مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #15  
قديم 13/01/2007, 06:38 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ عبدالله الملا
عبدالله الملا عبدالله الملا غير متواجد حالياً
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 15/05/2005
المكان: نادي الهلال
مشاركات: 714
الجزء 47

--------------------------------------------------------------------------------

شهلا كانت منسدحة على جنبها بفراشها وتفكر في عالم آخر ودموعها على خدها..
أم سلطان: شهلا حبيبتي مايصير اللي تسويه بروحك قومي كولي لك شيء كذا أنتي تضرين روحك..
شهلا: يمه خليني تكفييين روحي عني..
أم سلطان: لا مابخليك وأنتي بالحالة هذي يابنيتي هي كذا الدنيا حيا وموت الدنيا ياابنيتي ماتصفي لحد أمس تكونين في قمة السعاده اليوم تصيرين في قمة الحزن والعكس.. ياابنيتي أنتي بعدك صغيرة والحياة قدامك طويله مايصير تظلين حابسة روحك طول عمرك..
شهلا: يمه تدرين كيف يعني أفقد فيــصل؟؟؟ فقد فيــصل هو موت في عز الشباب..
أم سلطان: لا يابنيتي لاتقولين كذه أنتي بعدك صغيرة والحياة أمامك..
شهلا: يمه أنا مالي حياة بعد موت فيــصل.... مفارق فيــصل للدنيا تعني موتي.. كيف تبيني يمه أحيا من دونه؟؟
أم سلطان: لا يا شهلا لا أسمع منك هالكلام ثانية تكفين..
شهلا قامت قعدت على حيلها.. وصارت تصفق خدودها وتقول: مالي حياة بعد فيــصل مالي حياة بعد فيــصل...
أم سلطان على طول سحبت كرتون حبوب التهدئة وأعطتها حبها ومدت لها كاس مويه... ضربت شهلا كاس المويه بالأرض وقال: ماراح آخذ هالحبوب وبأظل مجنونة مجنونة دام أني فقدت فيــصل أنا من بعده مجنونة وللأبد بعد..
مسكتها أم سلطان وضمتها لصدرها وبدت تقرأ عليها قرآن... وسبحان الله بسرعة هدت شهلا وظلت تبكي على صدر أمها... وأمها مواصلة قراية القرآن حتى هدت شهلا ونامت على صدر أمها..ردت أمها راسها لمخدتها وطلعت من عندها..
نهلا: يمه شأخبار شهلا؟؟
أم سلطان: والله ماادري حالتها المسكينة كل مالها وهي تدهور أكثر مو راضية تاكل ولا تشرب ولاتاخذ الحبوب والله عجزت عنها.. ماغير تبكي..
وانسحبت أم سلطان من عند نهلا وهي تمسح دموع ألمها على حال بنتها..
تنهدت نهلا بقوة.. كان ودها لو أنها تقدر أنها تشيل هالحزن اللي في قلب أختها وتقطه في البحر.. اتجهت لغرفتها وشالت فراشها وراحت تحطه عند فراش أختها..
انسدحت على الفراش وهي تطالع شهلا اللي كانت نايمه لكن ملامح وجهها مبين فيها التعب والإرهاق.. وأول ماغمض جفنها بتنام...
صرخت شهلا: بررررى اطلعي برىأنا مو طفلة عشان تجين تنامين معي
فزت نهلا على حيلها وهي تقول: لا محشومة ماانتي طفله بس أنا حسيت أني اشتقت لك من زمان عنك.. قلت أجي أنام عندك بالقليل لاصرت ماأسمع سواليفك أشوفك..
ارتاحت شهلا بعد ماقالت نهلا هالكلام .. رجعت لفراشها وانسدحت وهي تقول: نهلا لا تلوميني لكن فرقى فيــصل صعبة..
نهلا: الله يلوم اللي يلومك.. ماألومك أنا ياشهلا وعمري ماراح ألومك..
شهلا: حتى أنا يانهلا محتاجة أسولف مع أحد مثل الأول بس أحس أني مو قادرة أحس أن الفرح ماعاد له مكان في قلبي.. قلبي من بعد وفاة فيــصل هو مكان للحزن وبس..
نهلا: لا أسمع منك هالكلام ياشهلا مهما كان حبك لـفيــصل ومهما وصلتوا درجات العشق أكيد بيفرقكم الموت سواء طال فيكم العمر أو قصر.. ((وكل نفس ذائقة الموت)) ياشهلا.. وهذي سنة الله في خلقه وهذي حكمته.. ادعي ربك ياشهلا انك تلتقين فيه في دار الخلد..
