مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 01/10/2006, 02:02 PM
الجاحظ الجاحظ غير متواجد حالياً
قلم مثقف بالمجلس العام
تاريخ التسجيل: 21/01/2004
المكان: الظهران
مشاركات: 1,453
Post عام 1393، رد كبار العلماء على المقام السامي حول فلم (بلال)

السلام عليكم ورحمة الله


في عام 1393، وجه المقام السامي خطاب لهيئة كبار العلماء،
يسألهم فيه عن رأيهم بخصوص رغبة شركة فنية بلبنان تصوير فيلم سينمائي عن بلال بن رباح رضي الله عنه.

وبالأضافة الى محتوى الرد من استنكار لمثل هذا العمل،
شدني فيه -وليس بمستغرب- حرص حكومتنا الرشيدة - سابقا كما هي حاليا-، على الرجوع الى العلماء الأفاضل والبحث عن الرأي الشرعي القويم في مختلف الأمور.

كما أن هذا الرد هو تحذير صريح مما نراه اليوم في وسائل الاعلام المختلفة من تصوير للمسلسلات التجارية التي تصور الصحابة الكرام رضوان الله عليهم.


نص البيان:


===================


الحمدُ لله ربِّ العالَمين، والصلاةُ والسلامُ على أشرفِ المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعدُ: فإنَّ هيئةَ كبار العلماء في دَوْرتِها الثالثةِ المنعقدة فيما بين 1 / 4 / 1393 و 17 / 4 / 1393 هـ قد اطلعت على خطابِ المقام السامي رقم 44 / 93 وتاريخ 1 / 1 / 1393 هـ المُوَجَّهِ إلى الرئيس العام لإداراتِ البحوث العِلمية والإفتاءِ والدعوة والإرشاد، والذي جاء فيه ما نَصُّه:

نبعثُ إليكم معَ الرِّسالةِ الواردةِ إلينا مِن طلال بن الشيخ محمود البني المكيِّ مُدير عام شركةِ لونا فيلم مِن بيروت بشأن اعتزام الشركة عَمَلَ فيلم سينمائي يُصَوِّرُ حياةَ (بلال) مُؤذن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -. نرغب إليكم بعدَ الاطلاع عليها عرض الموضوع على كبارِ العلماءِ لإبداء رأيهم فيه وإخبارنا بالنتيجة، وبعد اطلاع الهيئة على خطاب المقام السامي، وما أعدته اللجنةُ الدائمة للبحوثِ العلمية والإفتاء على ذلك وتداول الرأي: قرَّرت ما يلي:

1- إنَّ اللهَ سبحانه أثنى على الصحابة، وبيَّنَ منزلتَهم العاليةَ، ومكانتَهم الرفيعة. وفي إخراج حياةِ أيِّ واحد منهم على شكل مسرحية أو فيلم سينمائي: منافاةٌ لهذا الثناءِ الذي أثنى اللهُ عليهم به، وتنزيلٌ لهم مِن المكانةِ العالية التي جعلَها اللهُ لهم وأكرمَهم بها.

2- إن تمثيلَ أي واحد منهم سيكون موضِعًا للسخرية والاستهزاء، ويتولاه أناسٌ غالبًا ليس للصلاح والتقوى مكانٌ في حياتِهم العامة والأخلاق الإسلامية، مع ما يقصدُه أرباب المَسارح مِن جَعْلِ ذلك وسيلةً إلى الكَسب المادي، وأنه مهما حصل مِنَ التحفظ؛ فسيشتَمِلُ على الكذبِ والغِيبة. كما يَضَعُ تمثيلُ الصحابة - رضوان الله عليهم - في أنْفُس الناس وضْعًا مُزْرِيًا، فتتزعزع الثقةُ بأصحابِ الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وتخِفُّ الهيبةُ التي في نفوس المسلمين مِن المُشاهِدين، وينفتح بابُ التشكيك على المسلمين في دينهم، والجَدل والمناقشة في أصحابِ محمد - صلى الله عليه وسلم -، ويتضمن ضرورةَ أن يقفَ أحدُ الممثلين موقفَ أبي جهل وأمثالِه ويجري على لسانه سَبُّ بلال، وسبُّ الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ما جاء به الإسلام. ولا شَكَّ أنَّ هذا منكر. كما يتخذ هدفـًا لِبَلْبَلَةِ أفكار المسلمين نحو عقيدتِهم، وكتابِ ربِّهم، وسُنةِ نبيِّهم محمد - صلى الله عليه وسلم -.

