لم يكن مستغربا أن يصدر قائد الحركة الرياضية في بلادنا الأمير سلطان بن فهد توجيها للجنة الانضباط ليعقد أعضاؤها اجتماعا بغية أن تقدم له توصياتها تجاه ما بدر من الجماهير الهلالية من ألفاظ خارجة عن الروح الرياضية حرصا منه (حفظه الله) على القيام بمسؤولياتها بأسرع وقت ممكن متى ما اقتضت الحاجة إلى ذلك خاصة في مثل هذه الأحداث التي لا يستهان بها ولا يمكن (تأجيل) البت فيها لحساسيتها كـ(ظاهرة) غريبة على مجتمعنا السعودي.
ـ وعلى الرغم من تحفظي الشديد على التوصيات التي رفعتها اللجنة إلا أن موقف الأمير سلطان بن فهد بحد ذاته فيه من (الدلالات) على عدم تهاونه في مثل هذه القضايا التي تمس أهم ركيزة في بناء المجتمع الواحد وسمعة (تلاحم) أبنائه.
ـ ما من شك أن القرار (التاريخي) الذي تم اتخاذه كعقوبة ضد جماهير الهلال يأتي متوافقا مع توجيهات القيادة الحكيمة والرشيدة في بلادنا (أعزها الله) منذ وحدها المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز والتي تنبذ وتحارب بشدة كل ألوان التعصب الداعي إلى (التفرقة) والتي نهى عنها ديننا الحنيف في أكثر من آية قرآنية وحديث شريف.
ـ إن هذا السلوك السيئ والمخالف تماما لتعاليم الإسلام والذي بدر من هذه الجماهير لم يكن في واقع الأمر لأول مرة يحدث منها إنما قامت بنفس الشيء في الموسم الماضي وبالتحديد في المربع الذهبي لبطولة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين والتي كانت أيضا بين (الهلال والاتحاد).
ـ حتى على مستوى لعبة كرة الطائرة لم يسلم لاعبو الاتحاد من هذه الألفاظ (الدخيلة) على ملاعبنا بصفة خاصة ومجتمعنا السعودي بصفة عامة والكل يتذكر كيف كانت ردة الفعل الغاضبة جدا من اللاعب والتي أدت إلى فقد أعصابه ومن ثم انهال ضربا على المشجع دون وعي منه.
ـ مع الأسف الشديد فسر عدم تدخل الرئاسة العامة لرعاية الشباب والاتحاد السعودي لكرة القدم بأنه موقف يدل على أن ما حدث مر مرور الكرام أو أن الجهات المعنية لم تقم برفع تقارير لمن يهمه الأمر حول ذلك دون إدراك من هذه الجماهير مدى الحلم والصبر الذي تتمتع به قيادتنا الرياضية وتوقعها من باب حسن الظن تجاه جماهير ناد كبير بأن تأتي منهم المبادرة بعدم تكراره.
ـ إنسانية الأمير سلطان بن فهد ورقة مشاعره منعته في ذلك الوقت من أن يصدر مثل هذا القرار (التأديبي) لما فيه من (تشويه) لسمعة جماهير ناد ينتمي للأندية السعودية، وسمعة بلد قبل أي شيء آخر.
ـ ولعل الذي يؤكد هذه (الإنسانية) والحس المرهف صيغة البيان الصادر من الاتحاد السعودي لكرة القدم والذي اقتصر على عبارة (الخروج عن الروح الرياضية) دون الإشارة الصريحة إلى العبارات التي قيلت.
ـ أتمنى من أعماق قلبي أن تعي هذه الجماهير البعد الإنساني الذي قاد قائد الحركة الرياضية في بلادنا إلى توجيه لجنة الانضباط للانعقاد وذلك بعدما نفد صبره واضطرته إلى اتخاذ قرار يصب في مصلحة الوطن في المقام الأول والرياضة السعودية.