شهلا: آآآآآمييين يارب...
نهلا قامت غطت شهلا وقال لها... تصبحين على خير..
........................................ .......... ..................................
أم فيــصل من بعد مادرت أن ابو ابراهيم ووليد بياصلون بكره والصلاة على فيــصل العصر وهي معفوسة فوق تحت... حاسه أنها ماراح تقدر تواجه العزاء واللي بيعزونها بنظر عيونها
ريــم ماكانت تدري هي تفرح هي تحزن هي تبكي هي تأسى كانت متذبذبة لكن الأكثر كان احساسها بالحزن وكيف بتفرح برجعة الوليــد وهي لاتذكرت سبب تأخره عنهم زادها هم..
ديمـــه كل دقيقه عن الثانيه يزيد حزنها على توأمها اللي طلعت للحياة معاه وكانت تظن أنه بيظل معاها لآخر الحياة وبيفارق الحياة معاها..
........................................ .......... ........................................ .......... ................
ابراهيم: نورت السعودية بوجودكم..
ابو ابراهيم+الوليــد: منورة بنوركم..
ابو سلطان: يالله ياخوي على ماتاصلون بيتكم وتبدلون وتاكلون لكم شيء يكون أذن العصر
ابو ابراهيم: يالله ياعيال يالله يمدينا..
ابراهيم: يالله توكلنا على الله
ابو سلطان: أنتم روحوا وأنا بكمل أجراءات استلام الجثة وأنقلها للمسجد والوعد هناك..
ابو ابراهيم: ان شاءالله..توكلنا على الله..
وبعد ماوصلوا العيال+ ابو ابراهيم البيت نزل الوليــد وابو ابراهيم من السيارة.. و ابراهيم راح يلبق السيارة في القراج على يمين باب المدخل..
وقف الوليــد يطالع سيارة ابراهيم وهي تبتعد الى أن تاصل القراج شاف سيارة فيــصل تذكر فرحته فيها لما شراها له أبوه في بداية الصيفية.. تذكر أول مشوار فيها كان مشوار للكورنيش أخذ فيها العائلة يمشيهم.. تذكر لما كان الوليــد يعلمه السواقه قبل لايستلم السيارة
ضرب ابراهيم على كتف الوليــد وهو يقول: ماودك تدخل معجبتك حرارة الشمس؟؟ تراك بالسعودية مو في سويسرا..
الوليــد: هاااااااه الا ندخل يالله..
ابراهيم: معك نصف ساعة على أذان العصر خلص أمورك..
الوليــد: ان شاءالله..
دخل الوليــد و ابراهيم وكان الجميع في استقباله سلموا عليه مصافحة..وعزوه بوفاة فيــصل ورد عليهم التعزية..ولما وصل ريــم حس أن الدموع تجتمع بعيونه وتغرق الرؤيه عنده فتتحول الى رؤية ضبابية لكنه تماسك.. ورد عليها أجرنا وأجرك...
واتجه لجدته وحبها على راسها وعلى يدها وعزاها بوفاة المرحوم....
وصعد الدرج وهو يعيد ذكرياته في كل مكان وفي كل ركن.. حتى وصل لغرفة فيــصل تنهد بقوة.. دفعه الفضول وفتح باب الغرفة.. كانت الغرفة مثل ماتركها فيــصل الشيء الوحيد اللي اختلف أن الغبار صار يعلو بعض أركانها..التفت يساره ووجد صورة فيــصل ابتسم غصب عنه لما شاف البسمه تطل من عيون فيــصل على الرغم من أن الصورة رسمية.. الا أن ابتسامته كانت واضحه في عيونه.. قفل باب الغرفة..وتذكر أنه لازم يخلص قبل صلاة العصر..اتجه لغرفته وبسرعة بدل البدله ولبس ثوب وشماغ ونزل عند عمه و ابراهيم..
ابراهيم: ابن الحلال عند ذكره تونا كنا بناديك
الوليــد: يالله نروح؟؟
ابو ابراهيم: يالله..
