الأندية السعودية فشلت في جذب الجماهير لمشاهدة مباريات المونديال

الرياض: عبد العزيز الغيامة
يبدو ان نجاح الاندية الاوروبية والاميركية الجنوبية بشكل كبير في استثمار مقارها من خلال استقطاب الجماهير لأجل متابعة منافسات كأس العالم التي تجري حاليا على ملاعب كوريا الجنوبية واليابان وتستمر حتى 30 من الشهر الجاري ما هو الا تأكيد على العقلية الادارية الاحترافية المتميزة الموجودة بين مسؤولي تلك الاندية.
غير ان اللافت للنظر في الاندية السعودية التي يبلغ تعدادها نحو 153 ناديا لم يجد واحد منها فكر وبطريقة احترافية في استقطاب الجماهير وجعل مقار تلك الاندية الخاوية على عروشها حاليا مرتعا لهم لمشاهدة المنافسات عبرها والاستفادة منهم من الناحية المادية.
وعندما يقوم المتابع بالمرور من مقر اي نادي سعودي لا سيما الموجودة في العاصمة الرياض خلال فترة اقامة المباريات التي تبدأ من الساعة التاسعة والنصف صباحا حتى الرابعة والنصف عصرا بتوقيت السعودية يجد ان ذلك النادي يغط في سبات عميق وموعد قيامه سيكون بعد شهرين من الآن حيث انطلاقة المنافسات الكروية المحلية وغيرها من الالعاب.
ونشدد على ان مسؤولي الاندية السعودية مطالبون بأهمية الاستفادة من هذه المنافسات العالمية التي يتطلع اليها الجميع بالمشاهدة والمتابعة لذا كان حريا بهم ان يسعوا جاهدين الى ايجاد اساليب لاستقطاب تلك الجماهير الى مقار انديتهم والتمتع بمباريات كأس العالم بأسعار رمزية تقدمها ادارة النادي عندما تضع شاشات عملاقة عبر اماكن متعددة في ناديها.
ويقول سالم الهزاع (طالب جامعي 23 عاما): ليت انديتنا تفعل ذلك كنا خلالها سنختصر مسافات بعيدة كنا نقصدها لأجل مشاهدة بعض المباريات الهامة بالنسبة لنا.
ويضيف: منزلي قريب جدا من نادي الهلال بيد ان الاخير لا يقدم هذه الخدمة واعتقد انه لو فعل ذلك فان مداخيل مادية عالية جدا ستأتي اليه وانا سأكون اول الحاضرين للنادي كي اتابع مباريات المونديال.
واشار الهزاع الى ان مثل تلك الخدمات موجودة وبكثرة في اوروبا عبر انديتها التي تسعى دائما الى زيادة مصادرها في الدخل المادي وباساليب متميزة ومتنوعة الهدف منها خدمة الجماهير.
اما ناصر السعيد (معلم 30 عاماً) فهو اتهم مسؤولي الاندية في بلاده بعدم قدرتهم على التفكير بخصوص ايجاد موارد مالية لانديتهم وانهم فقط ينتظرون انتهاء الموسم لأجل اراحة عقولهم مع العلم بأن المستفيد من هذه الخدمات في حالة تطبيقها هي الاندية ولا غيرها.
وقال: نجد هذه الخدمات في المقاهي الشعبية والفنادق فقط واعتقد ان الاندية لو بادرت يوما بفعل ذلك فانها ستكون نادمة على ما مضى من ايام لم تستغلها.
واوضح عبد الرحمن البجاوي (موظف في احدى شركات الغاز) بأن الجماهير السعودية عاشقة لكرة القدم وستكون حاضرة لأجل المتابعة في اي مكان فكيف اذا كانت المشاهدة في مقر ناديها التي تميل اليه.
بقيت الاشارة الى ان الجماهير السعودية تتابع منافسات كأس العالم التي تحتكرها قنوات راديو وتلفزيون العرب في منطقة الشرق الاوسط غالبها عبر المقاهي الشعبية الموجودة بكثرة في مدنها المترامية الاطراف والى جانب ذلك الفنادق التي خصصت شاشات عملاقة تبث من خلالها المباريات، ويستفيد من ذلك المرتادون لهذه الفنادق والقاطنون فيها.