مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #2  
قديم 05/04/2006, 06:23 PM
الجاحظ الجاحظ غير متواجد حالياً
قلم مثقف بالمجلس العام
تاريخ التسجيل: 21/01/2004
المكان: الظهران
مشاركات: 1,453



بيان حول ما جاء في مؤتمر البحرين


بسم الله الرحمن الرحيم

بيان حول ما جاء في مؤتمر البحرين

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن ولاه أما بعد :

لقد شاركت اللجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم في مؤتمر العالمي لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم المنعقد في البحرين، بل كانت إحدى الجهات المنظّمة له، وكنّا مع بقيّة الزملاء نتابع آراء العلماء والقضاة والأساتذة الأكاديميين وغيرهم من المشاركين في المؤتمر، والذين تجاوزوا ثلاثمائة مشارك. فكان من ضمن نجاحات المؤتمر خروجه بتوصية محكمة، تخص شركة آرلا الدانمركية.

ونصّ هذه التوصية هو: ( يثمِّن المؤتمر موقف شركة آرلا التي أعلنت استنكار وإدانة الرسوم ورفضت أيّ مسوّغ لتسويغها، ويرى المؤتمر أن الخطوة هي البداية الصحيحة لفتح حوار بين أمانة المؤتمر والشركة لاتخاذ الخطوات المناسبة تجاه المبادرة)

ووجه إحكام هذه التوصية يتضح من خلال لفت النظر إلى أمور ثلاثة:

أولا: من جهة أنه أنصف هذه الشركة التي أعلنت براءتها واستنكارها من عمل الصحيفة وموقف الحكومة الدانمركية الداعمة لها، فكان لابُدّ من أن لا يُساوّى بينها وبين الشركات الأخرى التي لم تعلن البراءة والاستنكار.

فكان هذا التثمين من المؤتمر، الذي رفض أن يساوي بين المسيء وغير المسيء، وبين المقر على الخطأ والرافض له. وهذا من الإنصاف الذي نحن أهلُه، ولا أحد أقوم به من المسلمين.

ثانيا: لم يقرّر المؤتمر بتوصيته تلك إنهاء المقاطعة مع شركة آرلا لمجرّد إعلانها البراءة والاستنكار، وإنما علّقته بالرجوع إلى أمانة المؤتمر، لتقدير الإجراء المناسب تجاه هذه الشركة. لكي لا يتصوّر أحدٌ من عموم المسلمين أو من غيرهم أنّ مجرّد إعلان البراءة وحده كافٍ لإنهاء المقاطعة، بل ذلك تحكمه مصالح متعدّدة، تختلف من حال إلى حال.

ثالثا: بدلاً من أن تبقى المقاطعة بغير إدارة، مما سيؤدي إلى عدم جدواها مع طول المدّة، رأى المؤتمر أن تكون هناك مرجعيّة لإدارة هذه الأداة الدفاعيّة التأديبيّة (وهي المقاطعة). إذ لا يصح تصوّرُ بقائها بغير إدارة، إلا إذا تصوّرنا مشروعاً ما ينجح بغير تخطيط سليم ومرجعيّة تتابع الخطط وتقدّر لكل مرحلة ما يناسبها.

وبعد صدور قرار إنهاء المقاطعة مع شركة آرلا من أمانة المؤتمر، وبموافقة الشيخين الفاضلين اللذين لا يُشك في علمهما وأمانتهما: د. يوسف القرضاوي و د. سلمان العودة (وفقهما الله تعالى). فإننا نهيب بعموم المسلمين أن يقفوا مع علمائهم ومع قراراتهم، وأن يدركوا أن الانتصار للنبيّ صلى الله عليه وسلم ليس أمراً يمكن المزايدةُ عليه لأحد، فضلاً عن أن يُزَايَدَ فيه على علماء المسلمين ومفكريهم الذين تجاوزوا الثلاثمائة من المجتمعين في مؤتمر النصرة بالبحرين.

ثم إننا نود أن نوقف المسلمين على بعض المصالح الإسلامية التي تتحقق من خلال إصدار قرار إنهاء المقاطعة مع شركة آرلا، وأن نبيّن لهم بعضاً من الحيثيات التي دعت إليه.

أولاً: أن المقاطعة ليست حدّاً شرعياً ضدّ المسيء للنبي صلى الله عليه وسلم كما تصوّره البعض، فهي قضيةٌ مصلحيّة خاضعةٌ لاجتهاد العلماء: تنفيذاً وإنهاءً.

