مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #19  
قديم 18/10/2006, 09:22 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ سامي (188)
سامي (188) سامي (188) غير متواجد حالياً
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 10/11/2005
المكان: [المجمعة # إدنبره]
مشاركات: 2,078
%[ الحلقة الخامسة ]%


دخل وليد إلى غرفته في الفندق وهو في حالة غضب شديد ... وبدأ يعاتب نفسه بصوت مسموع:
كيف فشلنا ... يا لنا من أغبياء ... أنا السبب ... أنا من سمح بتدخل الشرطة ... كم أنا أحمق ... إن حدث شيء للمياء فلن أسامح نفسي!!

ثم استلقى على السرير ، وتغيرت ملامح وجهه من حالة الغضب إلى حالة الحزن ، وبدأ يفكر في لمياء وما لذي سيحدث لها؟!

ثم تذكر آخر كلمة قالتها له قبل اختطافها .. لقد قالت (لا تتأخر ... فأنا لا أستطيع العيش بدونك) !!

نزلت دمعة من عين وليد عندما تذكر هذه الكلمات ، فراح يسرح بخياله في تلك الأيام الجميلة التي قضاها ... ثم دخل في سبات عميق!!



استيقظ وليد على رنين هاتفه فالتقطه واستقبل الاتصال قائلاً:
نعم ... من يتحدث؟
جاءه صوت خالد عبر السماعة يقول:
صباح الخير يا وليد

وليد: أهلاً خالد ... صباح النور

خالد: يبدوا أنك نمت نوماً عميقاً ... إن الساعة تجاوزت الحادية عشرة!!

وليد: أجل يبدو ذلك

خالد: هل هدأت نفسك بعد ما حدث ليلة البارحة؟

وليد: أعتقد هذا

خالد: ما لذي ستفعله الآن؟

وليد: لا أعلم ... ولكني أحتاج إليك لنفكر سوياً

خالد: حسناً ... سآتي إليك بعد قليل ... أنا آسف بسبب فشل خطة البارحة؟!

وليد: لا عليك ... سنفكر في خطة أفضل

خالد: أجل ... إنني قادم إليك

وليد: سأنتظرك

أغلق وليد السماعة ثم ذهب ليغتسل ويبدل ملابسه وبعد أن انتهى من ذلك قرر أن ينزل إلى بهو الفندق لينتظر خالد.

وعندما نزل وليد إلى البهو ناداه موظف الاستقبال قائلاً:
سيد وليد لدينا شيء لك هنا

رد وليد بتعجب قائلا: شيء لي!! ما هو؟!

الموظف: لقد جاء احد الأشخاص إلى هنا وطلب مني أن أعطيك هذه العلبة؟!

ثم أخرج الموظف علبة متوسطة الحجم وقد غلفت جيداً

أخذ وليد العلبة وبدأ يقلبها ثم قال:
هل تعرف اسم أو شكل الشخص الذي أعطاك إياها؟!

الموظف: لم يخبرنا باسمه ولكنه قال أنه صديق لك ، ولا أستطيع تمييزه جيداً فقد كان يضع قبعة على رأسه ونظارات على عينيه!!

وليد: حسناً لا بأس ... شكراً لك

ثم أخذ العلبة وعاد بها إلى غرفته ليفتحها بعيداً عن أعين الناس!!



دخل وليد غرفته وجلس على طرف السرير وفك الغلاف الذي على العلبة ، ثم رفع غطائها ، وعندما نظر إلى ما بداخلها اتسعت عيناه وخرجت منه شهقة رعب!!

فقد كانت العلبة تحتوي على قصاصات من شعر ... شعر يعرفه جيداً ... شعر لمياء!!

سمع وليد طرق باب الغرفة فنادى الطارق قائلاً: تفضل

دخل خالد الغرفة وهو يقول:
كيف حالك يا وليد ... لقد بحثت عنك في البهو وقالوا لي أنك صعدت إلى هنا

لم يرد وليد على كلمات خالد لأنه كان يفكر في قصاصات الشعر التي قصت من شعر لمياء!!