3- ما يُقال مِن وُجودِ مصلحة وهي إظهارُ مكارم الأخلاقِ، ومَحاسن الآداب مع التحرِّي للحقيقة، وضبطِ السيرة، وعدم الإخلالِ بشيء مِن ذلك بوجه مِنَ الوجوه رغبةً في العِبرة والاتعاظ: فهذا مُجرَّدُ فرض وتقدير. فإن مَنْ عَرَفَ حالَ المُمثلين، وما يهدفون إليه؛ عَرف أن هذا النوعَ مِن التمثيل يأباهُ واقعُ الممثلين، ورُوّادُ التمثيل، وما هو شأنهم في حياتِهم وأعمالهم.

4- مِن القواعد المقررةِ في الشريعة: أن ما كان مَفسدةً محضةً أو راجحة؛ فإنه مُحرَّم. وتمثيلُ الصحابة - على تقدير وجودِ مصلحة فيه -: فمَفْسَدتُه راجحة؛ فرعايةً للمصلحة، وسدًّا للذريعة، وحفاظا على كرامةِ أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -؛ منع ذلك. وقد لَفَتَ نظرَ الهيئة ما قاله طلال مِن أن محمدًا - صلى الله عليه وسلم -، وخلفاءَه الراشدين هم أرفع مِن أن يظهروا صورة أو صوتا في هذا الفيلم، لفت نظرهم إلى أنَّ جرأة أربابِ المسارح على تصوير بلال وأمثاله مِن الصحابة إنما كان لِضعف مكانتِهم ونزولِ درجتهم في الأفضليةِ عن الخلفاء الأربعة؛ فليس لهم مِن الحَصانة والوجاهة ما يمنع مِن تمثيلهم وتعريضِهم للسخريةِ والاستهزاء في نظرهم؛ فهذا غير صحيح؛ لأن لكلِّ صحابي فضلا يَخصه، وهم مشتركون جميعًا في فضلِ الصُّحبة - وإن كانوا مُتفاوتين في منازلهم عند اللهِ جل وعلا -، هذا القدر المشترك بينهم - وهو فضلُ الصحبة -: يَمنع مِن الاستهانةِ بهم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه). انتهى.

ولكلِّ ما تقدَّم، وما سوف يُفضي إليه الإقدامُ على هذا الأمر مِنَ الاستهانة بالنبيِّ -صلى الله عليه وسلم - وبأصحابه - رضي الله عنهم -، وتعريض سِيرته وأعماله، وسيرة أصحابه وأعمالهم، للتلاعب والامتهان مِن قِبل الممثلين وتجار السينما يتصرفون فيها كيف شاءوا، ويُبرزونها على الصفة التي تُلائمهم؛ بُغيةَ التكسب والاتجار مِن وراء ذلك، ولِما في هذا العمل الخطير مِن تعريضِ النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه - رضي الله عنهم - للاستهانة والسخرية، وجرح مشاعر المسلمين: فإني أكَرِّرُ استنكاري بشدة لإخراج الفيلم المذكور.

وأطلبُ مِن جميع المسلمين في كافةِ الأقطار استنكارَهم لذلك، كما أرجو من جميع الحكومات والمسئولين بذلَ جُهودهم لِوقف إخراجه. وفي إبراز سِيرته - صلى الله عليه وسلم - وسيرة أصحابه - رضي الله عنهم - بالطرق التي دَرج عليها المسلمون مِن عهدِه - صلى الله عليه وسلم - إلى يومِنا هذا ما يكفي ويَشفي ويُغني عن إخراج هذا الفيلم.

وأسألُ اللهَ - عز وجل - أن يوفِّقَ المسلمين جميعًا وحكوماتِهم لكلِّ ما فيه صلاحُ المسلمين في العاجل والآجل، ولكل ما فيه تعظيمُ نبيهم - صلى الله عليه وسلم - التعظيمَ الشرعي اللائق به وبأصحابه الكرام، والحذر مِن كلِّ ما يُفضي إلي التنقص لهم أو السُّخرية منهم أو يعرِّضهم لِذلك، إنه جوادٌ كريم. وصلى اللهُ وسلَّم على عبدِه ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه.



اضافة رد مع اقتباس