ثانياً: أن المقصود من المقاطعة الضغط على الحكومة الدانمركية لإنصاف المسلمين في قضيّتهم العادلة. وإذا تحقّق هذه الضغط: بالأثر الاقتصادي على الحكومة، أو بإظهار الصوت المعارض لموقفها من الشعب الدانمركي، فقد تحقق المقصود من المقاطعة.

وما وقع من شركة آرلا من براءة واستنكار، قد أحرج الحكومة الدانمركية إحراجاً كبيراً، حتى وصفت الشركة على لسان رئيس الحزب الحاكم بأنها ركعت للمسلمين وأنها خانت القيم الدانمركية. ومثل هذا الإحراج أقوى من استمرار المقاطعة معها، بل في تأييدها بغيرها من الشركات إذا فعلت فعلها ما يزيد من ذلك الصوت العادل في الدانمرك ظهوراً، ويزيد من إحراجه للدولة.

و نود من المسلمين أن يكونوا غير مبالغين في الأضرار الاقتصاديّة على عموم الاقتصاد الدانمركي، وهي أضرار نحن في اللجنة نعرف حقيقتها تماماً.

فلا ينبغي عليهم أن يكون لديهم غُلُوّ في تصوّر ما سوف تحققه المقاطعة؛ لأن هذا الغلوّ لن يجعل نظرتهم إلى مصالح استمرار المقاطعة أو إنهائها مع شركة أو دولةٍ نظرةً علميّةً صحيحة. وهذا الخلل في التصوّرات لا يبيح لغير العالم بحقيقة الأمر أن يتحدّث فيهــا، قال تعالى {ولا تقف ما ليس لك به علم}.

ثالثاً: إن إنهاء المقاطعة مع شركة آرلا مع ما أحدثه موقفها من إحراج للحكومة الدانمركية، يدعو الشركات الأخرى المتضرّرة أن تحذو حذو هذه الشركة، وبذلك يقوى الإحراج ويزيد الضغط على الحكومة.

رابعاً: إن إنهاء المقاطعة مع شركة آرلا يُظهر سماحة الإسلام وعَدْلَه، وأنه لا يؤاخذ غير المسيء الرافض للإساءة بعمل المسيء. وهو معنى إسلاميٌ دعويٌّ من الضروري أن نثبته للعالم الجاهل بحقيقة الإسلام الناصعة، وهو معنى يساعد على هَدْم الصورة النمطيّة التي يحاول بعض الغربيين أن يصوّروا الإسلام وأهله بها.

ولا يقال هنا : إن الشركة لا علاقة لها بالصحيفة أساساً، فلماذا دعي للمقاطعة ابتداءً؟!

لأن الجواب: أن الحكومة الدانمركية بوقفتها غير العادلة مع الصحيفة اضطرتنا إلى محاولة الضغط عليها، فاتخذنا أسلوب المقاطعة، للضغط على الحكومة. فإذا أمكن الوصول إلى هذا الهدف، بغير معاقبة غير المسيء، بل من تجاوز عدم الإساءة إلى أن يكون رافضاً للإساءة معلنا للبراءة منها محرجاً لدولته بذلك = فهذا ما نجد العدل والمصلحة في إنهاء المقاطعة معه أمراً ظاهراً.

خامساً: وهناك أخيراً أمورٌ عديدة لا نرى أن المصلحة تقتضي إظهارها في الوقت الراهن، مع أن ما أظهرناه سابقاً كافٍ لبيان صحّة قرار إنهاء المقاطعة مع شركة آرلا.

ولكن على عموم المسلمين أن يعلموا أن توحيد الجهود، وإظهار الأُلفة في هذه المسألة، التي قد كسبت الأمة فيها انتصارات عديدة، ونودّ أن نتوّجها بانتصارات أخرى، أن هذه الوحدة وتلك الألفة من أعظم ما ينبغي على الجميع الحرص عليه. وأن لا نقبل للاجتهادات الفرديّة (و لربما من غير أهل الاجتهاد) أن تعكّر علينا ذلك الإنجاز العظيم، وهو الوحدة والألفة.

وأخيراً ما أحوجنا إلى أن نحسن الاختلاف إذا لم نحسن الاتفاق، ولو في هذه القضيّة التي يتفق فيها جميع المسلمين، وهي نصرة النبي صلى الله عليه وسلم .

والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد، وعلى آله وصحبه ما تعاقبت شمسٌ وفرقد.

اللجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم
الأحد 4 ربيع الأول 1427 هجرية الموافق 2 إبريل 2006 ميلادية



==============================


البطحي : مسلمو الدنمارك طالبوا باستثناء (آرلا) من المقاطعة





أكد الناطق الرسمي باسم اللجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء، المهندس سليمان البطحي أن قرار استثناء شركة (آرلا) الدنمركية من المقاطعة من شأنه أن يقسم الرأي العام في الدنمرك إلى قسمين، وهذا "ما حدث فعلاً، وأصبح هناك رأي عام مؤيد لموقف الشركة من الرسوم، ورأي معارض، وهو رأي الحكومة والحزب الحاكم" الذي ذكر بأن الشركة خانت مبدأ حرية التعبير وركعت للمسلمين!!.

ويشدد "البطحي" على أن ما قامت به (آرلا) لا يُعدّ اعتذاراً، بل هو استنكار منها وشجب للرسوم وإدانة للتبريرات ، وأضاف مؤكداً: "وأعتقد أن هناك فرقاً كبيراً بين الموقفين".


وقال "البطحي": إن هذا القرار جاء بناءً على طلب من وفد مسلمي الدنمرك -خط المواجهة الأول – حسب تعبيره، "والمصلحة تقتضي أن نفكر بهم، ونجعلهم ضمن حساباتنا في أي قرار يُتّخذ".


ويرى "البطحي" أن أهم رسالة يرسلها قرار استثناء (آرلا) هي إظهار عدل وسماحة الإسلام في التعامل مع الآخر؛ "فديننا علّمنا أن نفرّق بين من أساء إلينا، ومن احترمنا، ووقف معنا في قضيتنا العادلة".


وتجاهل "البطحي" الانتقادات التي وُجّهت للمؤتمر ولقراره الأخير، وأكد أنها لم تصدر إلا من جهات محدودة وغير معروفه ، وماهي إلا "انفعالات تُترجم في بعض الأحيان على رسائل الجوال ولا تتعداها".


وختم "البطحي" كلامه قائلاً: من الإجحاف أن يحصر البعض مؤتمر النصرة بتوصية ويغفل عمّا تقدّمها من جهود، وعلى الجميع أن يتأمل من جديد عنوان ذلك المؤتمر، فقد كان للنصرة، وليس لمناقشة أحد فروعها، والذي أكد فيه على هذا السلاح (المقاطعة حق للشعوب) ووضع لها ضوابط لها وللنصرة.





س : هل يمكننا أن نسمي ما قامت به شركة (آرلا) اعتذاراً؟


ـ ما قامت به الشركة ليس اعتذاراً، ولكنها استنكرت، وأدانت ما قامت به تلك الصحيفة بنشرها للرسوم المسيئة، وأي تسويغات لذلك الفعل، وأعتقد أن هناك فرقاً كبيراً بين الموقفين. ولو أن الحكومة الدنمركية بادرت، واستنكرت نشر الرسوم لانتهى الأمر كله.




س : ما رأيكم فيمن يشكّك في مصداقية موقف الشركة، على أساس أنها اضطرت إليه نظراً لارتفاع خسائرها، جراء المقاطعة، مدللاً بتأخرها في إصدار هذا الموقف؟


ـ من حق الشركة أن تبحث عن مصالحها الاقتصادية، ولا أعتقد أن هناك شركة لا تبحث عن ذلك؛ وبالتالي ستبحث عن حلول لخسائرها، ولو كانت هذه الحلول على حساب أي مصالح أخرى؛ فالشركة حين رأت عدم اكتراث حكومتها لما تعانيه الشركات من خسائر بسبب موقفها، أخذت شركة (آرلا) بالمبادرة، ضاربة عرض الحائط بحكومتها والرأي العام في بلدها، وهذا يعني أيضاً أنها غامرت باحتمال خسارة سوقها المحلية داخل الدنمرك، وهو موقف جريء، حتى وإن كان متأخراً كما يراه البعض، إلا أنه يمكن الاستفادة منه في صالح القضية، وليس العكس.


ولو نظرنا إلى المسألة من منظار آخر لوجدنا أن أي شركة - ومن ناحية اقتصادية بحتة – ستبحث على المدى الطويل عن حلول وسوق بديل لتعويض خسائرها، وبالتالي لن يكون لمقاطعتنا معنى، أو أي قيمة، بل ستكون مثلها مثل مقاطعتنا للبضائع الأمريكية، فتنتهي مع الزمن بدون أي فائدة.




