اذا أردت أن تقرأ هذا المقال يجب عليك أن تقرأه كاملاً.... من هو سامي الجابر؟ هل هو شخص واحد؟ أم أنه أكثر من شخص؟ هل سامي 96 هو سامي 2002؟ وهل سامي 94 هو سامي 2006؟
هذه الأسئلة طرحتها عليكم في مشاركة سابقة ووعدتكم بالإجابة عليها اليوم الاربعاء وها أنا أوفي بوعدي لكم..
من هو سامي الجابر؟ أعتقد ومن وجهة نظري وربما لم يصل أحد الى ما وصلت إليه أن سامي الجابر ليس شخصاً واحداً..!! إنما هو خمسة أشخاص مجتمعة في نفس واحده..كيف..؟!! سأخبركم لا تستعجلون ولكن بعد أن أشرح لكم مراحل حياته.. سامي الأول من عام 90وحتى94م كان يتميز بقلة الخبرة ولكنه كان لاعباً مهارياً يجبرك على احترامه ويجبرك على الضحك من مراواغاته
أما عندما يفرح فإنه يلفت الانتباه اليه خصوصاً اذا قام بالتجول في الملعب لايدري الى أين يذهب
شاهدوا هدفه في شباك إيران 94 وفرحته بالهدف ومن كان منكم لديه هذا الهدف أرجوا منه تزويدنا به في هذه الصفحة.. سامي الثاني من عام 95 وحتى عام99م كأني بسامي في هذه الفترة أنه بدأ يشوف نفسه شوي 
ولعل أكثر الذين لا يحبونه أو دعوني أقول يكرهونه، كرهوه بسبب بعض تصرفاته خلال هذه الفترة وأعتقد أنها تصرفات عادية نوعاً ما لأنه وجد نفسه فجأه نجماً كبيراً وكل العيون عليه ولا داعي لأذكركم ببعض التصرفات خلوها مستورة
.. كاد أن يقع في مقبرة النجوم ((الغرور))ببعض تصرفاته مما جعل الغرور يتسلل شيئاً فشيئاً الى نفسه... سامي الثالث من عام2000وحتى عام2002م أوووه.. تسلم قيادة الهلال والمنتخب وأصبح أهم لاعب سعودي أو قل عربي في ذلك الوقت كيف لا وهو يقود فريقاً كبيراً وعملاقاً مثل الهلال ومنتخباً تسيد القارة بأسرها، تنازل عن بعض عاداته وبدأ في العودة من جديد الى التواضع ولكن المسألة صعبه فليس من السهل أن يتواضع المرء وهو أهم لاعب في السعودية وكل الأضواء مسلطة عليه خصوصاً بعد إعتزال زميله يوسف الثنيان، زاد كره منافسيه له وزادت محبتنا له وكان هذا سبباً في شهرته فهو حتى الآن أشهر لاعب سعودي... سامي الرابع من عام 2002وحتى 2004م أوووه.. إنتكس سامي بعد الخسارة المؤلمة في المونديال2002 وكاد أن ينتهي فقد إنتهى نفسياً ولكنه عاد بقدرة قادر، فرح الحاقدون وخاف المحبون لأنه سامي كيف نعيش بدونه؟ كيف نعيش دون أن نشاهد من يسبه ويشتمه دون أن نشاهد من يمدحه ويدافع عنه كيف وكيف؟؟ كانت هذه النكسه فرصة لمراجعة الحسابات والعودة من جديد وبثوب جديد فالجمهور مشتاق له وسامي ما زال مصراً على أنه يملك الكثير، هبط مستواه إبتعد الناس من حوله إلا أنا ولكنه عاد وعادو إليه.. هكذا هم الناس لايهمهم الا المصالح ولكن اذا اعتزل اللاعبون أو إصيبوا نسوهم أو تناسوهم أسأل الله أن ينجينا من هذا الخلق الذميم.. سامي الخامس من آخر عام2004 وحتى يومنا هذا عزم على العودة من جديد فكان له ذلك في الموسم قبل الماضي عندما تصدر قائمة الهدافين رغم سنه وسجل 6أهداف في مباراة واحدة أعادت للأذهان سامي1410هـ حقق لقب هداف العرب وعاد لقيادة المنتخب من جديد وساهم في تأهل المنتخب الى نهائيات كأس العالم وحقق لقب سفير النوايا الحسنة وهو بالتأكيد لقب يستحقه وسأقول لكم لماذا؟ لأنه وببساطه عندما عزم على العودة من جديد حاول أن يصلح الأخطاء التي كان يقوم بها أيام النجومية ومن أهمها الغرور فعندما عزم على العودة ترك ذلك الخلق الذميم والذي جعل المنافسين يكرهونه بسببه .. سرعان ماعاد للتألق ولكنه استمر في تواضعه فدائماً ما يجير الانجاز والفضل لزملائه، دققوا في تصريحاته الأخيرة تجدوا أن أغلبها فيه مدح لزملائه وإنتقاص لنفسه.. اذا فسامي في كل سنتين يظهر لنا بثوب جديد وبشكل جديد من كان يصدق أن سامي ذلك الشاب النحيف من كان يصدق أنه سيصل الى كأس العالم 4 مرات.. من كان يصدق أنه سيلعب الى جوار رونالدو وزيدان ولكنه لم يصل الى ما وصل اليه إلا بتوفيق الله ثم بالدهاء والذكاء الكبيرين الذين يتمتع بهما.. فسامي يعرف متى يلعب ومتى يتكلم ومتى يختفي .. نعم فسامي .. هو أحلى الأسامي
إن غاب قضية وإن عاد قضية.. مالئ الدنيا وشاغل الناس
هذا هو سر عودة سامي الجابر وهذه هي النفوس الموجودة في جسده..
والذكي يفهم..
أخوكم عبدالله الريس [email protected] 