مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #2  
قديم 18/10/2006, 06:04 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ سامي (188)
سامي (188) سامي (188) غير متواجد حالياً
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 10/11/2005
المكان: [المجمعة # إدنبره]
مشاركات: 2,078
%( الحلقة الأولى)%



عاد وليد ابن الخامسة والعشرين ربيعاً إلى منزلهم في الساعة الواحدة والنصف ظهراً بعد أن أنهى عمله اليومي في وزارة الداخلية.

اتجه لغرفة أمه مباشرة فوجدها جالسة على الأريكة وبين يديها مصحف تقرأ منه ، فأقبل إليها وقبل رأسها وقال:
كيف حالك يا أمي؟

فرفعت الأم بصرها إلى ابنها الوحيد وهي تبتسم وتقول :
بخير والحمد لله يا بني

ثم أردفت قائلة: لقد عدت مبكراً اليوم؟!

قال وليد: لقد أنهيت عملي وأردت أن آتي لأجلس معك

قالت الأم والبسمة لا تزال على محياها:
ولكني أعتقد أن لديك شيئاً تريد أن تقوله ، فأنت ولدي وأنا أعرفك جيداً.

قال وليد بلهجة المستسلم:
لا أستطيع أن أخفي عليك فأنا حقاً لدي موضوع أريد أن أحدثك بشأنه.

الأم: إذاً تكلم … قل ما تريد …. فأنا أمك!

وليد: أمي لقد قررت أن أتقدم لخطبة لمياء ابنة خالتي.

قالت الأم وقد امتزجت فيها مشاعر الفرحة والدهشة معاً:
وأخيراً قررت الزواج … لن أسألك عن سبب تغيير رأيك ولكني أحمد الله الذي هداك إلى هذا.

وليد: لقد رأيت أنني أستطيع أن أوفق بين عملي وأسرتي ورأيت أن لمياء هي الأنسب لي فأنا أعرفها منذ الصغر … فقد عشنا معاً.

الأم: لقد أحسنت الإختيار يا بني إن لمياء فتاة جميلة خلوقة عاقلة متعلمة.

وليد: ولهذا اخترتها يا امي.

الأم: حسناً … سأذهب وأخبر اختي أننا قادمون الليلة لخطبة لمياء.

وليد: بهذه السرعة يا أمي!!

الأم: أجل قبل أن تغير رأيك … لقد انتظرت هذا اليوم كثيراً ولا أريد أن انتظر أكثر.

وليد: إذاً افعلي ما تشائين يا أمي.


##############################


وفي المساء لبس وليد الثوب الأبيض والغترة البيضاء والحذاء الأسود الجميل ، ثم لبس بعد ذلك العباءة (البشت) السوداء الرائعة ليصبح في منتهى الأناقة والجمال.

ثم اتجه مع والديه إلى بيت خالته لخطبة لمياء.

وعندما وصلوا إلى هناك وجدوا زوج خالته أبو حسام وابنه حسام في استقبالهم ورحبوا بضيوفهم وأكرموهم ، وتمت الخطبة والملكة في يوم واحد.

وبعد الانتهاء من العشاء وكتابة العقد ، طلب أبو حسام من وليد ان يتبعه ليرى زوجته ويجلس معها.
فتبع وليد زوج خالته واتجهوا للغرفة التي توجد فيها لمياء وقد كان وليد مرتبكاً خائفاً ولكنه كان يحاول تهدئة نفسه والحد من ارتباكه.

وعندما دخلا الغرفة لم يصدق وليد ماراه بعينيه … فلم يرى بشراً!! بل رأى ملاكاً جالساً على الكرسي!!
(أو هكذا كانت في عينه).

لقد كانت لمياء فتاة جميلة ذي بشرة بيضاء ، وشعر حريري طويل ، وعيون واسعة زرقاء ، وشفاه وردية رائعة ، وطول معتدل ، وجسم رشيق!!

وقد كانت لمياء ترتدي فستاناً أبيضاً عليه بعض النقوش وفوق رأسها تاج جميل مرصع باللؤلؤ.

لم يستطع وليد تهدأت نبضات قلبه المتسارعة ولا إخفاء الدهشة من وجهه فقد تجمد في مكانه ولم يستطع الحراك!!

استيقظ وليد من أحلامه وتأملاته على صوت زوج خالته وهو يقول:
سلم على زوجتك يا وليد واجلس بجانبها.

