مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #5  
قديم 14/01/2006, 06:08 PM
أبو راس أبو راس غير متواجد حالياً
مشاكس اجتماعي بالمجلس العام
تاريخ التسجيل: 30/10/2005
المكان: الكرة الأرضية
مشاركات: 1,846
شفت الموضوع زحمة .. قلت ليه ما أشارك (ما يحب التجمهر )


مقالتان جميلتان نشرتا في جريدة الجزيرة لهم علاقة مباشرة بالموضوع ،،،


الأولى لرئيس التحرير خالد المالك

والثانية بقلم الأستاذ محمد بن عبداللطيف آل الشيخ





قناة الجزيرة!!
بقلم: خالد المالك



على مشهد جثث القتلى..
ومعاناة المصابين..
مع هذه الفواجع..
وحيثما تكون الكوارث..
تأتي (قناة الجزيرة) ومثلما عوَّدتنا دائماً لتمارس متعتها في تعذيب واستفزاز مشاهديها بمعلومات مغلوطة..
ولتمارس - بلا إنسانية - كل ما يُدمي القلب من كلام لا يليق ولا يصح أن يُقال، فضلاً عن أنه محاكاة ل(أكاذيب تكشفها حقائق) وإحياء لهذا البرنامج بعد قرابة أربعة عقود من غيابه وغياب مقدّمه أحمد سعيد.
إنها قناة مشبوهة ولا شك، وقد ولدت لتكون خنجراً في خاصرة أمتنا العربية، استجابة لرغبات من لا يريد لنا الخير وتحقيقاً لمآربه وأهدافه..
بما تقدِّمه في جميع برامجها الموجهة ضمن دائرة الأهداف المرسومة لها..
وبانتقائها للعناصر الإعلامية التي تعمل فيها بتمكّن وكفاءة ووفق مواصفات رؤي أنها تستجيب لكل هذه الأهداف..
وبكل سياساتها وأسلوب أداء الخدمة التي تقدِّمها بما في ذلك التخطيط المسبق الذي يمكِّنها من أداء هذا الدور المشبوه للوصول إلى أهدافها.
إنها قناة تتمتع بدعم مالي هائل، وتمارس بثها دون النظر إلى عامل الربح والخسارة، مثلما هي بقية القنوات الفضائية في شتَّى أنحاء العالم، حيث هي خارج هذه الحسابات، نظراً لأنها مموَّلة من الحكومة القطرية، وتلقى منها من الدعم ما يكفي ويفيض..
وهي قناة تتمتع أيضاً بمظلة من الحماية التي تعطيها الحق في الإساءة للدول والشعوب والحكومات والقيادات، دون أن تحمِّل الحكومة القطرية - كما هي الأعراف - نفسها مسؤولية هذا السلوك المشين لقناة تموَّل منها وتبث من أرضها.
هذه القناة تنتهز الفرص كلما كانت مواتية - وهي كثيرة - وتركِّز عليها حين تكون منسجمة مع قناعاتها وتوجهاتها ..
بل إنها تتصيّد الحوادث، وتحديداً حين تكون في منطقتنا، بأمل إلحاق الضرر بها ..
فضلاً عن أنها تتحين المناسبات التي تناسب مزاج أصحاب هذه القناة وتتلاقى مع أهدافهم..
لتوغل بعد ذلك في الحقد والكراهية وإلقاء المزيد من الاتهامات والإدانات للغير بخبث ولؤم..
وبخاصة مع توفر الرغبة لدى عناصرها القادرة على ممارسة هذا الدور ضد الآخرين..
مستفيدة مما لديها من مال كثير يمكّنها من استقطاب من يوصلونها إلى ما تريد وإلى ما تنوي أن تفعله..
وهذا الكلام لا نقوله من فراغ، ولا نتحدث به وعنه بتأثير من موقف أو استجابة لحالة، ولا هو عن حسد مما هي عليه هذه القناة..
