استيقظت من نومي... على (هدهدة) أنثى أسهرها طفلٌ جميل.. كالعادة!! وقفت أمام المرآة وأيضاً كالعادة رأيت فيها كل شيء سوى (نفسي).. هكذا دوماً (أنا) أمام المرآة.. أشعر وكأني مزيجٌ من اللون والغموض.. \ / \ / لا بأس هي ثرثرة (مصدّعه) فلا تكترثوا.. صباحكم ملاءات تتمدد بطهرٍ فوق جسدِ طفلٍ نقي ... بصمت.. سأكمل الضجيج.. \ / \ / ألم أخبركم بأنني مجنونةٌ منذ الأزل!! حين تجف ينابيع الروح.. وحين تطبق المادة على خفايا الوجدان.. وحين تزدحم الدنيا بالمباني ومنها تنسد الآفاق.. وتتحول حياة أحدنا إلى مسألةٍ حسابيه مجردة.. حينها.. يضاف حزنٌ إلى رصيد الحزن.. وتعانق أهداب العيون ضيق الفراغ.. ويقرأ (الأُمِيّون) الغربة على كل الوجوه... ويشاهد العالم أجمع كيف تخلق المدنية وطغيانها مساحات الخوف والقلق.. عندها.. تقارب النفوس التمرد.. وترسم حلم فضاءاتها بالطبشورعلى جدران الأمل الغائب.. في حدود الحلم.. والحلـــم فقط.. من: طفلتــك.. إلى: روحك الطاهرة..هناك.. في السماء.. وما زالت تسير الأيام يا أبي.. تماماً.. كما أردت لي أن أكون.. ألم تكن تحلم بأن أرتدي المعطف الأبيض.. هاأنا يا أبي.. أخطو أول خطواتي في الطب.. سأصبح طبيبة يا أبي.. كما أردت.. وكما كنت تحلم وأحلم.. أبي.. كل شيء على ما يرام.. فنجان القهوة الطيني.. والكرسي أمام حوض السباحة.. وكرة المضرب التي كتبت لي عليها حينما فزت عليك ولأول مرة.. جميعهم يأخذون أماكنهم كما لو كنت معنا ترتبها.. لا شيء يا أبي تغير منذ رحيلك كما وعدتك.. أبي.. حاولت جاهدة أن أكون كما كنت دوماً سعيدة من أجلك ولأجلك فقط.. لكن يا أبي.. الطرقات شاحبه وكأنني لم أسلكها يوماً معك.. حتى تلك الحوانيت يا أبي صامته موحشه.. لا أعلم أيُ شيءٍ أصاب المدينة يا أبي!! أبي.. انظر إلى الطريق الذي اعتدنا أن نسير فيه معاً في السحر.. كأنه عذراء عربية تتلفع بخمارها وتُقبّل يد الشمس تتوسلها أن تبقى مشرقه.. لا شيء تغير يا أبي.. لكننا جميعاً نفتقد لأرواحنـــا.. هل عرفت الآن سبب حزن المدينة يا أبي؟!! فليجمعنا الإله في جنته يا أبي..
اخر تعديل كان بواسطة » سحرالشرق في يوم » 08/03/2007 عند الساعة » 08:05 AM |