مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #12  
قديم 18/10/2006, 07:28 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ سامي (188)
سامي (188) سامي (188) غير متواجد حالياً
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 10/11/2005
المكان: [المجمعة # إدنبره]
مشاركات: 2,078
%[ الحلقة الثالثة ]%


وقف وليد ينظر في أنحاء الغرفة وقد أصابه الذهول مما يرى!!

فقد كانت الأغراض في الغرفة مبعثرة في كل مكان ، والحقائب مفرغة وقد رمي كل ما فيها على الأرض ، والأوراق التي في المكتب الصغير أخرجت من مكانها ورمي بها!!

أصدر وليد صرخة مكبوتة: لمياء!!!!!!

فلمياء لم تكن في الغرفة!!

أسرع باتجاه المطبخ الصغير الموجود في إحدى زوايا الغرفة ، وقد كانت حالته لا تقل سوءً عن باقي الغرفة ، ولكن لمياء لم تكن موجودة أيضاً!!

هم وليد بالخروج من الغرفة والبحث عنها أو إبلاغ الشرطة ، ولكن استوقفته ورقة صغيرة وضعت على المكتب بعناية حتى تلفت انتباه كل من يدخل الغرفة.

اتجه وليد إلى المكتب والتقط الورقة التي كتب فيها:

[ إن زوجتك رهينة لدينا ، سنتصل بك لا حقاً ، لا تخبر الشرطة إلا إذا كنت لا تريد رؤية زوجتك أبداً ]

نزل هذا الكلام على وليد كالصاعقة ، فلم يصدق ان لمياء قد اختطفت!!
ولكن
من الذي اختطفها؟
وماذا يريد مني؟

لم يعرف وليد ما الذي يجب عليه فعله
هل يخبر الشرطة؟ أم ينتظر اتصالهم؟

لا أعلم ، لا أعلم ، لا أعلم
صرخ بها وليد فلم يستطع التفكير كيف يخرج من هذا المأزق ، خاصة وهو في هذا البلد الغريب عنه ، وليس له أصدقاء هنا يستطيع أن يطلب منهم المساعدة.

قطع تفكير وليد رنين هاتفه الجوال ، فأخرجه مسرعاً ونظر الى شاشته الصغيرة فوجد رقماً غريباً!!
فاستنتج وليد بسرعة أنه الخاطف ... ورد قائلاً:
نعم ... من أنت؟

الخاطف: كيف حالك يا صغيري؟

وليد: أيها الوقح أين لمياء؟ وماذا تريد مني؟

الخاطف: لا تستخدم هذه الألفاظ مرة أخرى فإن زوجتك بين يدينا.

وليد: لو مس لمياء أي أذى فلن أغفر لك ذلك.

الخاطف: هذا يعتمد عليك ... يجب أن تعطينا ما نريد.

وليد: سأدفع لك ما تريد ولكن أطلق سراحها.

ضحك الخاطف عندما سمع هذا الكلام ... ثم قال:
ومن قال لك أننا نريد مالاً؟!

قال وليد وقد أصابه الاستغراب:
ما الذي تريدونه من شخص مثلي إذاً؟

الخاطف: نريد شيئاً واحداً فقط!!

وليد: وما هو؟

قال الخاطف بحزم: الحصن الرقمي!!

سرت قشعريرة في جسم وليد عندما سمع هذه الكلمة!!
لم يستطع وليد الرد عليه فقد كانت الصدمة قوية عليه ... بل قوية جداً!!

قال الخاطف عبر سماعة الهاتف:
فكر في ذلك فزوجتك لدينا ... سنتصل بك لا حقاً لتحديد موعد التسليم!!

ثم أغلق الهاتف

لم يستطع وليد من استيقافه بكلمة واحدة ... وكأنه فقد النطق وقتياً!!

كان رأس وليد يدور بسؤال واحد:
كيف علموا بأمر الحصن الرقمي؟!!!

ثم أخرج محفظته من جيبه وبدأ يفتش في جيوبها ... ثم أخرج منها كرت ذاكرة (U.S.B) صغير خاص بجهاز الكمبيوتر!!

ثم قال في نفسه:
الحمد لله ... إنه هنا!!

فكر وليد في ما الذي يجب فعله الآن؟!
يجب أن يعرف مكان الخاطف ... ولكن كيف؟

قرر وليد أن ينزل لبهو الفندق ليسأل الموظفين أن كانوا رأوا شيئاَ ، فقد يكون أحدهم قد لاحظ أشخاص غريبين داخل الفندق.

ولكن للأسف فقد كانت إجابات الجميع بالنفي ، خصوصاً وأن في تلك اللحظات بالذات انشغل الجميع بالحادثة التي هشمت زجاج المحل.

جلس وليد في بهو الفندق وقد ضاقت به الأرض فهاهو يفقد أغلى ما لديه.
أخذ يعاتب نفسه ... لماذا تركتها وحدها ... إنني رجل فاشل ولا استطيع تحمل المسؤولية ... إنني لا أستحقها ... نعم ... أنا لا أستحقك يا لمياء ... أرجوك سامحيني!!

