مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 27/03/2002, 03:16 PM
ابومحمد2001 ابومحمد2001 غير متواجد حالياً
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 11/01/2002
مشاركات: 792
أمير المؤمنين الملا عــمــر حفظه الله .. يروي .. كيف بدأت حركة طالبان وكيف تكونت

مركز الدراسات والبحوث الإسلامية

من رحم المعاناة خرجت ((طالبان)):

من المدارس الدينية الديوبندية المنتشرة في باكستان وأفغانستان تشربت عناصر طالبان معارفهم ومنهج تفكيرهم ، ومن دار العلوم الحقانية ، ودار العلوم ، والجامعة الإسلامية في نوري تاون ، والجامعة الفاروقية ، ومنبع العلوم ، وعربية مطلع العلوم ، والجامعة الأشرقية

ثمة روايات عدة فصلت في قصة تأسيس حركة طالبان ، لعل أبرزها ما جاء على لسان الملا عمر ، في تسجيل بثته إذاعة ((صوت الشريعة)) في قندهار ، الناطقة باسم حركة طالبان ، وفيه قال ما نصه :

(( كنت أدرس في مدرسة ببلدة سنج سار بقندهار مع حوالي 20 من زملائي الطلاب ، فسيطر الفساد على الأرض ، واستشرى القتل والنهب والسلب وكان الأمر بيد الفسقة والفجرة ، ولم يكن أحد يتصور أنه من الممكن تغيير هذا الوضع وإصلاح الحال ، ولو فكرت أنا أيضًا وقلت في نفسي (( لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها )) لكفتني هذه الآية ، ولتركت الأمر ، لأنه لم يكن في وسعي شيء ، لكنني توكلت على الله التوكل المحض ، ومن يتوكل على الله هذا النوع من التوكل لا يخيب أمله أبدًا .. لعل الناس يتساءلون : متى بدأت الحركة ؟ ومن كان وراءها ؟ ومن يمولها ؟ ومن يوجهها ويديرها ؟ .
وأقول : بداية الحركة أنني طويت الكتب في المدرسة في سنج سار ، وأخذت معي شخصًا آخر وذهبنا مشيًا على الأقدام إلى منطقة زنجاوات ، واستعرت من هناك دراجة نارية من شخص اسمه سرور ، ثم ذهبنا إلى تلوكان .. هذه هي بداية الحركة ، وأخرجوا كل تصور غير هذا من أذهانكم .
بدأنا نزور الطلاب في المدارس وحلقات الدرس في صباح ذلك اليوم ، وذهبنا إلى حلقة درس يدرس فيها حوالي 14 شخصًا ، فجمعتهم في دائرة حولي وقلت لهم : إن دين الله يداس تحت الأقدام ، والناس يجاهرون بالفسق ، وأهل الدين يخفون دينهم ، وقد استولى الفسقة على المنطقة كلها ، يسلبون أموال الناس ، ويتعرضون لأعراضهم على الطرق العامة .. يقتلون الإنسان ثم يسندونه إلى حجر على قارعة الطريق ، وتمر به السيارات ويرى الناس الميت ملقى على قارعة الطريق ولا يجرؤ أحد على أن يواريه التراب .
قلت لهم : لا يمكن الاستمرار في الدراسة في هذه الظروف ، ولن تحل هذه المشكلات بالشعارات المجردة ، نريد أن نقوم نحن الطلبة ضد هذا الفساد ، إن أردتم العمل لدين الله حقيقة فلنترك الدراسة ، وأصارحكم القول بأنه ما وعدنا أحد أن يساعدنا بروبية واحدة ، حتى لا تظنوا أنا سنوفر لكم الطعام ، بل سنطلب الطعام والمساعدة من الشعب .
قلت : إن هذا ليس عمل يوم ولا أسبوع ولا شهر ولا سنة ، بل سيأخذ وقتًا طويلاً .. هل تستطيعون القيام بذلك أم لا ؟
وكنتُ أشجعهم وأقول لهم : إن هذا الفاسق الجالس في مركزه مثل القدر الأسود لشدة الحر (وكانت تلك الأيام في فصل الصيف شديدة الحرارة) يحارب دين الله علانية ، ونحن ندعي أننا من أهل دين الله ولا نستطيع أن نقوم بعمل شيء لنصرة شرعه .
قلت لهم : إننا إن فتحنا منطقة سندافع عنها ، ثم لا تعترضوا لعدم وجود دراسة أو لعدم توافر المال والسلاح ، فهل تستطيعون القيام بهذا العمل .. أم لا ؟
فلم يوافق أحد من هؤلاء الـ14 على القيام بهذا العمل ، وقالوا : يمكن أن نقوم ببعض الأعمال أيام الجمعة ، فقلت لهم من سبقوم به في الأيام الأخرى ؟
أشهد الله على أن الحقيقة هي هذه ، وأنني سأشهد بذلك أمام الله عز وجل يوم الحشر ..
هذه الحركة نتيجة التوكل المحض لأنني لو قست على هذه الحلقة باقي المدارس والحلقات لعدت إلى مدرستي ، لكنني وفيت بالعهد الذي كنت قطعته على نفسي لله تعالى فعاملني بما ترون ، فذهبت إلى حلقة درس أخرى وكان فيها حوالي 7 طلاب ، فعرضت الأمر عليهم كما عرضت على طلاب حلقة الدرس الأولى فاستعد الجميع للعمل .
هؤلاء كلهم أمة واحدة ، لم تكن بينهم فروق الشباب والشيخوخة أو الطفولة والشباب أو الذكورة والأنوثة ، لكن هذا العمل كان مبنيًا على حكمة من الله تعالى ، فأوقعني منذ بدايته في الامتحان ، فتجولنا على هذه الدراجة إلى صلاة العصر على المدارس وحلقات الدرس ، حتى استعد 53 شخصًا من أهل التوكل المحض ، فعدت إلى مدرستي وقلت لهم : تأتون غدًا الصباح ، لكنهم جاءوا في الساعة الواحدة ليلاً إلى سنج سار ، فكانت هذه هي البداية ..
إن العمل بدأ قبل أن تمضي على الفكرة 24 ساعة ، وكان أحد أصدقائي يصلي بالناس ، فلما صلى بهم صلاة الفجر قال أحد المأمومين إنني رأيت الليلة في المنام أن الملائكة دخلت إلىسنج سار ، وكانت أيديهم ناعمة ، فطلبت منهم أن يمسحوني بأيديهم (للتبرك)
وطلبنا في صباح الغد الساعة العاشرة سيارتين من الحاج بشر أحد تجار المنطقة ، فأعطانا سيارتين سيارة صغيرة ، وسيارة شحن كبيرة ، فنقلنا هؤلاء الطلاب إلى منطقة "كشك نخود" وانضم إلينا آخرون ، ولما كثر العدد استعرنا الأسلحة من الناس ، فكانت هذه بداية هذه الحركة حتى استمرت )) ا.هـ

