الموضوع: العمر الحقيقى
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 04/06/2002, 09:26 PM
هلالي خارق هلالي خارق غير متواجد حالياً
زعيــم جديــد
تاريخ التسجيل: 17/05/2002
مشاركات: 32
العمر الحقيقى

العمـــــــــــــر الحقيقى
لقد أثارت اعجابى مقولة رجل حديث العهد بالاسلام عندما سئل فى احد اللقاءات التى اجريت معه :كم عمرك؟
فقال على الفور ثلاثة اشهر فقط!! ولم العجب،وتبريره لذلك أن الحياة الحقيقة هى ماكان فى طاعة الله فقـــط اما
الحياة الأخرى على اختلاف أصنافها فهى لاتعدو أن تكون حياة ميت ــ أن صح التعبيرــ فلا قيمة ولا معنى ولا
اعتبار ولا غاية للحياة ان لم تكن مع الله وفى طاعة الله ورسوله عليه الصلاة والسلام وهل الحياة حياة الـــــــــروح
تسرى فى جسد ؟ وما الفائدة ان لم يحركها الأيمان ؟ وهل يمكن لعاقل أن يقتنع بحياة هذه حالها ؟؟؟؟
لقد حسمت هذه القضية فى القران الكريم عندما قال تعالى
(أو من كان ميتآ فأحييناه وجعلنا له نورآ يمشى به فى الناس كمن مثله فى الظلمات ليس بخارج منها كذلـــــــــك
زين للكافرين ما كانوا يعملون)
قال ابن كثير عند تفسير هذه الآية (هذا مثل ضربه الله تعالى للمؤمن الذى كان ميتآ فى الضلالة هالكآ فاحياه الله)
2/178 ان حياة الايمان والالتزام بقيم القران وأخلاقه باوامر الله والابتعاد عما حرم الله وأعمار الارض ابتغاء
مرضاة الله وجعل الحياة برمتها من اولها الى اخرها من اجل الله وفى مرضاة الله ان هذه الحياة فقط هى الحياة
الحقيقية وما سواها حياة اوهام وضلال.
ان قياس العمر قد لايكون منضبطآ اذا جعلنا جميع مافعلناه من خير او شر داخلآ فى ذلك النطاق وحساب كهذا
الحساب قد يودى بالكثيرين الى التمنى والغفلة لأنهم لا يعرفون بدقة مقدار العمر الذى قضوه فى الطاعــــــــــــة
مقارنة بالأخر الذى اما أن يكون فى معصية أو فى مباحات أو غيرها من أمور الحياة العادية والحساب
الحقيقى الذى يؤدى بالمرء الى حقيقة عمره هو حساب الأعمار التى اشتغل فيها المرء بطاعة ربه مبتعـــــــــدآ
عن معاصيه وهذا الحساب على ــــ قلته ـــــ يزيد الانسان همة لأن يبذل المزيد و المزيد من الطاعات تعويضآ
لما فاته منها والله ــ عز وجل ـــ لم يتركنا هكذا لغرض حساباتنا فهو الكريم العفو جعل التوبة النصوح تجــــب
ما قبلها وتمحوه بل والأعلى من ذلك يبدل الله تلك السيئات الى حسنات فضلآ منه ونعمة فيا اخوتاه ..الطريق
ميسر والزاد موجودوالرفيق مصاحب لنا فاما نفيق من سباتنا العميق ونعلنها توبة اليه سبحانه من جميع ما
أضعنا من اعمارنا فيه فى غير طاعته ــــ جل وعلا ــ وأجزم ان أحدنا لو حسب عمره على التحقيق فلن يعدو
أن يكون طفلآ مولودآ لتوه فالله المستعان ونسأله سبحانه أن يعيننا على أنفسنا وعلى اصلاحها وتهذيبها ونسأله
أن يغفر لنا ماقدمنا وما اخرنا وما اسررنا وما أعلنا انه ولى ذلك والقادر عليه

الموضوع/ منقول من مجلة مواكب العدد(10) ص/55
اضافة رد مع اقتباس