لا حظ خالد العلبة التي بين يدي وليد .. فقال:
ما هذه العلبة يا وليد؟

مد وليد العلبة لخالد ليرى ما فيها دون أن ينطق بكلمة.

التقط خالد العلبة ونظر إلى قصاصات الشعر التي فيها ... فقال بتردد:
هل تقصد ... أن هذه القصاصات ...؟!

قاطعه وليد قائلاً: نعم لقد قصوا شعرها!!

خالد: وكيف وصلت هذه العلبة إليك؟

وليد: لقد تنكر أحدهم وأعطاها موظف الفندق

خالد: يا لهم من أوغاد ... وما العمل الآن؟

وليد: لا أدري لكنني أريد أن أطمئن على لمياء!!

لم يكمل وليد جملته الا ورنين ينبعث من هاتفه ... فأخرجه قائلاً:
إنه الخاطف بلا شك

ثم رد على الاتصال:

وليد: تباً لكم ... ما الذي فعلتموه بلمياء!!

الخاطف: لقد كاد إبلاغك الشرطة أن يودي بحياتها ... ولكننا خففنا العقوبة إلى قص جزء من شعرها ... وسنمنحك فرصة أخرى لإنقاذها.

وليد: ماذا تقصد؟

الخاطف: سأتصل بك غداً بعد أن تهدأ الأمور لأحدد لك موعد لقاء جديد ... ولكن إذا أخبرت الشرطة هذه المرة فلن نرحمها أبداً ... سنرسل لك رأسها بدلاً من شعرها!!

وليد: ولكنني أريد أن أطمئن عليها

الخاطف: حسناً ... سأدعك تتحدث إليها لتتأكد أنها لا تزال حية!!

ضحك الخاطف ضحكة سخرية ... ثم جاء صوت لطيف عبر سماعة الهاتف يقول:
وليد ... هل أنت بخير؟!

رد وليد على لمياء بصوتٍ يكاد يكون بكاءً:
لمياء ... أنا بخير ... أنت كيف حالك ... هل أنت بخير؟

لمياء: لا تقلق بشأني ... أنا بخير ... وليد أرجوك أتركني واهرب!!

وليد: ماذا تقولين ... هل جننت يا لمياء؟!!

لمياء: لا ولكني لا أريد أن يصيبك أي مكروه ... فأنا أحبك!!

رد وليد وقد دمعت عينيه: وأنا لا أستحق هذا الحب إن لم أنقذك!!

لمياء: ولكن ... أرجوك ...

قاطعها وليد بحزم: لمياء لا تفكري لحظة واحدة أني سأعود بدونك ... حتى لو كلفني ذلك حياتي!!

تنهدت لمياء ثم قالت: ماذا فعلت في موضوع الطلاب الثلاثة الذي حدثتك عنه؟

وليد: أي موضوع؟ وأي طلاب؟

لمياء: إن ثلاثة من طلاب المدارس الابتدائية في شرقي البلاد سيئو الخلق ، فهم يدرسون في الصف الثامن ومع ذلك يطيلون شعرهم عدا أحدهم الذي يبدوا أنه لا يريده!!

جاء صوت الخاطف عبر سمعة الهاتف مقاطعا كلام لمياء يقول:
هذا يكفي ... هل أطمئنت الآن ... سنتصل بك غداً.

وليد: ولكن الطائرة ستقلع الليلة!!

الخاطف: وما شأني بذلك ... المهم أن أطمئن من عدم تدخل الشرطة!!

ثم أغلق الخاطف السماعة

قال خالد: هل اطمئنيت عليها الان؟

لم يجبه وليد فقد كان شارد الذهن يفكر في كلام لمياء!!

خالد: وليد .. بماذا تفكر؟

وليد: أفكر في كلام لمياء ... لقد قالت كلاماً لم أستطع أن افهمه؟!!
اضافة رد مع اقتباس