بيتر كينيون: 2014 تشيلسي أكبر ناد في العالم!



بيتر كينيون في حـوار خاص لـ"سوبر":
2014 تشيلسي أكبر ناد في العالم!



لو خططت لمقابلته بمكتبه في ستامفورد بريدج، أو في أحد مقاهي وسط لندن، لربما كنت لن أحظى سوى بـ 15 أو 20 دقيقة على أقصى تقدير، ولن تتاح لي فرصة معرفته جيداً، كما حدث بيننا في أقصى شرق الأرض!

سارت الأمور دون ترتيب لأجد نفسي بصحبته لمدة أربعة أيام كاملة .. في الطائرة والحافلة والفندق وقاعة الاجتماعات وحول مائدة الطعام ..

الآن يمكنني القول - إلى حد كبير - إنني عرفته عن قرب ..
لا أخفي أنني عندما رأيته لأول وهلة، لم يعطني انطباعاً بأنه ذلك الشخص الذكي المتواضع اللطيف الذي اكتشفته فيما بعد ..

وربمـــــــــا كان السـبب الرئيســـــــــي الذي انتزع مني حكمـاً انطبـــــــاعياً أولياً - يتعارض مع الموضوعية تماماً - هو رأسه الحليق وملامحه الحادة .. لكن ماذا نفعل مع طبيعتنا البشرية التي تلقي بانطباعاتنا أمامنا أحياناً قبل معاملاتنا؟! أربعة أيام قضيناها معاً في الصين ضمن وفد رسمي للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، كانت أياماً مكدسة بالكثير والمثير ..
توليفة كروية وتسويقية موفقة قادها محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي ..
ذهب إلى الصين ليتابع ما تم إنجازه في 11 شهراً من العمل في مشروع الرؤية الآسيوية ..

ذهب إلى الصين مصطحباً في يده اليمنى بيتر كينيون الرئيس التنفيذي لنادي تشيلسي الإنجليزي، وفي يده اليسرى بيتر براشلي المدير التنفيذي لشركة نايكي في الشرق الأوسط وكل قارة آسيا .. لكن لتلك قصة أخرى سنتوقف معها في العدد المقبل بعيداً عن حوارنا الذي نقدمه اليوم مع بيتر كينيون، العقل المفكر ومهندس صفقات نادي تشيلسي.
حوارنا مع كينيون امتد عبر الأيام الأربعة، وأتممناه في كوالالمبور قبل يومين فقط من تتويج تشيلسي بطلاً للدوري الإنجليزي ..

حاوره:
أسامة الشيخقبيل أن يحمل حقيبته متوجهاً إلى المطار في طريق عودته إلى لندن، كان كينيون واثقاً بأمرين ..
الأول: أن مباراة تشيلسي مع مانشستر يونايتد هي لحظة التتويج، وقد كان ..!
الثاني: إتمام التعاقد مع النجم الألماني مايكل بالاك، وقد حدث ..!

فعندما سألته عن موقعة تشيلسي مع مانشستر قال: "فوزنا سيكون كبيراً واحتفالنا صاخباً".
وعندما قلت له: احترنا معك أنت وبالاك .. تارة تقولون إنكم مهتمون بضمه إلى صفوفكم، وتارة أخرى يقول هو إنه راغب في الذهاب إلى تشيلسي .. متى موعد الزفاف؟!

أجابني: بالاك في تشيلسي .. اعتبر الموضوع منتهياً، فأنا عائد للتوقيع ..
وبالفعل .. السبت تشيلسي سحق مانشستر بالثلاثة، ويوم الإثنين وقع بالاك لتشيلسي.

ربما لا يكون بيتر كينيون لاعباً سوبر ستار .. وليس مالكاً لناد كبير، أو مدرباً شهيراً يخطف الأضواء بشخصيته الكريزماتية، لكنه في نهاية الأمر لا يقل شهرة عن كل هؤلاء ..!
هو ابن مدينة مانشستر التي عشق فريقها منذ الصبا، وكان له فيما بعد دور أساسي في بناء إمبراطورية مانشستر يونايتد الاقتصادية.

