مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 08/04/2002, 11:18 PM
الشيخ علي محمد الريشان الشيخ علي محمد الريشان غير متواجد حالياً
داعية
تاريخ التسجيل: 08/04/2002
مشاركات: 5
الأشقياء والسعداء

بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني أعضاء شبكة الزعيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ينقسم الناس إلى فريقين : أشقياء وسعداء

الأشقياء هم الكافرون بالله المعرضون عن دينه, وقد بين الله تعالى في كتابه الكريم حالهم ومآلهم كما في قوله تعالى { والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم } , فإذاً همة الكافر لا تتعدى بطنه, ونظرته لا تتجاوز أنفه ,
أما المؤمن الذي أمتن الله عليه بالهداية والاستقامة , فهو الذي يعي تماماً قوله تعالى {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون }.لذا كان الشعار الذي يرفعه دائماً عند كل قربة وعمل مشروع { وعجلت إليك رب لترضى } , وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أي الناس خير , عندما سأله رجل فقال يا رسول الله: أي الناس خير ؟ قال : من طال عمره وحسن عمله , قال : فأي الناس شر ؟ قال من طال عمره وساء عمله } حديث صحيح رواه أحمد والترمذي وغيرهما
وأعمار الناس من هذه الأمة قصار كما بين صلى الله عليه وسلم { أعمار أمتي مابين ستين إلى سبعين فأقلهم من يجوز ذلك } ومن رحمة الله بعباده أن شرع لهم من العبادات والطاعات ما يكون وسيلة لاستغلال الحياة وشغلها فيما ينفع , ويحقق للعاملين بهذه لطاعات رفعة الدرجة وعظيم المنزلة وكثرة الحسنات . فيكون كمن عاش أعماراً مديدة .
وعند التأمل نجد التنوع في هذه الأعمال فبعضها قد لا يستطيعه جميع الناس. ومن الحكم أيضاً أن بعضها يكون أثره على العامل نفسه صلاحاً وتقى واستقامة وسعادة وبعضها يكون نفعه متعدياً للآخرين فيحقق النفع للمجتمع وتزاد الألفة والمحبة بين المسلمين وتقل أو تنعدم الرذائل في المجتمع , بحسب كثرة العاملين بهذه الأعمال الطيبة الفاضلة , فيعيش المسلمون أفراداً ومجتمعات حياة سعيدة طيبة في هذه الدنيا ثم يستكملوا نعيمهم وسعادتهم في الدار الآخرة .
فمن هذه الأعمال الصالحة كثرة ذكر الله من تهليل وتحميد وتسبيح وتكبير , والمحافظة على الرواتب وصلاة الضحى وقيام الليل ولو شيئاً يسيرا , وأداء الحج والعمرة والإكثار من الصلاة في الحرمين الشريفين حيث مضاعفة الصلوات.وكذلك الأعمال الفاضلة الأخرى كالصدقة والإحسان إلى الآخرين وبذل المعروف وكف الأذى وإشاعة السلام وبر الوالدين وصلة الرحم وتعلم العلم ونشره بالوسائل المتاحة ودعوة الناس إلى الخير . خاصة مع توفر وسائل الدعوة من نشرة و شريط وكتيب وغيرها من الوسائل , ومن الأعمال العظيمة والقرب الجسيمة الدعاء للنفس والأهل والمسلمين بالخير والصلاح والعافية .وهكذا يتقلب المرء في يومه وليلته بين هذه الأعمال الجليلة فيستشعر أهمية الوقت وقيمة الحياة , فلا يكتب في سجل البطالين الكسالى , وعند التأمل نجد أن معظم هذه الأعمال لا تحتاج إلى جهد كبير ويستطيعها كل أحدٍ من صغير أو كبير أو عالم أو جاهل أو غني أو فقير , فالحمد لله على نعمه لا نحصي ثناءً عليه , والخير عادة والشر عادة ومن رأى نفسه من أهلها فهذا من الدلائل على أنه من أهل السعادة الدنيوية والأخروية .....
والله المستعان
اضافة رد مع اقتباس