ومثل ماكان الوعد وصلوا وكان ابو سلطان واصل قبلهم بفترة قصيرة..وجموع من العالم متجمهرة للصلاة على فيــصل.. أنهوا صلاة العصر وعلى صوت المؤذن.. الصلاة على الميت
صلوا صلاة الميت.. ونقلوا الجنازة للمقبرة..وأنهوا مراسم الدفن.. وتقبلوا التعازي من العالم.
وانتقلوا للبيت واكملوا العزاء..
أما في صالة الحريم.. كانت أم فيــصل مو قادرة تمسك روحها من البكاء ومثلها البنات ريم و ديمـــه و لينـا أما شهلا... ماحضرت العزاء عشان نفسيتها السيئة وجلست معها نهلا في البيت.. الجده كانت متماسكة نوع ما.. أم سلطان تحاول تهدي أم فيــصل قد ماتقدر..
وبعد ماخلص العزاء.. وعزوا الحريم أم فيــصل وخوات المرحوم..
أم سلطان: عن اذنك يا أم فيــصل ودي أرجع مبكر لأني مخليه البنات بروحهم ولا ودي أتأخر عليهم..
أم فيــصل: إيه صدق شأخبار شهلا؟؟
أم سلطان: آآه يا أم فيــصل والله حالتها لا تسر عدو ولا صديق.. ماغير حابسة روحها بغرفتها.. وتبكي ماادري شبتاصل له البنت..وهي على هالحالة..
أم فيــصل: الله يكون بعونها خليها بكره تجي لو ماجلست معنا هنا لكن أحسن لها من القعده في البيت بروحها وهي على هالحالة و لو صعدت الى غرف أحد البنات..ونامت..
أم سلطان: بأقول لها وياليتها تطيع..
أم فيــصل: الله يدبر اللي فيه خير وصالح.. الله معك ياأم سلطان
........................................ .......... ........................................ .......... ..
وصلت البيت وقلبها ماكلها على بنتها رمت عباتها وصعدت بسرعه لغرفة شهلا.. فتحت الباب بسرعه.. لكن ارتاحت لما شافت نهلا نايمة مع أختها شهلا.. دخلت وتقدمت لسرير شهلا حبتها على جبينها.. صحت شهلا على الحركة اللي صارت حولها..
شهلا: يمه رديتي؟؟
أم سلطان: ايه يمه رديت..
نهلا قامت على الحركة مفزوعة: شفيييييييييكم؟؟؟
أم سلطان: مافينا شيء ارتاحي بس جيت أتطمن عليكم..
نهلا تنهدت بقوة وقالت: الحمدلله ياربي..
أم سلطان: شهلا خالتك أم فيــصل تقول خلي البنات يجون..
شهلا: لا لا لا لا لا لا مستحييييييييييييييييييييييييييييييييل
أم سلطان: تقول لو جلستي بأحد غرف البنات اذا ماودك تجلسين مع الحريم يابنيتي جلستك أنتي وأختك بروحكم بالبيت صعبة بالقليل أكون أنا مطمئنة لا صرت أقدر أطمئن عليكم بين لحظة ولحظة.. شقلتي بكره تروحين وياي؟؟
شهلا: يمه أبي أنام..ممكن
أم سلطان: أكيد يابنيتي ممكن.. نامي ريحي..
واتجهت أم سلطان للباب بتطلع لكنها تذكرت.. اتجهت للمسجل وفتحت اذاعة القرآن وخرجت
............................... في بيت ابو ابراهيم......................
بعد ماصعد الكل لغرفته ينام.. قامت ريــم وتوضأت ولفت جلال الصلاة حول شعرها.. وصلت ركعتين في آخر الليل دعت ربها من قلب.. أنه يغفر لـفيــصل وأمها ولأموات المسلمين..
حست بالجوع يقؤصها تذكرت أنها اليوم ماأكلت شيء غير نصف تفاحة.. نزلت للدور الأسفل ولقت نور المطبخ مشغل جاء في بالها على طول أن أحد البنات في المطبخ.. دخلت المطبخ..وتفاجأت بالموجود بالمطبخ..
ريــم: السلام عليكم..
الوليــد: وعليكم السلام.. شجايبك في هالوقت؟؟
ريــم: أممم استحت تقول جوعانة... قالت عطشانة أبي ماء..
طالعها الوليــد وابتسم وكأنه عرف باللي يدور في بالها وقال: أنا جوعان تبين نسوي لنا شيء ناكله؟؟
ريــم: إييييييييييه ايه
الوليــد بالصراحة ماكان له نفس ياكل فعلا كان جوعان لكن نفسيته مسدودة وبعد ماقالت ريــم ايه.. حس أنه بحاجة أنه يتكلم مع أحد ورحمه من ربي كان هالأحد ريــم..