في هذه اللحظات راقبة لمياء تحركات وليد وهو يتجه نحوها وقلبها ينبض بقوه.

مد وليد يده إليها لمصافحتها … فمدت يدها اليه وصافحته … ثم جلس بجانبها.

أخذت لمياء تسرح بفكرها في وليد فقد كان أوسم وأجمل من ما ظنته!!
وكان جسمه الرياضي الرائع أكثر ما لفت نظرها فيه!!

قال أبو حسام مبتسماً: والآن سأدعكما معاً يا زوج الكناري.

ثم خرج من الغرفة وأغلق الباب.

تلت ذلك فترة صمت تجاوزت الثلاث دقائق ووليد لا يعرف ماذا يقول … فقد نسي كل الكلام الذي أعده من اجل هذه اللحظة.


ولكنه تشجع وقطع الصمت قائلاً:
كيف حالك يا لمياء؟

ردت لمياء باستحياء: بخير.

بدأت الشجاعة تدب في نفس وليد فقال لها:
لقد تغيرت كثيراً يا لمياء … فقد أصبحت أجمل من ذي قبل!!

ردت عليه لمياء وقد احمرت وجنتاها:
وأنت أيضاً يا وليد لقد تغيرت كثيراً!!

وليد: إلى الحسن أم إلى الأسوء

لمياء: إلى الأحسن طبعاً

ثم أردفت مداعبة: لقد أصبح لك شارب!!

ضحك وليد ضحكة هادئة ثم قال:
لم تتغيري كثيراً فروح الدعابة لا تزال تلازمك.

ثم قال:هل تتذكرين عندنا كنا صغاراً نلعب في بيت جدي أنا وأنتي وبقية الأطفال … لقد كانت أياماً جميلة.

لمياء: وكيف تريدني أن انسى تلك اللحظات … إنها محفورة في ذهني بكل تفاصيلها!!

وليد: نعم لقد كانت لحظات جميلة … ولكني أعدك أن أحفر في ذهنك لحظات أجمل منها في الأيام القادمة.

لمياء: وأنا متأكدة أنها ستكون كذلك.

سكت الزوجان برهة لم تتجاوز النصف دقيقة ثم أدخل وليد يده في جيبه وأخرج منه علبة صغيرة ، فتحها ليخرج منها خاتم جميل من الألماس!!

ثم أمسك يد لمياء وأدخل الخاتم في إصبعها وقال:
لقد كان جميلاً عندما اشتريته ، ولكنه الان زاد جمالاً عندما التف على إصبعك الجميل.

قالت لمياء باستحياء: لا أستطيع أن أعبر لك عن شكري ، ولكنني أعدك أن أجعلك أسعد إنسان على وجه الأرض.

قال وليد: وأنا متأكد أنك ستفعلين ذلك.

قطع الحديث طرق الباب ثم دخول أبي حسام وهو يقول:
كيف حالكما يا زوج الكناري؟؟ هل أنتما سعيدان؟؟

قال وليد: إن ابنتك هذه رائعة يا خالي.

ضحك أبو حسام وهو يقول:
إنها حقاً كذلك … هل تعلم يا وليد لقد كاد يصيبها الجنون من شدة الفرح عندما علمت أنك تقدمت لخطبتها!!

ابتسم وليد فيما احمر وجه لمياء وهي تقول بصيغة المعاتبة: أبي!!

رد الأب وهو يضحك: حسناً حسناً.

ثم قال: هيا يا وليد إن أبيك ينتظرك … أم انك تريد أن تنام عندنا اليوم.

قال وليد: أنا ليس لدي مانع إذا وافقت لمياء على ذلك.

احمر وجه لمياء مرة اخرى وضحك أبو حسام قائلاً:

إذا كان الأمر متوقفاً عند لمياء فأنا أعدك أنك لن تنام في بيتكم أبداً.

قالت لمياء باستحياء: أبي … هذا يكفي!!

قال أبو حسام: حسناً حسناً لن أتكلم أبداً … هيا بنا يا وليد.

وليد: هيا بنا يا خالي … إلى اللقاء يا لمياء.

قالت لمياء هامسة: إلى اللقاء يا حبيبي.

لم يسمع وليد الكلمة الأخيرة وخرج هو وأبي حسام إلى والده الذي ينتظرهما.

ثم ودعا أبي حسام واتجهوا عائدين إلى منزلهم.
:
:
:
يتبع
اضافة رد مع اقتباس