س : ثمّن مؤتمر النصرة موقف شركة (آرلا) في توصياته النهائية، ولم يدع إلى رفع المقاطعة عنها، بينما صدرت توصية مستقلة بعد المؤتمر تدعو إلى استثناء شركة (آرلا)، فلماذا تأخرّت هذه التوصية؟ وما هي أبعاد هذا القرار ومسوّغاته؟


ـ لقد جاء في بيان المؤتمر الختامي ما يلي:


"يثمن المؤتمر موقف شركة (آرلا) التي أعلنت استنكار وإدانة الرسوم، ورفضت أي مسوّغ لتسويغها، ويرى المؤتمر أن هذه الخطوة هي البداية الصحيحة لفتح حوار بين أمانة المؤتمر والشركة لاتخاذ الخطوات المناسبة تجاه هذه المبادرة".


فالتوصية التي صدرت بعد المؤتمر كانت ضمن ما جاء في البيان، ونتيجة للحوار الذي تم بين أمانة المؤتمر ومندوبي الشركة على القيام ببعض الأعمال التي تساهم بها الشركة، وهي الخطوة المناسبة التي أُشير إليها في البيان.


كما أن هذا القرار جاء بناءً على طلب من وفد مسلمي الدنمرك -خط المواجهة الأول - الواقعين تحت ضغوط كبيرة، والمصلحة تقتضي أن نفكر بهم، ونجعلهم ضمن حساباتنا في أي قرار يُتّخذ.




س : ما هي الرسائل التي تريدون إرسالها من خلال رفع الحظر عن شركة (آرلا)؟


ـ أهم رسالة في اعتقادي هي إظهار عدل وسماحة الإسلام في التعامل مع "الآخر"؛ فديننا علّمنا أن نفرّق بين من أساء إلينا، ومن احترمنا، ووقف معنا في قضيتنا العادلة.




س : واجه قرار استثناء شركة (آرلا) انتقاداً حاداً على ساحات الحوار في الإنترنت، واتُّهم المؤتمر بأنه يهدف إلى خذلان الأمة، وشق وحدتها، وتشتيت جهودها، وأن المؤتمر استُغِلّ لتحقيق أهداف الحكومات، خصوصاً مع من يقول بأن المؤتمر لا يمثل إلا نفسه. ما قولكم؟


ـ لم أسمع انتقادات للقرار إلا من جهات محدودة، وهي لم تحدّد ماذا تريد من المقاطعة؛ فبعضهم قال: هي أبدية اعتذروا أم لم يعتذروا، وآخرون طالبوا بإقامة الحد على الرسامين ورئيس تحرير الصحيفة، بل إن بعضهم قال: لو اعتذرت الدانمرك للمسلمين فرداً فرداً، ودخلوا في الإسلام فلن يغير من الوضع شيئاً.


هل ترى أن مطالبهم قد توحدت، أو أن بعضها قابل للتنفيذ، أم هي انفعالات تُترجم عبر رسائل الجوال ولوحات مفاتيح (الكمبيوتر) ولا تتعداها؟


فهل يكفي البعض الخسائر التي تُمنى بها شركة أو أفراد كانوا يعملون لها؟ وهل سيسعى هؤلاء كأفراد مشتتين إلى المطالبة ورفع أصواتهم هناك للتظلّم، ومن سيلتفت لهم؟ وما الفائدة التي ستعود علينا كمسلمين من ذلك؟ وأي صورة سترسخ في ذهن هؤلاء عن الإسلام؟ وأي حكومات تلك التي كانت لها أهداف، واستغلت المؤتمر لتحقيق أهدافها من خلاله؟


س : المؤتمر يمثل أكثر من (350) عضواً حضروا من أنحاء مختلفة من العالم بأطيافه كافة، ومنهم من يُشهد له بالعلم والفضل، وكانوا ينظرون للأمور من المصلحة الدعوية المتحققة من أي عمل بدون أي عواطف أو تشنجات؟


ـ لماذا لا ننظر للأمر من زاوية أخرى، وهو أن استثناء شركة (آرلا) يمكن أن يحدث شقاً في الرأي العام في الدنمرك - وهو ما حدث فعلاً- وأصبح هناك رأي مؤيد لموقف الشركة من الرسوم وتبريراتها واعتباره من حرية التعبير، ورأي معارض، وهو رأي الحكومة والحزب الحاكم. الذي ذكر بأن الشركة خانت مبدأ حرية التعبير وركعت للمسلمين!!. أفلا ترى أن نثمن ونقف مع الرأي المعارض لموقف الحكومة وحزبها الحاكم؟!!.




س : ما رأيك فيمن يقول: المقاطعة موجّهة لدولة وليس لشركة؟


ـ المقاطعة موجّهة لهدف محدد، وإلاّ وجب علينا أن نوسعها لتشمل دولاً أخرى صدر من بعض صحفها ما صدر من الصحيفة الدنمركية، والدولة تضم حكومة وشعباً، ما ساءنا هو تصرف الحكومة الدنمركية بالتحديد في تعاملها مع القضية.


