مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #7  
قديم 03/03/2002, 10:42 PM
السلطانة السلطانة غير متواجد حالياً
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 29/12/2001
المكان: جدة
مشاركات: 2,219
فضل شهر الله المحرم :

الله يصطفي ما يشاء من الزمان والمكان :
قال العز بن عبد السلام رحمه الله : وتفضيل الأماكن والأزمان ضربان : أحدهما : دنيوي .. والضرب الثاني : تفضيل ديني راجع إلى أن الله يجود على عباده فيها بتفضيل أجر العالمين ، كتفضيل صوم رمضان على صوم سائر الشهور ، وكذلك يوم عاشوراء .. ففضلها راجع إلى جود الله وإحسانه إلى عباده فيها .. [ قواعد الأحكام 1/ 38] .

فضل الإكثار من صيام النافلة في شهر محرم :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم ) [رواه مسلم 1982] .
قوله : ( شهر الله ) إضافة الشهر إلى الله إضافة تعظيم ،
قال القاري : الظاهر أن المراد جميع شهر المحرم .
ولكن قد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصم شهراً كاملاً قط غير رمضان ، فيحمل هذا الحديث على الترغيب في الإكثار من الصيام في شهر محرم لا صومه كله . وقد ثبت إكثار النبي صلى الله عليه وسلم من الصوم في شعبان ، ولعل لم يوح إليه بفضل المحرم إلا في آخر الحياة قبل التمكن من صومه ... [شرح النووي على صحيح مسلم] .




فضل صيام عاشوراء :
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ( ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء ؛ وهذا الشهر يعني شهر رمضان ) [رواه البخاري 1867] . ومعنى ( يتحرى ) أي : يقصد صومه لتحصيل ثوابه والرغبة فيه .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( صيام يوم عاشوراء إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله ) [ رواه مسلم 1976] . وهذا من فضل الله علينا أن أعطانا بصيام يوم واحد تكفير ذنوب سنة كاملة ، والله ذو الفضل العظيم .



استحباب صيام تاسوعاء مع عاشوراء :
* روى عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا : يا رسول الله ، إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع ) . قال فلم يأتِ العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم [رواه مسلم 1916] .
* قال الشافعي وأصحابه وأحمد وإسحاق وآخرون :
يستحب صوم التاسع والعاشر جميعاً ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم صام العاشر ، ونوى صيام التاسع .
وعلى هذا فصيام عاشوراء على مراتب : أدناها أن يصام وحده ، وفوقه أن يصام التاسع معه ، وكلما كثر الصيام في محرم كان أفضل وأطيب .



الحكمة من استحباب صيام تاسوعاء :
* قال النووي رحمه الله : ذكر العلماء من أصحابنا وغيرها في حكمة استحباب صوم تاسوعاء أوجهاً :
- أحدها : أن المراد منه مخالفة اليهود في اقتصارهم على العاشر .
- الثاني : أن المراد به وصل يوم عاشوراء بصوم ، كما نهى أن يصام يوم الجمعة وحده ، ذكرهما الخطابي وآخرون .
- الثالث : الاحتياط في صوم العاشر خشية نقص الهلال ووقوع غلطٍ ، فيكون التاسع في العدد هو العاشر في نفس الأمر . انتهى .
* وأقوى هذه الأوجه هو مخالفة أهل الكتاب ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: نهى صلى الله عليه وسلم عن التشبه بأهل الكتاب في أحاديث كثيرة مثل قوله في عاشوراء : ( لئن عشتُ إلى قابل لأصومن التاسع ) [الفتاوى الكبرى ج6 سد الذرائع المفضية إلى المحارم] .
* وقال ابن حجر رحمه الله في تعليقه على حديث : ( لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع ) : ما هم به من صوم التاسع يحتمل معناه ألا يقتصر عليه بل يضيفه إلى اليوم العاشر إما احتياطاً وإما مخالفة لليهود والنصارى وهو الأرجح ، وبه يُشعر بعض روايات مسلم . [فتح 4/245] .
اضافة رد مع اقتباس