 إنطلاقة جرس أول يوم دراسي ليعلن الطابور الصباحي مراسم الحضور .. تدور رحلة الحياة من جديد وينتظم الطلاب والطالبات إلى مدارسهم في رحلة السعي نحو الأحلام والأماني لكن هل من جديد على واقع التعليم الحالي .. هل من جديد على النظام المتبع .. هل من جديد وهل من جديد .. زاوية بجراءة تطرح الموضوع وتحلق إلى أفق بعيد .. من جديد لا جديد ! ازدحمت الشوارع من جديد منذ ساعات الصباح الأولى .. بدأ صوت الأمهات و الآباء يعلو ينادون بالنوم باكراً وسط معارضة شديدة من مجتمع بات السهر إحدى عاداته السيئة و علاماته الظاهرة ! مناظر و مشاهد صباحية لا تعلم هل تحدوك إلى الضحك أم إلى البكاء أم إلى التفكر و التعجب ؟! أطفال بوجوه ملامحها تصرخ بشدة أن دعوني أنام قليلاً فلم أكتف ! أولاد و فتيات كأنما يساقون لما يكرهون أو هم فعلاً كذلك ! أطفال مظلومون بحمل حقائب تجعلهم يمشون و كأنهم مصابين تغص بكتب تكاد أغلفتها أن تتشقق من كثرة ما تحمله من ورق ! و شباب و شابات يتجهون للجامعات و إن علت الابتسامة وجوههم داخلهم أراهن أنه يحمل كثيراً من علامات عدم الرضى ! لا أدل على ذلك من أسبوع يمتد إلى أسبوعين يقومان بسرقتها من بداية الفصل ثم يكررون سرقتهم مع نهاية الفصل ! و لا أعتقد أنهم سيستغنون عن سرقة مشابهة في ثنايا الفصل ! الحقيقة أنني لو أردت توجيه اللوم لاحترت ! هل أوجهه للطلاب ؟! أم ترى أعضاء هيئة التدريس أحق باللوم ؟! أم هو نظام الدراسة يا معالي وزير التعليم العالي ؟! يبدو أن بيني و بين التفاؤل سوء تفاهم فأراد أن ينتقم مني ذات صباح و أنا أشاهد تلك المناظر فاستدعى خيالي للذهاب معه إلى سراب استمعت به قبل أن يتركني من جديد لتصفعني الحقيقة التي سطرتها في بداية المقال ! أخذني إلى صف أول طلابه لا يحضرون في الفصول ! إنما في قاعات كبيرة مريحة مليئة بالألعاب الترفيهية التعليمية ! أخذني إلى صفين تاليين يحضرون في مختبرات خفيفة و معامل بسيطة و رحلات علمية يمارسون تجارب خفيفة مع جرعات شرعية و أدبية خفيفة ممتعة متقطعة لترسخ في أذهانهم أراض صلبة و نواة حقيقة يمكن منها الانطلاق إلى ما هو فعلاً جديد ! أخذني إلى صفوف ثلاث تتلو غنية بالتجارب العلمية و إثبات النظريات الرياضية مع تكثيف الجرعات الشرعية و الأدبية . لتبدأ بعد ذلك مرحلة متوسطة يتلقى فيها الطالب جرعات نظرية أكبر متوازية مع عملية يمارسها في معامل متخصصة أكثر تقدماً و أعلى مستوى و درجة ، مرحلة تؤهله لاختيار مساره و تحديده . يبدأ بعد ذلك مرحلة ثانوية بعد أن حدد مساره و طريقه تبعاً لما رآه قريب منه في ما مضى يستهويه مجالاً يعطي فيه . لتبدأ مرحلة التكثيف النظري و العلمي فقط والبحوث القصيرة التي يعتمد على مصادر مقننة بتوجيه مسبق في ما يراه الطالب مجاله و ما يحبه و ما يمكنه أن يعطي فيه . ليكون جاهزاً تماماً لمرحلة جامعية لاحقة جميع مساراتها لها أساساتها في المرحلة الثانوية هي فعلاً مرحلة بحثية يعتمد فيها الطالب على نفسه يبحث في جميع المصادر يرتب المعلومات يدعمها بتجارب عملية في مختبرات و معامل متقدمة على أعلى المستويات . ليخرج لنا جيل متعلم قادر على تقديم الجديد و الاستكشاف و ليس فقط تتبع الآثار للوصول إلى الآثار ! في العدد القادم - بإذن الله - سأكمل لكم رحلتي مع التفاؤل عندما حلق بي قبل أن يتركني لأسقط من علو تفاؤل شاهق لتتلقفني أرض الحقيقة المرة و ألتفت لأقول من جديد لا جديد ! بقلم : متابع
اخر تعديل كان بواسطة » صدى الكلمات في يوم » 13/09/2006 عند الساعة » 05:53 PM |