إذ ما أسعدنا أن نرى قناة كقناة الجزيرة وهي تتمتع بكل هذه الإمكانات البشرية والفنية والمادية التي ترسل بها لنا إشارات على بلوغها سن الرشد، وعلى تمتعها بإعجاب المشاهدين فعلاً..
وهي تستطيع أن تفعل ذلك لو أنها تخلَّت عن أي شيء يسيء إلى الأمة، وانحازت إلى ما يعمِّق صلتها بمن تتحدث بلغتهم، وتدّعي أنها تقدِّم لهم ما يرضيهم، وهو كلام يحتاج إلى دليل وإلى برهان وإلى ما يؤكِّد سلامة هذا الرأي.
لماذا نذهب بعيداً، ونتحدث عن هذه القناة دون أن نعطي ولو إشارة صغيرة لما كان سبباً في إثارتنا لكتابة هذه السطور عن القناة القطرية..
لن نسترجع كل سقطات قناة الجزيرة منذ إطلالتها وإلى اليوم - وهي كثيرة - لكننا سنكتفي بكلام موجز ومختصر عن تعاملها مع موسم حج هذا العام..
حيث يغنينا الحديث عن موقفها من خدمة ثلاثة ملايين مسلم حجوا هذا العام بما لا حاجة لنا ولكم إلى المزيد.
أولاً: تحتج هذه القناة بأنها تُمنع من أن تكون ضمن عشرات القنوات وآلاف الإعلاميين الذين يُمكّنون سنوياً من نقل شعائر الحج، وإذا كان ذلك صحيحاً فإن هذا المنع الذي تدعيه لم يحل دون نقلها (الانتقائي) لما يجري في الأماكن المقدسة.
ثانياً: يلاحظ أن القناة تتعمد عدم نقل أي صورة إيجابية عن الجهود التي تبذل من أجل راحة الحجيج وتسهيل مناسك حجهم، مع علمها بما يبذل من جهد ومال وتضحيات كبيرة من أجل إنجاح الحج في كل عام على نفقة المملكة العربية السعودية وجهدها، وهي لا تُلام في ذلك، لأن مثل هذا النقل الإيجابي لا ينسجم مع سياسة القناة، ولا مع رغبات من يوجهها أو يقدِّم الدعم والمساندة لها.
ثالثاً: في موسم حج هذا العام شاء الله أن يحفل بحادثين مأساويين وكانا خارج الإرادة، وهما:
سقوط مبنى بجوار الحرم المكي الشريف ووفاة بعض الحجاج، ومثله تدافع الحجاج على رمي الجمرات في ثاني أيام التشريق ووفيات كبيرة بينهم، وهي حوادث مسبّبة ومبررة ولا يمكن أن تلقى أسبابها بغير ما تم تأكيده من الجهات الرسمية..
لكن قناة الجزيرة لم تفوِّت فرصة كهذه، فتعاملت مع الأولى بادعاء غريب تمثَّل في زعمها بأن طائرة سقطت على المبنى وبالتالي تعرض للانهيار، وهو مشهد لم تثره ولم تقل به غير هذه القناة، وفي الحادث الثاني لجأت إلى أسلوب بليد باستجداء بعض الحجاج، والطلب منهم إعطاء إفادات لها تخالف ما تقوله السلطات الرسمية التي باشرت الحادث، وهي وإن حصلت على بعض ما تتمناه، فقد ألقمها المنصفون - وهم الأغلب - حجراً هو بعض ما تستحقه.
والسؤال: إلى متى وهذه القناة تستغفل هذه الأمة، وتزايد على قضاياها، ويعتقد بعض إعلامييها أنهم قادرون على إقناعنا بما لا يمكن لإنسان سوي أن يصدق به؟..
ألم يتعظ هؤلاء من دروس الإعلام المماثل في حقبة الستينيات، ومتى يتعلّمون بأن الإعلام رسالة وأخلاق وصدق، وأنه ميثاق شرف يلتزم به أصحاب الضمائر الحيَّة وأولئك الذين لا يغريهم أي شيء في مقابل حب الوطن والإخلاص له، متى؟!







