مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 04/02/2007, 07:07 PM
نجمة الإبداع نجمة الإبداع غير متواجد حالياً
نجمة المجلس العام
وعضو سابق باللجنة الإعلامية
تاريخ التسجيل: 03/09/2001
المكان: على جناح الحب وبساط الأمل
مشاركات: 3,624
Thumbs up رَجَوْتُكَ يا حبيبُ

من فتًى فلسطيني إلى صديق طفولته

عبد الرحمن صالح العشماوي






دَعِ الرَّشَّاشَ خَلْفَكَ يا حبيبُ ** وصافِحْنِي فأنتَ أخٌ قريبُ

رصاصتُكَ التي أطلقْتَ نحوي **تُصيبُكَ مثلما قلبي تُصيبُ

وقاتِلُنا هو المقتولُ فينا ** وأَسْعَدُنا هو الأشقى الكئيبُ

لماذا يا أخي ترتدُّ نحوي ** ووجهُكَ في مقابلتي غَضُوبُ؟!

ألم نَسْكُنْ مُخيَّمَنا جميعاً ** تُشارِكُنا طُفُولَتَنا الخُطُوبُ؟!

ألم نَشْرَبْ مَوَاجِعَنا صِغَاراً ** وَنَرْضَعْهَا كما رُضِعَ الحليبُ؟!

دَعِ الأعداءَ لا تَرْكَنْ إليهم ** فما يُعطيكَ إلاَّ الغَدْرَ (ذِيبُ)

إذا امتدَّتْ يدُ الباغي بمالٍ ** إليكَ فَخَلْفَهُ هدفٌ مُرِيبُ

لنا أرضٌ مُبارَكةٌ دَهَاهَا **منَ الأعداءِ عُدْوانٌ رَهِيبُ

ألم يُدْفَنْ أبي وأبوكَ فيها **وفي عَيْنَيْهِمَا دمعٌ صَبِيبُ؟!

ستَشْقَى ثم تَشْقَى حينَ تَنْأَى ** بنا عن طَرْدِ غاصِبِها الدُّروبُ

أخي ورفيقَ آلامي وحُزْني ** وأحلامي، رَجَوْتُكَ يا حبيبُ

رَجَوْتُكَ أنْ تكونَ أخا وفاءٍ ** لِئَلاَّ يَدْفِنَ الشمسَ الغُروبُ

كأنِّي بالرَّصاصِ يقولُ: كلاَّ ** ويَحْلِفُ أنَّهُ لا يستجيبُ

يقولُ لنا: دَعُوا هذا التَّجَافِي ** وكُفُّوا عن تَنَاحُرِكُم وتُوبُوا

أخي، إنِّي رأيْتُ الحقَّ شمساً **يُلازِمُها الشُّروقُ فما تَغِيبُ

فلا تَتْرُكْ يدَ الأحقادِ تُدْمِي **جَبِيناً لا يَلِيقُ بهِ الشُّحُوبُ

سَمِعْتُ مآذنَ الأقصى تُنادِي **وفي البيتِ الحرامِ لها مُجِيبُ

وصَوْتُ عجائبِ الإسراءِ يَدْعُو **وفي أَصْدَائِهِ نَغَمٌ عَجِيبُ:

إذا دَعَتِ المآذِنُ بالتَّآخِي ** فحُكْمُ إجابَةِ الدَّاعِي الوُجُوبُ

أخي، بيني وبَيْنَكَ نهرُ حُب ** وإخلاصٍ بهِ تَرْوَى القُلُوبُ

لِقَلْبَيْنَا منَ الإحساسِ دِفْءٌ ** أرى جبلَ الجليدِ بهِ يَذُوبُ

كِلانَا لا يُريدُ سوى انتصارٍ **يعودُ لنا بهِ الوطنُ السَّلِيبُ

كِلانَا في فلسطينَ الْتَقَيْنَا ** على هَدَفٍ، لِيَنْهَزِمَ الغَريبُ

لِنَرْفَعَ رايةً للحقِّ تُمْحَى ** بها من صَدْرِ أُمَّتِنَا الكُرُوبُ

أخا الإسراءِ والمعراجِ، بيني **وبَيْنَكَ حَقْلُ أزهارٍ وطِيبُ

بِحَبْلِ العُرْوَةِ الوُثْقَى اعْتَصَمْنَا **فلا عاشَ المُخَالِفُ والكَذُوبُ


اضافة رد مع اقتباس