إذن لماذا نعاقب الشركات التي استنكرت بسبب سوء إدارة للأزمة من قبل الدولة؟ هل هذا من العدل؟ وهنا نعود إلى معنى المقاطعة، ألا وهي أن تكون لهدف واضح، وهو توصيل رسالة إلى الحكومة والشعب بأن ما حدث قد أساء للمسلمين.




س : كيف كان تفاعل الأسواق التجارية مع قرار أمانة المؤتمر استثناء شركة (آرلا)؟


ـ منتجات (آرلا) عادت إلى الأسواق قبل قرار المؤتمر الأخير، ولو تابعتم بعض ما نُشر عن عودة بضائعها لبعض الأسواق الخليجية لعلمنا أن المقاطعة في طريقها إلى الانتهاء واقعاً، وإن ذاكرة بعض المستهلكين تضعف وتفتر هممهم مع الوقت، بل إن قرار المؤتمر باستثناء شركة (آرلا) هو من أعاد سخونة الموضوع بعد انتهاء أزمة الأسهم، في حين أن المؤتمر، وما صدر عنه من توصيات عظيمة لم يلتفت لها، بل لم يعر المؤتمر اهتمامهم أثناء إقامته، والذي كان لنصرة النبي- صلى الله عليه وسلم-، ولابد أن يراجع الجميع حساباتهم، فالنصرة لا تنحصر في المقاطعة، ماذا لو توقفت المقاطعة بسبب تقادم العهد هل نوقف النصرة؟




س : هل لكم أن توضحوا لنا موقف مسلمي الدنمرك من المقاطعة، ومن شركة (آرلا) على وجه التحديد؟


ـ جاء هذا التوضيح في مداخلة للشيخ رائد حليحل؛ إذ قال ضمن مداخلته:


.... وإن كان لا بد من كلمة أعلم أن الكثير يسأل عنها، وهي قضية المقاطعة. فأنتم أعلم منا أننا -مسلمي الدانمرك- لم نطالب بالمقاطعة، ولن نحث عليها، ولم نطالب الناس بها، ولكنها وقعت ردة فعل من الشعوب الإسلامية، وإن دلّت على شيء فإنما تدلّ على أن قلوبهم قد غلت بالإهانة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وإن كان لا بد اليوم من موقف فإن إخوانكم من اللجنة التي أتت من الدنمرك تلتمس منكم أن تقدروا الظرف الحالي الذي تعيشه هذه المرحلة في الدنمرك، مسلمون وغيرهم، وأننا لا بد أن نثمن عالياً موقفاً ليس فقط شركة(آرلا)، إنما أي جهة من الدنمرك تتبرأ من عمل الصحيفة، فلا بد أن نرسل لها رسالة إيجابية لنبين لهم عدلنا نحن كمسلمين، وأننا لا يمكن أن نظلم أحداً...


أعتقد أنها رسالة واضحة ومن الإجحاف والأنانية إذا أهملنا إخواننا، ولم نفكر بمصالحهم.




س : هناك من يرى أن هذه التوصية هي بمثابة المسمار الأخير في نعش المقاطعة الاقتصادية لبضائع الدنمرك، بينما يحصر البعض مؤتمر النصرة في هذه التوصية الأخيرة. ما ردّكم على هذا الكلام؟


ـ المقاطعة الاقتصادية وسيلة وليست غاية؛ فالمقاطعة كما يقول بعض أهل العلم سلاح يُستعمل حين يلحق الضرر بمرتكب المخالفة أو الجريمة فرداً كان أو جماعة أو دولة، ولا يُستعمل إذا لم يكن مؤثراً، أو إذا كان من شأنه أن يلحق الضرر بالمقاطِع (بكسر الطاء) لا المقاطَع (بفتح الطاء)، وحين نشعر أن سلاح المقاطعة فقد تأثيره فلزاماً على أهل العلم التحرك لحماية هذا السلاح (المقاطعة) للتلويح به مستقبلاً لو جدّ جديد.


ومن الإجحاف أن يحصر البعض مؤتمر النصرة بتوصية، ويغفل عمّا تقدم تلك التوصية من جهود، وعلى الجميع أن يتأملوا من جديد عنوان ذلك المؤتمر؛ فقد كان للنصرة، وليس لمناقشة أحد فروعها، والذي أكّد فيه على هذا السلاح (المقاطعة كحق للشعوب)، ولم يلزم المؤتمر الشعوب بالتوصية الأخيرة.