. وعليه يكون عدد السنين من بداية الفساد الأول إلى الإسراء هو 1556 سنة شمسية. ويكون عدد السنين من بداية الإسراء حتى نهاية الفساد الثاني هو 1444 سنة قمرية. والملحوظ أن 1556 هو عدد كلمات سورة الإسراء. وهنا لا بد أن يثور سؤال هو: هل اتفق المؤرخون على أن تاريخ وفاة سليمان عليه السلام هو 935 ق.م؟ إذا أراد القارئ أن يأخذ جوابا سريعا فبإمكانه أن يفتح " المنجد في اللغة العربية والأعلام" على اسم سليمان. ثم إن الكثير من كتب التاريخ تذكر أن وفاته عليه السلام كانت عام 935 ق.م.



إلا أن هناك مراجع تذكر أنه توفي عليه السلام عام 930 ق.م. أو 926 ق.م. واليوم لا يسهل البت أو الترجيح، بل قد يستحيل، لذلك عملت على إثبات ذلك قرآنيا.



6- في العدد لا بد من الوحدة في المعدود، بغض النظر عن الشيء الذي نحصيه، ونحن قد نحصي الحروف، وقد نحصي الكلمات، وقد نحصي السور... وهكذا، ولكن في القضية الواحدة لا نحصي إلا حرفا، أو كلمة، أو.. الخ.



لم يتحدث القران الكريم عن وفاة سليمان عليه السلام، إلا في سورة سبأ، وذلك في الآية 14: )فَلَما قَضَيْنا عَلَيْهِ المَوْتَ مَا دَلهُم عَلى مَوْتِهِ..(. حرف الفاء هو حرف ترتيب وتعقيب، فهو هنا حلقة الوصل بين الحديث عن أوج ملك سليمان عليه السلام في الآية 13، والحديث عن موته في الآية 14.

عدد الحروف من بداية سورة سبأ إلى نهاية الآية 13 وقبل الحديث عن موته هو 934 حرفا. ثم تاتي الفاء التي هي حرف ترتيب وتعقيب، فيكون العدد هو 935. وسبق أن قلنا أن موت سليمان عليه السلام كان سنة 935 ق.م.وبذلك نكون قد رجحنا الرقم 935 الوارد في الكتب التاريخية.



لقد لاحظت أن الآية 13 التي تتحدث عن أوج ملك سليمان عليه السلام، والتي تسبق الآية التي تتحدث عن موته عليه السلام، هي 19 كلمة والتي هي 84 حرفا، فما هو المضاعف 84 للعدد 19؟ 19×84=1596. وإذا عرفنا أن سليمان عليه السلام ملك 40 سنة كما نص العهد القديم[27]، فان الباقي بعد حذف زمن ملكه عليه السلام 1596-40=1556. وهذا الرقم هو عدد السنين منذ وفاة سليمان عليه السلام الى الإسراء عام 621 م[28] والذي هو عدد كلمات سورة الإسراء. كما لاحظت أن مجموع أرقام العدد 1556 هو 17، وكذلك العدد 935 مجموع أرقامه 17، ويلاحظ أن الرقم 17 هو ترتيب سورة الإسراء في القران الكريم، وان 17 +17=34 وهو رقم ترتيب سورة سبا في القران الكريم.



بعد الحديث عن وفاة سليمان عليه السلام في الآية (14) من سورة سبأ، تتحدث الآيات التالية مباشرة عن سبأ، ويستمر الكلام عنها حتى الآية (21). إذا أحصينا الحروف بعد حرف الفاء من كلمة (فلما قضينا عليه الموت) إلى آخر الآية (21) سنجد أن العدد هو (570) حرفاً. ولو رجعت إلى المنجد في اللغة والأعلام لوجدت أن آخر انهدام لسد مأرب هو العام 570 م، أي أن نهاية سبأ كانت في العام 570 م. وإذا كانت الحروف أل (570) بعد حرف الفاء قابلت (570 ) عاما بعد الميلاد، فان أل (935) حرفا التي سبقت تقابل أل (935) سنة قبل الميلاد.



