الموضوع:
::: الله تعالى خالق الأسباب و مسبباتها :::
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
#
1
28/10/2006, 03:55 PM
تهاني الهلاليه
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 19/08/2006
المكان: أيِنـَمَـا حـَـلَ الهـَـلآل
مشاركات: 2,944
::: الله تعالى خالق الأسباب و مسبباتها :::
بسم الله الرحمن الرحيم
الله تعالى خالق الأسباب و مسبباتها
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبن ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
من جملة عقائد أهل السنة و الجماعة
أن الله خالقُ الأسباب (1) و مسبّباتِها
و أن الأسبابَ لا تخلقُ شيئاً فالله خالق الناَرِ و خالق الإحراق الذي يحصلُ من النارِ، و خالقُ الماءِ و الرِّيِّ الذي يحصلُ منه ، و خالقُ الطعامِ و الشِّبَعِ الذي يحصلُ مِنهُ و إن لمْ يشاءِ اللهُ وجود المَسبّبّاتِ لا توجَدُ .
لذلك لم تُحِرقِ النارُ العظيمةُ إبراهيم و لا ثيابهُ و لذلك عاشَ كثيرٌ من الأولياءِ سنواتٍ بدونِ أكل و لا شُربٍ ، فلو كانت الأسبابُ تخلُقُ المسبَّباتِ لأحرقت النارُ إبراهيم .
ويوجدُ مشاهداتٌ كثيرةٌ تشهدُ لذلكَ فالنعامُ حيواناً من لحمٍ و دمٍ وعظمٍ و مع ذلكَ يأكل الجمر المشتعلَ فيستمرئُ (2) ويوجد حيوانٌ نادر الوجودِ يقال لهُ السّمندَلْ و السّمَندْ جلدُه لا تعملُ النارُ فيهِ روى ابنُ خَلِّكَان عن اللُّغويِّ المشهورِ عبدِ اللطيفِ البَغدَادِي قالَ :كنا عند الملك الصالحِ الظاهر ابنِ صلاح الدين فأُخرجت قطعةٌ من جلد السّمَندْ طولُها ذراعان وعرضُها ذراع كانوا يستعملونها في التنظيفِ فأُلقيت في النارِ فرَجَعت بيضاءَ نقيه و في ذلك قول الشاعرِ :
نَسْجُ داودَ لم يُفِدْ ليلةَ الغارِ**** وكانَ الفَخَارُ للعنكَبُوتِ
وبَقاءُ السّمَندْ في لهبِ النارِ**** مُزيلٌ فَضِيلةَ الياقوتِ
معناهُ الحديدُ لم يفيد رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم حينَ كانَ في الغارِ معَ أبي بكرٍ و الذي أفادهما نسجُ العنكبوتِ وقولهُ نسجُ داودَ إشارةٌ إلى الحديدِ لأنَ داودَ كان يعملُ بالحدادةِ .
أما البيتُ الثاني فمعناهُ أن جلد السّمَندْ وهو حيوانٌ من لحمٍ وعظمٍ ودمٍ وجلدٍ لهُ مزِّيَةُ على الياقوتِ و هي أن النارَ لا تعملُ فيهِ ، وهذا شاهدٌ من العِيانِ على أن الله خالقُ الأسبابِ و مُسبّباتِها .
أما الدليلُ الشرعيُّ على ذلكَ فكثيرٌ من ذلكَ قولهُ تعالى
( قُلِ اللهُ خَالِقُ كُلِّ شَيء)
و قولهُ تعالى
( هل من خالقٍ غيرُ الله ) .
ومن المشاهدِ أيضاً أن بعضَ الناسِ يستعملونَ دواءً فَيجدونَ العافيةَ و بعضَ الناسِ يستعملونَ مثل ذاكَ الدواءِ فلا يُشْفَوْنَ ، هذا معناهُ أن الدواءَ لا يخلُقُ الشِّفَاءَ و أن الله خالقُ الدواءِ وخالقُ الشِّفَاءِ عند استعمال الدواءِ إن شاءَ ، روى ابنُ حِبّانَ أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ
" أن الله خلقَ الداءَ وخلقَ الدواءَ فإذا أصابَ دواءُ الداءِ برءَ بإذنِ الله " .
الشاهدُ في الحديثِ
"برءَ بإذنِ الله "
أي يحصلُ الشفاءُ إن شاء الله ، فهذا الأمرُ وهوَ
اعتقادُ أن اللهَ خالقُ الأسبابِ والمسبباتِ وخالقُ الأعيانِ و الأعمالِ وخالقُ الخيرِ و الشرِّ وخالقُ الكفرِ و الإيمان من عقيدةِ أهلِ السنةِ والجماعةِ .
ومعنى أهلِ السنةِ الذينَ ما عليهِ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ، ومعنى الجماعةِ جماعةِ المسلمين أي جُمهوِرهم أي السواد الأعظم ، وفي حديثِ الترمذيِ
" من أرادَ بُحْبُوحة الجنّةِ فَليلزمِ الجماعةِ "
.ويشهدُ لقولِ أهل الحقِ إن اللهَ خالقُ الأجسامِ وخالقُ الأعمالِ قولهُ تعالى
( فلمْ تقْتُلُوهم ولكنَّ اللهَ قَتلهم )(3) ، وقولهُ تعالى ( وما رميتَ إذ رميتَ ولكن اللهَ رمى ) (4)
هنا اجتمع نفيٌ و إثبات ( وما رميتَ إذ رميتَ ) معناهُ وما رميتَ خلقً إذ رميتَ كسباً ولكن الله رمى خلقاً ، فيتعينُ هذا التفسير لأن تركَهُ يؤدي إلى التناقضِ المحالِ في كلامِ الله .
1-
السبب مثل النار ،المسبب الدفيء و الإحراق هذا يكون عند وجود النارِ بخلقِ الله أن شاء أن يكون، وإن لم يشأ أن يكون يوجد السبب ولا يوجد المسبب .
2 -
يتلذذ بهِ .
3-( فلمْ تقتُلُوهم )
أي لم تخلقوا ذلك ،
( ولكن الله قتلهم )
أي خلق ذلك .
4 -( وما رميت )
هذا نفيٌ
( إذ رميت)
إثبات ، كيف يجتمع نفيٌ و إثباتٌ عن فعلٍ واحدٍ فإذاً لابُدّ من التأويل .
( وما رميت )
أي يامحمد خلقاً
( إذ رميت)
كسباً يعني أنت ظهر عليك الرمي
(ولكن الله رمى)
أي هو خلق ذلك .
في الإعادة إفادة
لكم كل الود والتقدير
(( منقول ))
تهاني الهلاليه
مشاهدة الملف الشخصي
البحث عن كافة المشاركات التي كتبت بواسطة تهاني الهلاليه