مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #10  
قديم 25/02/2007, 07:39 AM
alhussam alhussam غير متواجد حالياً
زعيــم جديــد
تاريخ التسجيل: 08/06/2003
مشاركات: 8
[COLOR="SeaGreen"]المشجع الصغير ورى ماترسل أنت هذه التساؤلات وتطلب التوضيح من فضيلة الشيخ عايض
وها أنا أكرر لك هذه التساؤلات [/COLOR
]



حسنا يا شيخ عائض لن أشق عن قلبك لأكشف عن مدى مصداقية حبك للإمام الحسين ، وبالطبع لن أعتبره أيضا تقية، وسأكتفي بما أفصحت عنه نثرا وشعرا، كدليل عن صدق محبتك للإمام الحسين ، لأنه ليس من أخلاقنا التي أدبنا بها الرسول وأهل بيته الكرام، أن نشكك أو نُكذب أحدا فيما يقر به بلسانه، خصوصا وأن حب أهل البيت ليس كحب غيرهم، أي أنها واجبة على جميع المسلمين بالدليل القرآني القطعي، وهذا عكس ما تفعلونه بنا نهارا ليلا، جهارا سرا، في التشهير بكفرنا وبغضنا للصحابة، على الرغم من أننا نتلفظ بالشهادتين ونصلي ونصوم ونزكي، ونحج في كل عام معكم حتى وان اختلف ثبوت الهلال بيننا وبينكم، ونعترف بحب الصحابة المنتجبين الأخيار.

هذا مع أن بعضكم قبل إسلام صدام بمجرد نطقه للشهادة، ولم تقبلوا نطقها منا، إلا إذا اعتبرتموه من أولياء الأمور الذين تجب طاعتهم، فعندئذ نفهم أن ثبوت إسلام الوالي مختلفة عن ثبوت إسلام بقية الشعب!!.

استغرب يا شيخ كيف لهذا القلب المملوء والمتدفق عشقا للحسين وأهل البيت ، أن ينسى ويتجاهل خصم الحسين الأساسي، المتربع على سدة الخلافة، الذي من أجل وجوده نهض الحسين فقتل، إذ كيف لهذا القلب أن يلعن ابن زياد والحجاج الذين هم مجرد أدوات وخدم للخليفة، وينسى بالتالي مجرد ذكر اسم الخليفة يزيد بن معاوية؟!، أليست هذه تقية منك، خصوصا مع وجود بعض السنة الذين يعتقدون بإسلام يزيد ومشروعية خلافته عن رسول الله ؟! فلربما كنت تخشاهم!! أو انك ترى رأيهم وتميل إليه!! وهنا أتساءل كيف لهذا القلب أن يجتمع بحب النقيضين والمتخاصمين الإمام الحسين ويزيد؟! ويرى بذلك براءة القاتل والمقتول، الظالم والمظلوم!! ولربما رأيت أيضا أن الرسول سيرحب بيزيد قاتل ابنه كي يكون معه بجواره في الجنة!!.

أو لربما اعتبرت يزيدا بريئا من هذه التهمة، وإنما من قتله هو ابن زياد، وبالطبع فانك بقولك هذا تستنقص من هيبة ومكانة خليفة المسلمين الذي بيده الأمر والنهي، إذ كيف له أن يسمح لأحد أمرائه الصغار أن يقدم على هذه الفعلة الشنيعة، فيقتل ابن بنت رسول الله ، وسيد شباب أهل الجنة، ومن ثم لا يتخذ العقوبة الشرعية بحقه وهو القصاص، أو على الأقل إعفائه من منصبه، أو على أقل القليل توبيخه على فعلته تلك؟!!.

وأنا اعرف أن مثل هذا الطرح قد يصعب على بعضكم أن يستوعبه، لذا فبطريقة أخرى لماذا تنسبون فتح فارس مثلا للخليفة عمر بن الخطاب على الرغم من انه لم يشارك في معركة الفتح؟ بالطبع ستقول لي لأنه هو الخليفة وبأمره وبدعمه وبتخطيطه تحرك الجيش، لذا نُسب إليه الفتح، إذا سأقول لك باختصار لماذا لا تنسبون إلى الخليفة يزيد قتل الحسين ؟!.

