134 نقطة زيادة في الفترة الأولى
المؤشر يتجاوز حاجز 12500 نقطة الشهر الجاري

محمد العبدالله (الدمام)
لعب تصاعد الثقة بشكل تدريجي دوراً حيوياً في تعاملات الجلسة الصباحية ليوم امس الاحد، مما ساهم في التحول العكسي لاتجاه المؤشر العام صوب الارتداد الايجابي، حيث استطاع تعويض الخسائر التي سجلها في مطلع التعاملات، ليقف على ارتفاع متوازن بعيداً عن الصعود العمودي، وعاد اللون الاخضر الى اغلب القطاعات المدرجة في السوق بعد غياب طويل ساهم في تراجع السوق وفقدانها لاكثر من 50% من القيمة السوقية التي وصلها قبل كارثة فبراير الماضي.
واغلق المؤشر العام على ارتفاع بلغ 134 نقطة ليقف 11773 مما ساهم في تقليص النقاط التي فقدها المؤشر خلال الجلسة المسائية ليوم امس الاول «السبت»، الامر الذي يعطي اشارات ايجابية بقدرة السوق على تجاوز «المطبات» التي تعترض طريقه، جراء ارتفاع ترمومتر الثقة لدى المستثمرين في السوق، بسبب الخطوات الاصلاحية التي اعتمدتها هيئة السوق المالية في الفترة الاخيرة، مما شكل عنصر تحفيز لقدرة السوق المحلية على تجاوز العراقيل التي كانت تحول دون انطلاقة المؤشر نحو الاعلى واعادة البسمة مجدداً لدى نحو 3 ملايين مستثمر في السوق المالي.
واوضح حسين الخاطر «مستشار مالي» ان العقلانية التي اتسمت بها حركة السوق مطلع الاسبوع الحالي، ساهمت كثيراً في احداث نوع من التماسك في السوق، بحيث انعكس بصورة واضحة على الارقام الايجابية التي حققتها اغلب الشركات المدرجة في السوق، مما انعكس على حضور اللون الاخضر على تلك الشركات خلال فترات الجلسات سواء الصباحية او المسائية، مشيراً الى ان الارتفاع البطيء يعطي نوعاً من التماسك للمؤشر للحفاظ على النقاط التي حققها، مما يوفر المناخ المناسب للانطلاق للأعلى بشكل افضل، بخلاف الارتفاع السريع الذي يخلق ردود افعال سريعة وجني ارباح، مما يسهم في احداث هزة في الثقة.
وقال: ان المؤشرات المتوافرة توحي بكسر حاجز 12 الف نقطة خلال الاسبوع الحالي، خصوصاً في ظل النقاط التي يسجلها السوق بشكل يومي، بحيث اصبح وصول المؤشر نحو 12 الف نقطة قاب قوسين او ادنى، بينما سيبقى المؤشر عند مستوى 12500 نقطة او اكثر منها خلال الشهر الجاري، مشيراً الى ان كسر حاجز 13 الف نقطة مرتبط بالنتائج المالية للشركات العاملة في البورصة، حيث سيبدأ في الانطلاق نحو تسجيل المزيد من النقاط باتجاه 14 الف نقطة، في حال اعلان الشركات عن النتائج المالية الايجابية خلال الربع الثاني للعام الجاري.
وقال د. عبدالله الحربي استاذ المحاسبة ونظم المعلومات بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ان سوق الاسهم يبدو اكثر تماسكاً وان هناك موجة تفاؤلية تخيم على تعاملات السوق وتوجد مزيداً من الثقة بين اطياف كافة المتعاملين، مشيراً الى وجود اربعة عوامل ساهمت في ظهور موجة التفاؤل، فالأول يعود الى ان جميع المتعاملين في السوق ادركوا ان مكررات الربحية وصلت الى قيم ومستويات متدنية للغاية بل اقل من معدل نمو ارباح معظم الشركات، وبالتالي اصبحت اسعار اسهم الشركات مغرية للشراء، اما العامل الثاني فيكمن في تنامي حالة التفكير الايجابي حيال السوق بين اوساط المتعاملين والمحللين، حيث اتفق الجميع ان السوق سوف يتعافى من كبوته وانه في طريقه للارتفاع، والعامل الثالث يتمثل في دخول السيولة الى السوق، بسبب الموقف والدعم الذي تلقاه السوق من الدولة بشكل مباشر، وكذلك من رئيس هيئة السوق المالية، والعامل الرابع يعود للوضع الاقتصادي القوي للمملكة متمثلاً في تماسك اسعار النفط عند مستوياتها التاريخية القياسية والتوقعات باستمرارها في المدى المنظور.