لعل أستاذي صــالح
ينــأ بقلمــه عن الخوض في مهاترات العصر التي تزيد انحطاط قيـــم وأخلاق المجتمع . فنراه يطرح ما يخلصنــا من دائــرة أرغم أنفسنــا بلزومهــا ، وقضيــة أوقفتنــا عن المسير . ولعل قيمــة القلم الأصيل أنــه يدلك على اول الخطوات لتنطلق عندمــا تظل بك الدروب ، وتتقاذفك المناوشاة وتسير بك الأهواء ؛ وهذ ما نجــده في قلمك .
ليس عيباً إن اعتقــدت ذات يــوم أن الجمــاهير مزمار ودف وصوت يصرخ وكفوف تصفق . حيث لم يدخل في خلدي يومــا أن التشجيع سيصبح صنعــة يهتم بــهــا صانع القرار ليحقيق من خلالها النجاح الذي يسعى إليــه . ولعل الأستــاذ سعــد الجريــد من تلك النوعيــة التي تؤمن بأن الجمــاهير أســاس البنــاء التي يجب ان يستثمــر فيــها الجــهد والمــال والوقت فالنجاح يتدفق من منابعــها العذبــة .
ألا أن تلك الجمــاهير التي تسانــد الأزرق تحتاج الى جهد مضاعف لكثافتهــا وأصرارهــا على التمييز . فهي اعتادت على التفرد في كل شئ ، لذا كان من البدهي أن يضع الأستاذ سعد ومعاونيــة صعوبــة المهمــة إلا انهــا ليست مستحيــلة في ظل رقي الفكر الذي تتميزبــه الأدارة الهلاليــة ، ورابطــة مشجعيــه .
ولعل الفرصــة سانح أن أهمــس في أذن الاستــاذ سعد ؛ أن من يجني العســل لِزاما عليــه ان يتحمل لسع النحل . فلا عمل إلا وشــابــه ما يكدر البــال ، ولا نجــاح الا بعد عرق يُمســح مرات ومرات ، وإلا لكان الجميــع سواء ، فسر على بركة الله أنت ومن مدّ يــده ليسلك معك الدرب حلوه ومره . ودع الناعقين أينما وجدوا ، ومهمــا كانوا خلف ظهرك ، واجعل كمدهم زادك الذي تكمل بــه المسير ؛ حتمــا ستجعلهــم ذات يــوم يتاوارون خلف زحمــة المهنئين نجــاحك .
امــا ملح الكرة وجمالهــا الجماهيــر الهلاليــة فهي تعي واجبــاتها ولا خــوف ، فإن لم تكن عنوان الوفاء فمن يكون ، إن لم تكن رمــز العطــاء فمن يكون . عشقت الأصيل لأصالتهــا ، وستبقى بأذن الله تبادل العاملين دعمــا ، حبا ، وتقديــرا .
امــا أنت استاذي الكريــم لا جــديد نهر يسقي وارديــه بأعذب الكلمــات ، وأنقى الطــرح .
نــادر