هذا النص أيضاً أورده الملا حفيظ الله حقاني في كتابه عن طالبان ، وقد علق عليه لافتًا النظر إلى أن مؤسس الحركة استهدف من إنشاءها إزالة الفساد الذي كان منتشرًا في المنطقة وخاصة في قندهار ، وكذا إزالة مراكز جمع الإتاوات من الطرق العامة ، وكان الأمر في نظره أمرًا محليًا غير ذي شأن ، فلم يهتم بثبت التواريخ ، كما لاحظ أن بعض التجار والقادة الميدانيين ساعدوهم في بداية الأمر بالأموال والسلاح ، وكان اجتماعهم في أول الأمر في مديرية "ميوند" بمنطقة "سنج سار" وبدءوا العمليات من منطقة "كشك نخود" ثم تقدموا إلى مديرية أرغستان ، ومن هناك اتجهوا إلى مديرية "سبين بولدك" الواقعة على الحدود مع باكستان وهناك استولوا على أكبر مخازن الذخيرة التابعة للحزب الإسلامي حكمتيار ، والتي كانت بحوزة القائد "سر كاتب" .
في تقدمهم ظلت عناصر طالبان تنزع السلاح من مجموعات المجاهدين ، وتزيل نقاط التفتيش الموضوعة على الطرق العامة لجمع الإتاوات وتؤمن كل السكان .

الرواية الشائعة في الصحف الغربية والباكستانية أيضًا :

أن الجنرال نصير الله باير وزير الداخلية الأسبق قام بجولة واسعة في جنوبي وغربي أفغانستان ، حيث نشأت حركة طالبان في شهر أكتوبر تشرين الأول عام 1994م قطع فيها أكثر من 800كم ، والتقى خلالها القادة الميدانيين والمسئولين في الولايات من قندهار إلى هيرات ، وأرسل بعد عودته قافلة مكونة من 30 شاحنة محملة بالمساعدات والمواد الإغاثية لسكان قندهار وهيرات ن إضافة إلى شحنات تجارية إلى تركمستان ، كان ذلك في شهر نوفمبر 1994، وكانت القافلة تحت قيادة كولونيل من الاستخبارات الباكستانية ، ذكرت مجلة النيوزويك أن اسمه "سلكان أمير" وفي الطريق تعرضت هذه القافلة للنهب على يد أحد قادة جماعة سيد أحمد جيلاني في قتندهار اسمه منصور أغا ، (نيوزويك أوردت اسمًا أخر هو نياز وياند) ، وبعد ما انتشرت قصة سلب القافلة ونهب أموالها في وسائل الإعلام ، تحركت مجموعة طلاب المدارس الدينية في 3/11/1994م من منطقة "سبين بولدك" واشتبكت مع القائد المحلي الذي نهب القافلة حتى هزمته وألقت القبض عليه وأعدمته مع بعض رفاقه ، ثم قامت بتخليص القافلة ، وكان للعملية صدى كبير في مختلف وسائل الإعلام ، التي تحدثت عن حركة طالبان لأول مرة بهذه المناسبة .

لا تعارض بين ما قاله الملا عمر وتلك الرواية الأخيرة ، فهو تحدث عن ميلاد الحركة الذي يرجح أنه تم في شهر يوليو عام 1994م ، وبين ذيوع أمرها بعد ذلك بسبعة أشهر في موقعة سبين بولدك

الملفت للنظر أنه بعد الاستيلاء على سبين بولدك سقطت مدينة قندهار بيد طالبان ، وبدون مقاومة تذكر ، نظرًا لتشتت المجموعات المسيطرة على الولايات ، استطاعت حركة طالبان أن تسيطر على 3 ولايات أخرى مجاورة ، هي "هلمند ـ زابول ـ أوروزجان" وهم الذين لم يفكروا في تجاوز حدود قندهار كما أسلفنا ، وكما صرح بذلك لاحقًا اثنان من قادة الحركة هما مولوي أحمد الله ثاني ، وملا محمد حسن رحماني لمجلة "خبرنامه" في عدد أغسطس 1995م.
ظلت قوات طالبان تواصل تقدمها بعد ذلك ، حتى سقطت في أيديهم كابول في 27/9/1996م
اضافة رد مع اقتباس