قطع هذا التفكير والعتاب صوتٌ يقول:
السلام عليكم

رفع وليد رأسه ليرى رجلاً في بداية الثلاثين من عمره يبتسم وقد مد يده إليه لمصافحته.

صافحه وليد وهو ينظر إليه باستغراب قائلاً:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

قال الرجل: هل تسمح لي بالجلوس هنا؟

وليد: تفضل

الرجل: أنا خالد إبراهيم ، أعمل في إحدى الصحف المحلية ، وقد أتيت إلى هذا الفندق لأجري لقاءً مع إحدى الشخصيات المهمة.

وليد: وأنا وليد سالم ، أعمل في وزارة الداخلية في بلادي وقد أتيت إلى هنا لقضاء شهر العسل مع زوجتي ... فأنا حديث الزواج.

خالد: تشرفت بمعرفتك

وليد: وأنا أيضاً ... تشرفت بمعرفتك.

قال خالد في تردد:
هل تسمح لي أن أسألك سؤالاَ؟

وليد: تفضل.

خالد: لقد لاحظتك منذ نزلت من المصعد اتجهت تسأل الموظفين ثم جلست هنا وبدأت تحدث نفسك ... يبدوا أن لديك مشكلة؟ هل أستطيع مساعدتك؟

قال وليد لنفسه يا لهؤلاء الصحفيين يحشرون أنفسهم في كل شيء حتى يخرجوا بما يملئون به صحفهم ومجلاتهم!!
قرر وليد أن لا يقول له شيئاً ... فهو لا يعرفه!!
ولكنه لا يعرف أحداَ هنا!! إذاً ما الحل؟!
هل يطلب منه المساعدة وهو لا يعرفه؟ أم يحاول حل مشكلته بنفسه؟
ولكن هذا صحفي وبالتأكيد انه يعرف معلومات لا يعرفها الكثيرون بحكم أنه يحشر انفه في كل شيء!!

أطال وليد في التفكير ... فقال خالد:
يبدو أنني أصبت الحقيقة ، فلديك مشكلة كبيرة ، فهل لك أن تخبرني ما هي حتى أساعدك؟

وليد: حسناَ سأخبرك ... ولكن سيبقى الأمر سراً بيننا

خالد: أعدك

مع أن وليد لم يثق بهذا الوعد (لأنه وعد صحفي) ... ولكنه قال:
لقد اختطفت زوجتي

قال خالد وقد ارتفع حاجباه:
متى؟ وكيف حدث ذلك؟

وليد: اليوم ... قبل ساعة من الآن

وبدأ وليد يشرح القصة منذ خرج ليشتري الصحف ، ثم الفوضى التي في الغرفة ، ثم الورقة ، ثم اتصال الخاطف ، وعندما ذكر وليد لخالد طلب الخاطف ... استوقفه خالد قائلاً:
وما هو الحصن الرقمي؟؟؟

تنهد وليد تنهيدة كبيرة ... ثم قال:
الحصن الرقمي هو الاسم الذي يطلق على برنامج الكتروني يحتوي عل جميع الخطط الأمنية المطبقة حالياً في بلادي.
وهو برنامج سري جداً جداً!!
ولا يوجد منه إلا نسخة واحدة مع وزير الداخلية!!
وبحكم أنني من المقربين للوزير فقد أعطاني (الحصن الرقمي) لتطوير الخطط الموجودة فيه ، والتي تعمل على حماية الدولة ، ولكن لا أحد يعرف أن (الحصن الرقمي) موجود معي!!
حتى زوجتي!! فكيف علم هؤلاء؟!!

كان خالد يستمع إلى القصة باهتمام شديد ... وبعد أن عرفها قال:
إنها مشكلة كبيرة!!

وليد: بل هي كارثة ... لو وقع هذا البرنامج في يد أحد الإرهابيين فسيدمر بلدي!!

في هذه اللحظات رن هاتف وليد فالتقطه بسرعة ... ثم قال:
إنه رقم غريب!!

قال خالد: لا بد انه الخاطف.

وليد: ولكن رقم الهاتف الذي اتصل منه سابقاً يختلف!!

خالد: بالتأكيد فهو سيكون حذراً

وافقه وليد على ذلك ثم رد على الهاتف

فجاءه صوت الخاطف يقول:
هل فكرت في الأمر؟

وليد: لا أعلم ... ولكني أريد رؤية لمياء!!

الخاطف: بالتأكيد ستأتي وتراها ... ولكن إذا لم تأتي بالحصن الرقمي معك فسنقتلها أمامك!!

وليد: متى تريد أن نلتقي؟

الخاطف: الليلة في الساعة العاشرة ستقف في الشارع الثامن عشر وتأتي إليك سيارة سيتوقف صاحبها عندك ويقول لك كلمة السر.

وليد: وما هي كلمة السر؟!

الخاطف: سيقول لك (إن القمر جميل هذه الليلة) ... فتقول له (ولكن الشمس محرقه)

وليد: حسناً ... اتفقنا!!

وأغلق وليد السماعة ثم التفت إلى خالد يقول:
يجب أن نضع خطة!!
اضافة رد مع اقتباس