مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 29/06/2002, 01:32 PM
ابو سعد ابو سعد غير متواجد حالياً
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 30/06/2001
مشاركات: 541
=== ((( الخنفساء الصفراء Vs الكورفيت الزرقاء )))===

كثيراً ما يتغنى الكثيرون بالماضي وإنجازات الماضي وروعة الماضي عندما يكون حاضرهم منتهى التعاسة والخيبة. في كثير من الأحيان يكون الماضي سيء ولكن عندما يحل الأسوء يبدأ الحنين للماضي السيء ويتحول الماضي السيء إلى رغبة وطموح...


قبل أن أصل إلى مبتغالي، هذه قصة قصيرة أسوقها لكم كمثال لحال بعض الأخوة الذين سأتطرق لهم في نهاية الموضوع...


------------------------ ------------------------ ------------------------ ------------------------


[c]== الجزء الرابع من سلسلة قصص خرافية من الواقع ==
[/c]
[c] [/c]
[c] [/c]
[c]=== ((( الخنفساء الصفراء Vs الكورفيت الزرقاء )))===
[/c]

في صباح ذات يوم خرجتُ بسيارتي الكورفت 2000 وقد أزلت الغطاء متمتعاً بشمس صيف الشمال الرائع..

توقفتُ عند مقهى على قارعة الطريق وترجلتُ عن الكورفت بعد أن أوقفتها في موقف يجذب الأنظار من كل جانب. سارعتُ الخطو نحو المقهى وأنا أمتع ناظري بجمال مقدمة الكورفت الخرافي. إخترتُ طاولة في الهواء الطلق وسحبتُ مقعداً مواجهاً للكورفت الخارقة...

طلبتُ كابتشينو وأخذتُ أتصفحُ جريدة الصباح وبينما أنا أضيف أكياس السكر إلى الكابتشينو وإذا بكل شيء يهتز على صوت (قرقعة) تصم الأذان فوجهتُ بصري نحو مصدر الصوت إلى الشارع وإذا بسحابة سوداء تقترب من المقهى ببطىء شديد....

أخذتُ بتأمل السحابة التي أخذت بالإقتراب أكثر وأكثر وأنا واضعُُ يدي على قلبي خوفاً من أنٌ يصطدم هذا الشيء بسياراتي الغالية...

بعد ثواني توقف هذا الشيء بجانب سيارتي وظهر من خلال السحابة السوداء رجل يدخن سيجاراً ودخل إلى المقهى...

بعد دقيقتين إختفت سحابة السواد وكشفت عن فولكس واجن (الخنفساء) موديل 72 أو أقدم...

أمعنتُ النظر على الخنفساء وشاهدتُ ما جعلني أسكب الكابتشينو على الطاولة من شدة الضحك...


أخينا صاحب الخنفساء وضع ملصقاً كبيراً على النافذة الأمامية يحمل عبارة ((( I AM THE BEST ))) والمعنى ((( أنا الأفضل )))...


بينما أنا أتدارك الوضع بمحاولة مسح الكابتشينو المسكوب على الطاولة خرج صاحب الخنفساء من داخل المحل وهو يحمل كوباً من ا لشاي وإقترب مني وقال: وش عندك متشقق من الضحك..


قلت له: لا ولا شيء، تذكرت سالفة وضحكت عليها..

قال لي: أكيد إنك تضحك على موتري <<==== اللي على راسه بطحا يحسس عليها..!!


قلت له: صراحة إي بالله كنت أضحك على سيارتك، الكذب خيبة...


قال لي: عاد من زين سيارتك إنت...

قلت له: اللي يسمعك يقول إنك تعرف وش سيارتي...

قال لي: أكيد إنها كابرس تسعاوي...

إبتسمت وقلت له: لا يالحبيب أنا راعي الكورفت اللي ملبقة جنب موترك..

نظر إلى سيارتي (وبلع ريقه) وقال: هاذي وشنهي...؟؟؟

طبعاً ظهرت ملامح البلادة على وجهه فيبدو لي أنها المرة الأولى التي يشاهد فيها أخينا كورفت على الطبيعة..


مددتُ يميني له وقلت: معاك أبوسعد، تفضل..

صاحفني وقال: معاك الملتهب وجلس على الكرسي المجاور..

عندما قال الملتهب.. كتمتُ ضحكتي وقلت له مداعباً: سلمات وش اللي فيك ملتهب...


قال: لا هذا إسمي الملتهب مشتق من إلتهاب النار..


أبوسعد: ماشاء الله عليك (أبغاه يسكت)...


الملتهب: نرجع لموضوعنا...

أبوسعد: أي موضوع؟؟

الملتهب: موتري أحسن من موترك..!!

أبوسعد: يا فتاح ياعليم يارزاق ياكريم.... يالله صباح خير .... وش تبي الحين إنت؟؟

الملتهب: أنا أبغى أثبت لك إن الخنفساء حقتي أحسن من الكفرتت حقتك <<== (الأخ مو عارف حتى يقول كورفت)...

