فاض الإبداع عندما جن جنون حرفك فأسر العقول بسكون كسكون ليلة لا يحرك هواءها الريشة ..
ثم لما تمكن منها زمجر بشدة فزادت سرعة الريح و ارتفع الموج و علت الأتربة فلم تتضح الرؤية ..
عاد كل شيء بعدها لسابق عهده ..
سكن السكون حتى خال من عاشه أن من حوله ضجيج لا يحتمل !
و اتضحت الرؤية و زالت الأتربة ..
و هدأ الموج و توقف الهواء ..
و بقي أمر واحد لم يتغير ..
ألا و هو رماد الحرف مبدع بين سكون و ضجيج ..
و ظهرت حقيقة جديدة ألغت حقائق سابقة ..
ألا و هي أن اشتعال رماد الحرف أشد من أي اشتعال آخر ..
و أن اشتعال رماد الحرف اشتعال يتمناه كل متذوق ..
صدقني يا صاحبي و لك أن تحاسبني على أحرفي ..
أن من تقرأ كلمك تفهمه فليست طلاسمه إلا أعذب كلمات تداعب مسمعها ..
و أن أسئلتها و إن توالت حتى أشعلت الرماد فإنها أسئلة من تعرف الإجابة و لكنها أيضاً أسئلة ( ملهمتك ) التي لا يرضي غرورها غير اشتعال الرماد من جديد ..
إن على ملهمتك جمع أشلاء قلبك الحزين ..
و من ثم تحريره من الأسر اللعين ..
مهلاً !
لا تفرح !
إن ملهمتك تفعل كل هذا لتأسر قلبك من جديد ..
ليصبح جديدك القديم ..
فمن أسرٍ إلى أسرٍ و نحن نرقب المأسور من بعيد ..
ننتظر منه في كل مرة إبداع من جديد ..
كتبت لك بلغتك ..
و لا أظن أن ما كُتب لك بلغتك سيستعصي عليك أن تفهمه ..
أما حروفك التي أخرجتها من قاع منجم المعدن الثمين ..
قرأتها و قلبتها و أعدت قراءتها و غيرت زاوية القراءة لأقرأها فظهرت غير معانٍ قد ظهرت فقررت عدم المجاراة رغم أنني بيت النية ..
ربما مخافة أن أكون أقل منك عطاءً !
ربما مخافة أن أتجاوزك عطاءً !
ربما ما كتبته لتوي ليس إلا جنوناً !
انتبه !
إياك إياك أن تلمني على جنون أنت قد بدأته !
رماد الحرف ..
هنا سأقف ليس لأن النبض قد ابتسم بداخلي ..
فالنبض بداخلي ما زال متتابعاً تتابع الملهوف ..
و لكني سأقف مخافة الجنون ..
و بهمس لا أريد أن يسمعه غيرك ..
في داخلي ما يدفعني لتذوق طعم الجنون ..
و لكن بعيداً جداً .. بعيداً جداً عن أكثر العيون ..
اخر تعديل كان بواسطة » abu_riman في يوم » 20/01/2007 عند الساعة » 01:28 AM |