ريــم: شنسوي؟؟
الوليــد: أي شيء؟؟ ماادري شنسوي.. ساندوتش جبن
ريــم في بالها.. خيييييييييييييبه بس ساندوتش أنا ميته جوع..
الوليــد: هااه شقلتي نسوي؟؟
ريــم: ايه نسوي..
الوليــد: اوكي أنتي سوي السندوتشات وأنا بسوي الشاهي..
ريــم باشرت عملها.. وبعد الوليــد باشر عمله وهو أصلا كل اللي سواه حط أوراق ليبتون في الكوب وصب عليها مويه حارهمن الغلاية وجلس يراقب ريــم وهي تسوي السندوتشات.. كان يبتسم وهو يطالعها محتاسه في تصليح الساندوتش..قام وسحب الملعقة منها وقال: كم صارلك ماسويتي ساندوتشات؟؟
ريــم خجلت من روحها وانعفس وجهها..
الوليــد: أولا: هذا الجبن موزريلا مو جبن للساندوتش؟؟
ثانيا: تصليح الساندوتشات مايبيله تفنن.. شوفيني والمرة الجايه أنتي بتسوين ترى
ريــم: إن شاءالله..
الوليــد: بفهم كيف كنتي بتحطين الموزريلا بملعقة على الساندوتش؟؟روحي جيبي جبن سائل
ريــم: طييب
الوليــد: تصدقين شكلك نكته وأنا أتفرج عليك وأنتي ماسكه الموزريلا وتطالعينها ماتدرين شتسوين فيها.. تجيبينها يمين تجي يسار..
وبعد ماخلصوا مسوين العشاءجلسوا على الطاولة.. ريــم ساكته ومثلها الوليــد.. قطع الوليــد الصمت وقال: الله تسلم ايدي؟؟ انتظرك تقولينها ماقلتيها..
ريــم: هههههه تسلم ايدك..
ورجع الصمت يخيم على المكان..لكن ريــم قطعت الصمت
ريــم: الوليــد فيــصل من متى توفى؟؟
الوليــد تنهد بقوة وقال: ليه كل ماأحاول أنسى هالهم تذكروني فيه..
ريــم: ماعليه بس جاوبني..
الوليــد: أممم فجر اليوم اللي سافرتوا فيه..
ريــم: تصدق في ذاك اليوم شهلا قامت من النوم مفزوعه تقول أنها حلمت كابوس وأنها حاسة أن فيــصل فيه شيء..ودقيت عليك بطمنها لكن جوالك مقفل.. كلمت ابراهيم وحسيت من نبرة صوته أنه فيه شيء.. كان متردد وهو يقول لي فيــصل بخير..
الوليــد وقف أكل.. وقال: سبحان الله فيــصل يحب شهلا من كانوا صغار وشهلا نفس الشيء أتذكر لما كان عمي يعطينا فلوس اذا بغينا نروح البقالة كان يقسم حصته بينه وبين شهلا وقتها كانت شهلا ماتعي اللي حولها.. لكن أتذكر شهلا أول اسم نطقته بعد ماما قالت: فيـسل
ريــم: آآه لو تشوفها حالها مقلوب من بعد فيــصل مسكينة
الوليــد: الله يكون في عونها يالله ياريم لاتاخذنا السواليف بكره ورانا قومه من الصبح وبقلبه أنا من وفاة فيــصل عيني ماذاقت لذيذ المنام بروح وأنا عارف أني ماراح أنام غيرساعتين
ريــم: يالله شكلك مليت مني؟؟
الوليــد: لا أنتي ماتنملين..
........................................ .......... ................ ثاني أيام العزاء......................
أم سلطان: شقلتي يا شهلا تجين وياي اليوم؟؟
شهلا: لأ
أم سلطان: الله يرضى عليك ياشهلا تعالي.. أطمن لقلبي أنا...
شهلا: أجي بس على شرط
أم سلطان: اشرطي مثل ماتبين..
شهلا: لا تغصبيني أنزل أسلم على الحريم لا رحنا بجلس فوق..
أم سلطان: ايه اللي تبينه بس أنتي تعالي..
وراحت شهلا وأمها ونهلا للعزاء..
اضافة رد مع اقتباس