وبالطبع أنت لا تستطيع أن تقول كما قال بعضكم أن الشيعة هم من قتل الإمام الحسين ، لأنه حسب رأيكم الشائع أن التشيع غريب على هذه الأمة، ولم يأتي إلا مع الدولة الصفوية الفارسية المجوسية، هذا يعني بعد قرون من قتل الحسين .

أما إذا اعترفت بوجود التشيع من ذي قبل، أو ما تسمونهم بالسبأية، فهذا يحتاج منك أولا إثبات صحة وجود ابن سبأ، وان ثبت وجوده كيف إذا للإمام الحسين سيد شباب أهل الجنة، الذي تعتبره واحد منكم وأنكم أولى به من غيركم، أن ينخدع ويستجيب أصلا لنداء هؤلاء السبأيون، الفرقة الكافرة المبتدعة واليهودية المغالية، الذين لا يؤمن جانبهم - كما تستخدمون هذه العبارة كثيرا معنا - للخروج على خليفة المسلمين؟! أليس في هذا قدح أخر واستهانة أخرى في شخصية الحسين ؟!.

ثم أن سير التاريخ تذكر لنا أن الإمام الحسين ، خاطب هؤلاء الجموع المحتشدة لقتله ووصفهم بأنهم شيعة آل أبي سفيان.

ولكن بعد كل هذه البراهين سوف أعذرك جناب الشيخ عائض، واعتبر أن الوقت لم يسعفك لكتابة اسم يزيد في قائمة الملعونين، خصوصا أنك ترى نفسك ممن هو أولى بحب الحسين، وأنك ممن اكتوى بقتله!!.

نقطة أخرى، وهي أنك اتهمت ابن العلقمي باستباحت بغداد بحجة أخذ الثأر للحسين، وهذا من المستجدات علينا، ولكن نقبلها، لكن ما رأيك بمن سبق ابن العلقمي بـ 500 سنة في أمر الأخذ بثأر الحسين، ألا وهي الدولة العباسية التي تعتبرها الخلافة الشرعية السنية، ألم يذكر التاريخ أنها ثارت ونهضت بالرايات السود بحجة الأخذ بثأر الحسين ضد الخلافة الشرعية الأموية السنية؟ وسؤالي لك الآن من الذي قتل الآخر بحجة الثأر للحسين، الشيعة قتلوا السنة؟ أم أن السنة قتلوا السنة هذه المرة!!.

وبالطبع أنت لا تملك إثباتا ونماذج عديدة، استخدم فيها الشيعة شعار الثأر للحسين من أجل ذبح السنة، إلا ما حصل خلال الخمس سنوات من احتلال العراق، وان كانت صحيحة فلعنة الله على مرتكبيها، لكن أسألك عن من شن حرب الإبادة ضد الشيعة منذ أيام الدولة الأموية إلى وقتنا الحاضر بحجة حبنا للحسين وزيارته، يمكنك أن تسأل مثلا الخليقة الشرعي لك وهو المتوكل الذي هدم قبر الإمام الحسين ونكل بزواره، أيضا يمكنك أن تراجع أرشيف الأخبار إن خانتك الذاكرة، حول من الذي افتتح مسلسل التفجيرات وحاول من جديد النيل من الإمام الحسين والنيل من الشيعة وذلك في محرم 1425هـ، أو مجزرة جسر الأئمة عند قبر الإمام الكاظم في رجب 1426هـ، أو تفجير مرقد العسكريين في سامراء في محرم 1427هـ، أو المجازر المتعددة الشبه معتادة في مدينة الصدر، علما أن جميع ما ذكرته نقلت صورها جميعا وعلى الهواء مباشرة، لكن في المقابل أسألك بالله لماذا نسمع عن تفجيرات هنا وهناك لمساجد وأحياء سنية، لكن لا نرى لها صور مباشرة على الرغم من أن وسائل الإعلام كلها بيدكم؟!، أليس هذا بعض من التضليل الإعلامي الطائفي الذي يمارس عليكم من حيث لا تعلمون؟.