أبوسعد: طيب ممكن تخلصنا وتقول لي على أي أساس مزعجنا بصرصورك... قصدي خنفستك..؟؟

الملتهب: أولاً هتلر قال عنها إنها السيارة الأولى في العالم...

أبوسعد: ههههههههههههههههه..

الملتهب: وش يضحكك..

أبوسعد: الحين إنت ما لقيت إلا هتلر حتى تآخذ رأيه..؟؟

الملتهب: هاه... ليش وش فيه هتلر؟؟

أبوسعد: إنت يالملتهب تعرف من هتلر؟؟

الملتهب: أكيد أعرف.... ملك أمريكا...

أبوسعد: هههههههههه... حشفاً وسوء كيل .... هههههههههه..

الملتهب (وقد شهر أنه جاب العيد): قصدي رئيس أمريكا...

أبوسعد ( وأنا أتحمد الله على العافية): طيب يالملتهب عطنا سبب ثاني لإيمانك إن الخنفساء أفضل من الكورفيت...؟

الملتهب: الخنفساء كانت أكثر السيارات مبيعاً في ألمانيا..

أبوسعد: ممكن تعيد وتقول لي وين خنفساتك أكثر مبيعاً؟؟

الملتهب: في ألـــمـــانــيــــأ...

أبوسعد: طيب إنت ما تعرف يا مليح أن مصنع الفولكس فاجن كان ملكاً للحكومة الألمانية النازية وكانت الأرخص مقارنة ببقية السيارات الأخرى ألمانية الصنع حيث لم يسمح بإستيراد أي سيارات أجنبية في ما عدا بعض الموديلات الإيطالية لبعض الشخصيات الألمانية..

الملتهب: هي أيضاً أكثر مبيعاً في السعودية....!!!

أبوسعد: لو سمحت بلا شلخ (كذب) وإلا كف على وجهك..

الملتهب: طيب <<=== ما ينفع معاه إلا العين الحمراء..!!

أبوسعد: ممكن سبب آخر..؟؟

الملتهب: سيارتي أسرع من سيارتك؟؟؟

لم أجبه وقمت فوراً من على الكرسي وإرتديت نظاراتي الشمسية وأشرتُ له بأن نتسابق فقفز بثقة من كرسيه وسقط على وجهه من الحماس ولكنه لم يعبأ وإنطلق جارياً إلى خنفسته..

المهم أننا إخترنا شارعاً غير مأهول لإقامة السباق ولأنني كنت على تمام الثقة من الفوز قررت سباقه بالريوس R (وضع الرجوع للخلف)..

بدأ السباق (طبعاً أنا بالريوس وهو على قدام).. أطلقت العنان لعجلات الكورفيت ولم يستغرق الأمر سوى ثواني حتى إبتعدتُ عن الخنفساء مسافة كيلوين بينما أخينا الملتهب مختفي تحت السحابة التي ولدها محرك سيارته (المبوش)...!!

عدتُ إليه وإذا هو يزمجر ويقول: ياخي عطني فرصة....!!

قلت له: أقول رجعنا للكوفي شوب مالت على وجهك.. صدق الشرهه ماهيب عليك، الشرهه والله على اللي ضيع وقته معاك ويا حسافة البنزين إللي إحترق علشان وجهك...


عدنا إلى المقهى ودار بيننا الحوار التالي....


الملتهب: سيارتي أكشخ من سيارتك...

أنا قمتُ من مكاني وإلتفتُ إلى طاولتين بجانبنا جلس عليها مجموعة من الشباب وقلت لهم: يا شباب بالله عليكم وش أحلى الخنفساء الصفراء وإلا الكورفت الزرقاء...

رد الجميع بصوت واحد وبعفوية تلقائية: (( الكورفيت الزرقاء ))...

نظرت إلى الملتهب وقلت له: إقتنعت؟؟

الملتهب: لا...!!

أبوسعد: طيب وش رايك نسوي إستفتاء عام ونشوف أيهما الأكشخ..؟؟

الملتهب: لا... أهم شيء رأيي... الخنفساء أكشخ يعني أكشخ...!!

وهنا يتضح لك كيف أنٌ أخينا الملتهب متمسك برأيه وغير مقتنع بآراء البقية وكأنه في عالم مستقل بكل تعصب وجهل....

أبوسعد: خلاص خنفستك أكشخ <<=== هنا بدأت آخذه على قد عقله..

الملتهب وقد شعر بنشوة النصر المزيفة طبعاً: وسيارتي أقدم..!!

أبوسعد: يعني إذا سيارتك أقدم معناته إنها أحسن من سيارتي؟؟

الملتهب: أكيد، نسيت إنٌ العراقة والأصالة والتراث من جمال الحاضر...

أبوسعد: إيه ما قلنا شيء، عراقة تقليد، أصالة مبدأ، تراث مبنى... ولكن تحطها كلها سيارة إخترعوها قبل إثنين وأربعين سنة ...!! صدق والله ما عندك عراقة ولانتب حولها...

الملتهب (وقد وصلت الحرارة عنده H مثل سيارته المبوشة): ياخي إنت سيارتك ملمعتها الصحافة...

