الاختلاط

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد
فالإختلاط بين الرجال والنساء لا يجوز إلا في الضرورات مثل الأسواق وملا يمكن التحرز منه ،على أن تكون النساء على
قدر من الحشمة والرجال على قدر من الإخلاق وغض البصر ولقد تحرز رسولنا في قضية المرأة
والإختلاط بها أكبر تحرز فعَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ قَالَ لِي صلى الله عليه وسلم إِنَّ خَيْرَ طِيبِ الرَّجُلِ مَا ظَهَرَ رِيحُهُ وَخَفِيَ
لَوْنُهُ وَخَيْرَ طِيبِ النِّسَاءِ مَا ظَهَرَ لَوْنُهُ وَخَفِيَ رِيحُهُ،وقال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرُ مَسَاجِدِ النِّسَاءِ قَعْرُ
بُيُوتِهِنَّ، و قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا وَشَرُّهَا آخِرُهَا وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخِرُهَا وَشَرُّهَا
أولها،وقال صلى الله عليه وسلم إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَرَأَيْتَ الْحَمْوَ قَالَ
الْحَمْوُ الْمَوْتُ وَمَعْنَى قَوْلِهِ الْحَمْوُ أي أَخُو الزَّوْجِ كَأَنَّهُ كَرِهَ لَهُ أَنْ يَخْلُوَ بِهَا،وعَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ
بِامْرَأَةٍ إِلَّا كَانَ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ كل ذلك تحرز من الخلوة والإختلاط ولفت النظر صيانة لشعور الرجال والنساء
وحفاظا على الأخلاق، والتوجيه الطبيعي السليم للغرائز الإنسانية التي هي من فطرة الله للإنسان وذلك الميل الطبيعي
من الرجل للمرأة وبل العكس ، وانظروا إلى قوله تعالى (وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى
اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(31) ) فمجرد أن يتخيل الرجل الزينة المخفية عند المرأة لا يرضاها الله
عز وجل لعباده منعا لمصيبة الزنى وعلى هذا كله لا يجوز الإختلاط في المدارس والجامعات والوظائف العامة
والخاصة
والله أعلم