أما إذا اعتبرتها أنها أماكن بدعية وشركية، ويحل لك الاعتداء على شيء لا تملكه، وهي تمثل للآخر حرية مذهبية شخصية، فهنا نرجع إلى دوامة التكفير الممتلئة في صفحاتكم الفكرية.

ومع هذا فاني مقتنع تماما أن ما يجري في العراق من تفجيرات، للسنة والشيعة، إنما هي في جلها الأكبر من صنع الاستخبارات الصهيوأمريكية.

نقطة أخرى وهو في الآونة الأخيرة كثر الحديث على وسائل الإعلام، منك ومن كبار مراجع أهل السنة أمثال الشيخ القرضاوي الذي وللأسف يمثل رئيس جمعية التقريب بين المذاهب - وهذا الذي لم استوعبه لحد الآن - اعتدنا منكم توجيه الاتهام نحو ما يسمى بالتشيع الصفوي، لكن هل تسمح لي جناب الشيخ أن استخدم معك مصطلح التسنن الأموي أو العثماني، بالطبع فهذا غريب لم تعهده من مشايخ الشيعة قديما وحديثا وحسبنا بيننا وبينكم هذا التفاوت، فمن يريد إذا التقارب مع الآخر لا ينعته بصفات غير مقبولة، حتى وان اختلف معه مذهبيا وسياسيا.

ولربما تحاول أن تخدعنا بأنك لا ترمي بهذا المصطلح عموم الشيعة، وإنما فقط شيعة إيران، ولكن اسمح لي إذا أن استخدم أيضا مصطلح التسنن الطالباني، وبالطبع أنا لا أعني به إلا ما أعني!!.

ولعمري كيف لمن امتلئ قلبه حبا للحسين أن يصف مآتم العزاء عليه، بأنها سبب يزيد من هزائم الأمة، في حين أننا نعتقد أن الإمام الحسين لم ينهض ولم يستشهد إلا من أجل الدفاع عن هذه الأمة، وقد تحقق المراد، وما هذه المآتم التي تقام عليه إلا امتداد لذلك الهدف وذلك النصر، إلا إن كنت تخشى أن تكون هذه المأتم التي يذكر فيها الحسين، شوكة وشرارة مقاومة في صدور الطغاة والإرهابيين الذين تتستر عليهم، والذين يرعبهم مجرد ذكر اسم الحسين .

وما دمت أنك تدعي حب الحسين وأهل البيت وكذلك نحن ندعي، إذا فلماذا هذه المقالة الطائفية، التي ينتظرها بلهفة أعداء الأمة، أليس حري بك أن تجعل من الحسين وذكرى عاشوراء منطلقا ورافدا للتوحد؟! إلا إذا اعتقدت أن حبك للحسين فقط هو الصحيح والمقبول من الله كما أشرت، عندئذ تسقط عن الأمة أحد أكبر روافد التوحد والتقارب وهو حب أهل البيت .

للأسف أن حكم العراق من قبل الأكثرية الشيعية قد أعمى بصيرتكم، وأجج المزيد من طائفيتكم، وكأنكم قد فقدتم دولة هي ملك لكم، ولكن تلك الأيام نداولها بين الناس، فقد انتهى على ما يبدو زمانكم، والقافلة تسير، ومآتمنا على الحسين مستمرة بالبكاء والعويل، والتفكر والتأمل، حتى نسلم الراية بيد المهدي المنتظر «عجل الله فرجه الشريف».

اللهم إن كان في هذا العمل ثواب فاهديه إلى مولاي الإمام الحسين .
اضافة رد مع اقتباس