( من السوق ) لغة العقل
خالد العبدالعزيز
قدرة فائقة للسوق في اجتذابها للأموال، وقدرة أكبر على سحب المزيد من السيولة يوما بعد آخر.
هذا هو ما تحظى به السوق الآن من قوة شرائية، لم تكن لتأتي لولا تعاظم ثقة المستثمرين، من خلال ما أظهرته ادارة السوق من تفهم لاوضاع سوق غير طبيعية تعمل بمعزل عن اقتصاد متنام ومتين.

ودفع ذلك الى رفع الثقة بالسوق، وانعكس على إيقاعها، لتخرج بالامس بمؤشرات اضافية ومرضية من شأنها أن تدعم القناعات بالاتجاه نحو الانتظام .

والاستمرارفي رمي السوق لاشاراتها هو أمرجدير بالاهتمام ، وسيشحذ تفكير المتعاملين نحو فهم تلك الاشارات، وسيكون له مردوده في رفع المعدلات الشرائية عن ذي قبل، وما استحداث المستثمرين لمراكز استثمارية جديدة ذات مدى متوسط وطويل وفقا للمكررات الربحية المغرية بالشراء ، الا عنوان على حسن الفهم.

ومايجري الآن من توسع في القوة الشرائية ليس دليلا الا على ابتعاد عشوائية التعامل مع الاسهم، حيث يخفي انحسار المضاربات صفات غير مرغوبة، كانت السوق تتصف بها فيما سبق ولاتشجع على الاستثمار فيها.

ولغة العقل هي اللغة التي تسيطر حاليا، ويبرز من خلالها منطق السوق، حين تختفي المضاربات ذات الممارسات الفوضوية ، حيث لم تحصد منها السوق فيما سبق سوى التدهور المتوالي والاضطراب.

وانجذاب السوق بالامس الى مزيد من الانتعاش السعري، عززمن التركيز عليها، ولم تضعف بتاتا أمام عمليات جني الأرباح التي تعرضت لها في الدقائق السبع الاولى وأفقدت المؤشر العام نحو192نقطة، بل وسمح ذلك بمزيد من الدخول للقوة الشرائية، التهمت ما هو معروض أمامها، واعادت الاسعار الى ارتفاعها الذي تستحقه.

ومن عادة الاسواق في موجاتها الصعودية أن تلبس ثوباً مناسباً لها ، ومختلفاً عن ماكانت تلبسه في موجاتها الهبوطية، وسيكون لزاما على المستثمرين التعامل معها وفقا لمظهرها الجديد حين تقدم فيه الأدلة على تبدل تصرفاتها.

وأساسيات السوق كانت منطلقا لايقاظ المستثمرين ودفعهم إلى الاحتفاظ بأسهمهم، وتلمس أهداف سعرية أفضل سيكون مردودها أكثر من مردود الانجراف وراء تهميش المكاسب من خلال مضاربات لم تعد مجزية.

والمحبطون فيما مضى من سيطرة المضاربات الفوضوية وانحرافها بالسوق عن مسارها وأهدافها، هم اشد فرحاً الآن بانحسار تلك المضاربات ، حيث لم يتبق منها سوى مضاربات مرغوبة للسوق، فيما اختفت غير المرغوبة بكل ما أفاضت به من سلوكيات معقدة كرست عمقاً من التذبذب والاضطراب .