مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 04/05/2002, 08:40 AM
قول هلالي قول هلالي غير متواجد حالياً
موقوف
تاريخ التسجيل: 03/09/2001
المكان: الريــاض
مشاركات: 1,564
طريق الإيمان والعمل الصالح

يقول الله – تبارك وتعالى - : " ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون "
إن طريق الإيمان والعمل الصالح ، هو الدرب الذي رسمه لنا المولى – عز وجل – وأوجب علينا اتباعه ، ووعدنا عليه الحياة الطيبة في الدنيا ، والثواب العظيم في الآخرة .....

فلذلك تجد الإنسان المؤمن الذي عرف ربه ووجه قلبه للدار الآخرة ، وسلك طريق الاستقامة والصلاح ، يعيش مطمئن البال ، منشرح الصدر ، هادئ السريرة ، عزيز النفس ، طليق الوجه ، قد ملأت الراحة النفسية جوانب قلبه ، وظهرت إماراتها على محياه ، وذلك بسبب اتصاله بربه ، وتوكله عليه ، ويقينه بخالقه ، وقناعته بما وهبه الله له ، ورضاه بما يقدره ربه له ، وتوحد همه في العمل للدار الآخرة ، وإن أصابه بلاء يمتحنه الله به ، فإنه يستلذ هذا البلاء في جنب الله ، ويحتسب الأجر والثواب عليه .


وأما من تنكب درب الهدى والصلاح ، وهام في أودية المعاصي ، وغرق في بحارها ، وجعل الدنيا غايته الأولى ، وهمه الأكبر ، مهما بلغ من الثراء واعتلى من المناصب وأوتي من متاع الدنيا ما أوتي ، فإنه تتشعب به الهموم ، فيعيش في جو من القلق والضيق ، وقلما يشعر بالطمأنينة وراحة البال ، لابتعاده عن طريق الاطمئنان ، وقلقه على فوات مصالحه الدينية ، وخوفه من تعسر الرزق عليه ، أو جفاء الناس له ، أو حلول المصائب والنكبات عليه ، كأنه واقف على خشبة وسط البحر تتقاذفها الأمواج ، يحسب كل صيحة عليه ،

فليست السعادة في كثرة الأموال ، ولا عظم الجاه ، ولا في البيوت الفارهة والسيارات الفخمة ، والمناصب العالية ، وسعة الممتلكات ، فكم رأيت وكم سترى من أناس حازوا من متاع الدنيا ما حازوا ، ولكنهم لم يعرفوا الراحة والاستقرار طول حياتهم ، عندما ابتعدوا عن الله وتنكبوا طريق هدايته ، فخلفوا كل ذلك خلف ظهورهم ، ولم يحملوا منه شيئا إلى قبورهم ، فلا هم ارتاحوا بأموالهم وجاههم في الدنيا ، ولا هم قدموها لآخرتهم .


ونحن نؤمن أن هذه الأمور نعم وهبها الله من شاء من عباده ، غير أنها الله جعلها وسائل يقطع بها الإنسان هذه الحياة ، ويتغلب بها على مصاعبها ، لا وسائل صد وابتعاد عنه – سبحانه وتعالى ، فهي توفر الراحة والاطمئنان في ظل الهداية والعمل والصالح ، ولا تغني بأي حال من الأحوال عن سر السعادة الحقيقي ، وهو التقوى ،

فالسعادة كل السعادة في اتباع منهج الله والسير في درب الخير والصلاح ، والشقاء كل الشقاء في الابتعاد عن المنهج القويم ، وتنكب طريق الهداية ، والتنافس على الدنيا والتكاثر عليها


*********************

وصلتني عبر الايميل من موقع شمس السلام

أخوكم
قووول هلالي
اضافة رد مع اقتباس