لا أعتقد أن هناك أي مشكلة عندما يرغب البعض في قضاء بعض الوقت في مناطق سياحية خارج الوطن مع أخذ فتاوى علمائنا الأفاضل بعين الاعتبار ، فتلك رغبة لأهلها كامل الحق فيها و على غيرهم احترامها و عدم المساس بها .

بالتالي ليست هناك مشكلة عندما يقضي ( أغلب ) مسئولو السياحة في وطني مع عائلاتهم أوقات إجازاتهم في مناطق سياحية خارجية .

لكن المشكلة الحقيقية تكمن في شخص تتساوى عنده الرغبة بين سياحة خارجية و داخلية ثم هو يبدأ في دراسة البدائل و عمل بعض المقارنات تمهيداً لاتخاذ قرار بشأن ذلك ، هنا تماماً تقع المشكلة .

تعالوا معي لهذا الخبر ..



الرياض – رويترز
ذكرت دراسة رسمية سعودية أن حجم إنفاق السعوديين على السياحة الداخلية لا يزال أقل بكثير من إنفاقهم على السياحة الخارجية إذ لم يتجاوز هذا الإنفاق حسب إحصاءات عام 2001 ما نسبته 3ر33 % من إجمالي حجم ما أنفقه السياح السعوديون في الخارج وقدر بنحو 54 مليار ريال " 4ر14 مليار دولار".
وأشارت الدراسة التي أجراها مركز البحوث التابع لغرفة تجارة وصناعة الرياض، وعنوانها تنمية السياحة الداخلية في المملكة العربية السعودية ونشرتها صحيفة الجزيرة، أن السياحة من خارج المملكة تركزت في الحج والعمرة بنسبة 80 % بينما بلغت النسبة 20 في المائة لغرض العلاج والتسوق والزيارة.
وقالت إن عائد السياحة بلغ عام 2001 نحو 24ر35 مليار ريال وهو ما يشكل نسبة 5ر5 في المائة من الناتج المحلي للمملكة، وقدرت الدراسة عدد الحجاج الذين سيصلون المملكة هذا العام بنحو 36ر2 مليون حاج بالإضافة إلى نحو 7ر6 مليون معتمر منهم أكثر من أربعة ملايين معتمر من خارج المملكة.
وقالت الدراسة إنه بالرغم من توافر الإمكانات والمقومات السياحية والفرص الاستثمارية المتاحة فإن نسبة رأس المال المستثمر في قطاع السياحة إلى إجمالي الاستثمار الخاص تبلغ نحو 1ر7 % فقط.


وأضافت " يرجع هذا الانخفاض إلى وجود بعض المعوقات من أبرزها عدم تمتع المستثمرين في القطاع السياحي ببعض التيسيرات التي يحصل عليها المستثمرون في القطاعات الأخرى مثل الإعفاءات الجمركية والتعريفية المنخفضة لاستهلاك الكهرباء والمياه، ولعدم توافر المعلومات ودراسات الجدوى عن الفرص الاستثمارية المتاحة، ولعزوف بعض البنوك عن تمويل المشروعات السياحية". انتهى الخبر .
و في خبر تورده صحيفة الشرق الأوسط في ذات الشأن كتبت عنواناً له " 27 مليار دولار إنفاق الخليجيين على السياحة الخارجية سنوياً " .
كتبت قبل ما أوردته عن شخص تتساوى لديه رغبتا السياحة الخارجية و الداخلية ، و الآن لنتحدث عن شخص يرغب في السياحة الداخلية بأدنى حد لمقوماتها !
أعتقد أن مثل هذا الشخص لا يحتاج لكثير وقت ليتنازل عن رغبته و ليقرر أن السياحة الخارجية هي الخيار الأفضل و ليرى بكل وضوح أن السياحة الداخلية ما زالت في الألف باء و أننا إذا كنا بالفعل نريد منها أن تكون صناعة في المستقبل القريب فإن علينا فعل المزيد و المزيد .


و سيستمر مثل هذا إذا ما استمر هذا الغلاء الفاحش في تكلفة السكن على جميع المستويات و من ذلك مدن تعتبر من الدرجة الثانية أو الثالثة سياحياً .
أعود و أقول لسنا نطالب المسئولين عن السياحة و عن الجهات ذات العلاقة و على رأسهم صاحب السمو الملكي أمين الهيئة العليا للسياحة بالسياحة في أبها أو في الطائف أو في غيرها و لكن نطالبهم جميعاً بحث الخطى و الإسراع في الخطوات التي من أجلها أن ترتقي بمستوى سياحتنا الداخلية و أول تلك الخطوات أن يعي أولئك المسئولون أن تلك الإحصائيات التي تملأ صفحات الموقع الرسمي للهيئة العليا للسياحة تضمنت السياحة الدينية كما أسموها و على ذلك تحفظ ذلك أن التوجه في الحج و العمرة و الزيارة إلى هذا البلد أمر حتمي ليس بخيار السائحين و لا بخيارنا !
ترى لو تم استبعاد ما يخص السياحة الدينية من أرقام كيف ستظهر تلك الأرقام ؟!

إلى سنة قادمة سياحتنا فيها أفضل نتمنى أن تكون قريبة و على خير نلتقي ..