بعد موت سليمان عليه السلام مباشرة انقسمت الدولة وبدأ الفساد كما أشرنا، وأصبحت دولة (يهوذا) الجنوبية أضعف من أن تسيطر على سبأ في اليمن، ومن هنا يتوقع أن تكون سبأ قد انجرفت أيضا في العام نفسه. يلاحظ أن الآية (180) تتحدث عن سبأ بالأرض المباركة: )وجَعَلْنا بَيْنَهُم وَبَيْنَ القرى التي بَارَكْنا فيها قُرى ظَاهِرَة(، أما الآية (19) فهي تتحدث عن انحرافهم ومن ثم تمزيقهم، وقد لاحظنا سابقا أن الآية (13) التي تتحدث عن أوج ملك سليمان عليه السلام هي (19) كلمة و(84) حرفا، وأن 19×84=1596 وقد يشير هذا إلى بداية حكم سليمان عليه السلام، وبما أنه توفي بعد أن ملك (40) سنة فالمتوقع أن الفساد الذي جاء بعد الموت مباشرة حدث قبل نزول سورة الإسراء وسورة سبأ بِـِ (1556) سنة، إذ أن 1596 - 40 =1556. وهذه مجرد ملاحظات استقرائية. واللافت للانتباه أن الآية التي تتحدث عن فساد سبأ هي الآية (19) وعدد كلماتها (19) وعدد حروفها (84). فهل يشير ذلك إلى أن الفساد في القدس وسبأ جاء بعد وفاة سليمان عليه السلام، أي قبل (1556) سنة من نزول سورة سبأ والحديث عن وفاة سليمان عليه السلام؟ والملحوظ أن الآية (13) تختم بقوله تعالى )وقليلٌ من عبادي الشكور( وتختم الآية رقم (19) بقوله تعالى )إن في ذَلِكَ لآياتٍ لِكُل صَبارٍ شَكور( في الوقت الذي لم يزد فيه تكرار كلمة "شكور" في القران الكريم عن عشر مرات. ولا شك أن الشكر نقيض الإفساد. ولا ننسى أن نبوءة سورة الإسراء افتتحت بقوله تعالى )وآتَيْنَا مُوسى الكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدَىً لِبَني إسرائيل..... إنهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً(.



7- أعلن اليهود عن إقامة دولتهم في فلسطين بتاريخ 15/5/1948 م، ولا نستطيع أن نعتبر هذا التاريخ هو تاريخ قيام دولة إسرائيل، لأنها لم تقم بالفعل. بعد هذا الإعلان دخلت الجيوش العربية في حرب مع اليهود حتى أصدرت الأمم المتحدة قراراً بوقف إطلاق النار، فوافقت جامعة الدول العربية على القرار بتاريخ 10/6/1948م[29]. فيما سمي "الهدنة الأولى" وهو التاريخ الفعلي لبداية قيام دولة إسرائيل. وبعد أربعة أسابيع ثار القتال مرة أخرى، وأصدرت الأمم المتحدة قراراً بوقف إطلاق النار، فوافقت عليه جامعة الدول العربية بتاريخ 18/7/1948 فيما سمي "الهدنة الثانية"، وبذلك اكتمل قيام دولة إسرائيل. ويُلحظ أن عدد الأيام من بداية قيام إسرائيل حتى اكتمال قيامها هو 38 يوما، أي 19×2، ويُلحظ أيضاً أن مجموع أرقام تاريخ الهدنة الثانية 18/7/1948 م[30] هو 38 أي 19×2 أما اليوم التالي الذي توقفت المدافع صباحه فهو 19/7.



بعد اعتماد الراجح في تاريخ الإسراء[31] تبين لي أنه تاريخ10/10/621 م وبناء على ذلك أصبحت المعادلة:



935 ق. م 621 م 6/3/2022 م

_______________________________________

10/10 10/10 10/6/1948 1443هـ



عرفنا أن البداية العملية لقيام إسرائيل هي الهدنة الأولى بتاريخ 10/6/1948 م. وإذا أضفنا 76 سنة قمرية كاملة: 76×367، 354= 892 و26931 يوما فسيكون اكتمالها بتاريخ 5/3/2022 م[32]. وبما أننا لا ندري إذا كانت أل 1556 سنة تزيد اشهراً أو تنقص، فلا بد أن نعتبر التاريخ عام 935 ق.م هو 10/10/935.
اضافة رد مع اقتباس