وربما كان هذا النجاح الباهر لهذا الرجل الإداري، هو ما دفع الملياردير الروسي رومان إبراموفيتش إلى إغرائه بالمال صيف 2003 للاستفادة من عقليته الاستثمارية وخبرته الإدارية لبناء صرح "البلوز" الجديد .. فقدم له أغلى راتب يتقاضاه إداري في كرة القدم الأوروبية، فمن راتب سنوي قدره 625 ألف جنيه إسترليني كان يتقاضاها في مانشستر، إلى مليون ونصف المليون جنيه في تشيلسي، ومع المكافآت يرتفع إلى مليوني جنيه سنوياً .. قولوا على إداريينا السلام!
أنفق إبراموفيتش على تشيلسي 700 مليون دولار، صنع بها اسماً مدوياً خلال موسمين، واليوم آن أوان تسويق هذا الاسم عالمياً، والبداية كانت من بلد المليار وربع المليار نسمة.

في هذا الحوار يكشف بيتر كينيون الكثير من الأمور لـ "سوبر"، وأعتقد أنه يجب على إداريي أنديتنا قراءة سطوره قبل أن تحلو أحاديثهم عن الاحتراف والإنجاز والزعامة والعمادة والسعادة وأحلام الريادة ..

- ما الذي تفعله بالضبط في تشيلسي؟
** باختصار أسعى إلى بناء أكبر نادٍ في العالم! .. أضع الأسس الكفيلة بأن يكون النادي الأول في أوروبا بحلول عام 2014 .. هذا ما نتمناه ونأمله ونسعى إليه.

- إذن طموحكم لا سقف له!
** بدأت العمل مع إبراموفيتش بالكلام عن كرة القدم بصفة عامة، ووضعنا كل الملامح الأساسية منذ أن بدأنا العمل، أعتقد بصورة قاطعة أن النجاح مثل أي شيء في الدنيا يمكن صناعته وبناؤه .. لكن لاحظ أنه لا يمكن شراؤه!

- هل تظن أن مهمتك سهلة؟
** السبب الرئيسي الذي يجعلني أستمتع بالعمل في تشيلسي هو أن كل الضمانات والإمكانات التي تمهد الطريق إلى النجاح متوافرة، خاصة الاستمرارية .. فلا يمكن أن تنجح في عام أو عامين لتحقق بعض أهدافك ثم تتوقف وتختفي .. نحن نريد أن ننجح كل عام .. نريد أن نحقق طموحاتنا وأهدافنا ونستثمر رأس المال، ليس في الإنفاق على فريق الكرة أو الإدارة فقط، بل نستثمره بطريقة اقتصادية احترافية لضمان الحصول على أفضل المواهب البشرية، وضمان أفضل نظام للعمل، واتخاذ أفضل قرار في أفضل توقيت .. ونريد أن نسخر عملنا ورؤيتنا الاقتصادية لتدعيم فريقنا، وكذلك تدعيم استثمارات المالك أيضاً.

- يعتقد الكثيرون أن كل ما يملكه إبراموفيتش هو المال فقط، وبه يصنع كل شيء؟
** يضايقني كثيراً سماع أننا لا نملك سوى المال وليس أي شيء آخر .. هذه نظرة ظالمة وخاطئة .. المال لا يشتري النجاح .. وفي السنوات الأخيرة ابتلى عالم كرة القدم بأناس لا يملكون سوى المال دون أن يمتلكوا عقلية احترافية، وهذا وحده لا يكفي، في عالم الكرة نحتاج إلى ما هو أكثر من المال، نريد الناس المؤهلين المناسبين، نبحث عن التخطيط المناسب، والعقلية الذكية المناسبة لتنفيذ هذا التخطيط .. ينبغي أن تنصهر كل تلك العناصر معاً لكي نصل إلى ما نريد ونحقق النجاح المنشود، وهذا ما نحاول أن نفعله في تشيلسي .. .. .. .. ..

بقية الحوار داخل العدد