أبوسعد: قصدك التلميع الفائق (التلميع الفائق: محل تلميع سيارات)..

المتهب: شنهو..

أبوسعد: إنتم كذا ياعشاق (الخنفساء الصفراء) إذا ما قدرتوا تحاورون بلغة العقل تدخلون الصحافة وتتهمونها بالتحيز مع إن خنفستكم أكثر من إستفاد من تلميع الصحافة وكبار الشخصيات وإنت أدرى...

الملتهب: بس سيارتك الحكام دايم معاها... <<==== العرق دساس...

أبوسعد: الحكاااااام؟؟؟؟؟

الملتهب: لا لا ولاشيء..!! <<==== حس إنه مصخها....!!



أبوسعد: المهم يالملتهب، خلني أقولها لك في وجهك، أنا ضيعت وقتي معاك بدون أي فايدة لأن راسك يابسة وفعلاً (ماخذ مقلب في نفسك) إنت وخنفستك الصفراء....

الملتهب: وش قصدك..؟؟

أبوسعد: ياخوي سيارتك في يوم من الأيام كانت سيارة عملية وجيدة وطغت على أسواق السيارات في ألماني وباقي أوروبا ولكن إنك تقارنها بالإعجوبة الكورفيت فهذا يدل إنك إنسان لا تزال من قطان الماضي الذين يخشون من معايشة الحاضر والإقتناع بما إستحدث لكي لا يصدمون بأن الماضي الذين كانوا يعيشونه لم يصبح إلا جزء من التاريخ الذي لا قيمة له....


أدرتُ ظهري للملتهب وركبتُ سيارتي وأطلقت العنان لها، فمالبثتُ إلا أن شاهدتُ من خلال المرآة سحابة سوداء مقبلة .... إنه الملتهب .... لا حول ولا قوة إلا بالله.....

------------------------ ------------------------ ------------------------ ------------------------


*الخلاصة...

القصة تحكي قصتي مع صاحب الخنفساء الصفراء. والواقع يحكي قصتي مع عشاق ماجد عبدالله.. كلا الشخصيتين (الخيال والواقع) تناقشان بإسلوب مثير للشفقة من خلال خلق أوجه مقارنة لايمكن أن تتوافق والعقل والمنطق.

الخنفساء والكورفت... ماجد وسامي ... جماهير النصر وجماهير الهلال ... صورة من الماضي وصورة من الحاضر الممزوجة بالمستقبل.. صورة نالت شهرتها من خلال عدم وجود المنافس، وصورة بنت إسطورتها من خلال قدراتها رغم كثرة منافسيها ... صورة لا تزال تقلب صفحات الماضي وصورة تكتب صفحات الحاضر وعناوين المستقبل .... شجرة صغيرة نبتت في صحراء قاحلة وشجرة ضخمة غرست جذورها في قلب الأدغال...

مقارنة ظالمة... ظالمة... ظالمة....


يدٌعون ويقولون سامي صنعته صحافة الهلال...!!!



ويجهلون حقيقة أن ماجد صنعته صحافة السعودية لمقاومة الظاهرة التي بزغت مسبقاً في ملاعب الكويت (المرعب جاسم يعقوب)، والظاهرة الأخرى في ملاعب مصر (محمود الخطيب).. فلقد كان لزاماً على الصحافة السعودية في تلك الأيام أن تخلق نجماً لا يشق له غبار لمقارعة نجمي الكويت ومصر من باب المنافسة والمقاومة على جميع الجبهات فإختلقوا نجم ماجد وجعلوه الأسطورة التي لن تتكرر. أما المضحك في الأمر أنٌ هذه اللعبة إنطلت على الكثير من الجماهير السعودية وخُدعوا بتلك الأسطورة الصحفية...!!!



ماجد عبدالله مهاجم جيد وقد كان من أعمدة المنتخب السعودي في فترة الثمانينات ولكنه لم يصنع ما يشفع له بأن يكون (أسطورة) فهل هداف الدوري السعودي ستة مرات في زمن نهضة الكرة السعودية يعتبر إنجازاً مشهوداً...؟؟ وهل ثلاثة أهداف في كأس آسيا لم تجعل منه هدافاً جعلت منه أسطورة...؟؟ وهل 68 هدفاً دولياً فقط جعلت منه أسطورة (جاسم الهويدي في ظرف ستة سنوات سجل 56 هدفاً)...؟؟


طبعاً الملتهب (المدافع عن الخنفساء) و جماهير النصر( المدافعين عن ماجد) كليهما لا يملك الحجة الكافية لإقناع الطرف الآخر برأيه المتعصب ولكن عقدة النقص هي الدافع وراء الدخول في مقارنات بل مقامرات خاسرة ولا طائل منها وكل ما يرددونه هو خزعبلات الماضي المخدوعون به....



------------------------ ------------------------ ------------------------ ------------------------

اخر تعديل كان بواسطة » ابو سعد في يوم » 29/06/2002 عند الساعة » 01:35 PM