أليس في قطر (القناة) رجلٌ رشيدٌ؟
محمد بن عبداللطيف آل الشيخ



لا أعتقد أن ثمة قناة فضائية بين الفضائيات العربية مثل قناة الجزيرة، فهي مرآة صادقة وأمينة للإنسان العروبي الديماغوجي، الذي يدعي الرصانة والمهنية شكلاً، ويرفضها موضوعاً، إنها - للأسف - شكل من أشكال إعلام (الجعجعة) والإرجاف الذي بذر بذرته الأولى أحمد سعيد (جوبلز العرب) في الستينيات، وحط رحاله أخيراً على ضفاف الخليج في قطر.
وهي من زاوية أخرى تنضح بفكر لا يرى في الخليج، ولا أهل الخليج، إلا أنهم مجرد (بئر بترول) وجيوب مترعة بالدولارات، عليهم الدفع، وعلى (عرب الشمال) العمل والتفكير والتنظير وتعليمهم كيف يديرون شؤونهم الإعلامية وغير الإعلامية.. قناة الجزيرة هي بالمقاييس التنموية مرآة تخفي وراءها مأساة التنمية البشرية في قطر؛ تُظهر (قادتها)، وبشكل مزور، بأنهم متحضرون، يؤمنون بحرية الكلمة، والرأي والرأي الآخر، لترضي غرورهم، وشعورهم بالنقص، بينما تعطيهم - كقطريين - أدوار (الكومبارس).. فالقطري في الجزيرة لا يفقه إلا في (التعليق) الرياضي، وإذا غلبت الروم يستعرضُ أخبار الصحف، وبجانبه يلتصقُ (عروبي) مهندم بربطة عنق أنيقة، يهز رأسه مُبدياً إعجابه بالشاب القطري (الواعد) الصغير، ولسان حاله يقول: المستقبل المشرق في انتظارك يا صغيري، استمر!.. أما الفكر، أما التحليل السياسي، أما الثقافة، أما الإعلام، فلم تلد أم قطرية حتى الآن رجلاً كفؤاً يليقُ بهذه المهام في رأي (الممولين) على ما يبدو.. فالعاملون في هذه القناة ابتداءً من إدارييها ومروراً بمن يتولى أعمال التنظير ورسم السياسات والإعداد والتقديم وانتهاءً بأصغر عامل فيها هم من عرب الشمال في الغالب.
إنها بالمختصر المفيد تفضحُ - للأسف - الإنسان القطري وتتحدث عن كسله واتكاليته وعجزه عن إدارة شؤونه بنفسه، قبل أن تخدم قضاياه.
يقولون: إن قناة الجزيرة أمضت من عمرها (المديد) عشر سنين، وإنها أقامت مراكز تدريب متخصصة في الأداء التلفزيوني المهني للعرب.. فتسأل: ماذا أعطت هذه القناة ومركزها التدريبي لتنمية الإنسان القطري (صاحب الدار) خلال عقد من الزمن؟.. فلا تجد ثمة سوى (صفر) ضخم، فهل يُعقل - بالله عليكم - أن ليس هناك، وخلال عشر سنوات كاملة، إنسان قطري واحد يستطيع أن يُدير هذه القناة - مثلاً - أو مقدم أو مُعد لأحد برامجها، أو حتى (مذيع) رئيسي فيها؟.
والمتابع لقناة الجزيرة يجد أنها لا تمثل الخليج، ولا إنسان الخليج، بقدر ما تخدمُ فكراً يراوح بين القومية العروبية من جهة والإسلاموية الحزبية من منظور (إخواني) من جهة أخرى، وبين الحين والآخر يُحاولُ القائمون على هذه القناة (إرضاء) الدبلوماسية القطرية وإبرازها كدولة (مؤثرة) في سياسات المنطقة ذراً للرماد في عيون ساسة قطر؛ رغم أن الجميع يعلمون أن الدوحة كعاصمة يمضي عليها شهور حتى يحط في مطارها سياسي أو حتى رجل أعمال ذو قيمة، وقيمتها الدولية لا تتعدى قيمة قاعدة (العديد) الأمريكية ليس إلا.. والذي يعرفُ ما يدور خلفَ الكواليس يعي أن آخر المستفيدين من هذه القناة في حسابات الأرباح والخسائر هم أهل قطر، وأول المستفيدين هم العاملون العرب في هذه المحطة؛ هذا إذا كان الإعلام في المحصلة يُقاس بمصالح أهل الدار أولاً.
ولا يحتاج المرء لأن يكون متخصصاً في الإعلام ليدرك أن ثمة موقفاً (ضدياً) في تعامل هذه القناة مع كل الأخبار التي لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالمملكة، ولعل خبر انهيار مبنى الغزة في مكة مثال يُشير بوضوح إلى ما أقول، قناة الجزيرة (فبركت) خبراً أن حادث الانهيار نتج عن ارتطام طائرة هليكوبتر بالمبنى الأمر الذي أدى لانهياره؛ ليكتشف الجميع أن الخبر مختلق من أساسه، وأن ثلاثة ملايين حاج بإمكانهم أن يتأكدوا من الخبر بأنفسهم.. ومثال آخر يؤكد صحة ما أقول وهو تغطيتها المتحيزة لتدافع الحجاج على الجمرات وقولها بأن السبب يعود إلى أن شخصية سياسية كبيرة كانت تقوم برمي الجمرات وتقدم لها التسهيلات على حساب راحة بقية الحجاج، مما أدى إلى وفاة هذا العدد الكبير.
وإذا كان الشيء بالشيء يُذكرُ فمازلنا نتذكر كيف تبنت الجزيرة مسرحية (أبوعدس) لمجرد أن تقحم السعوديين في جريمة اغتيال الحريري، ولعل من ألف وأعد تنفيذ تلك المسرحية كان يعي تماماً أن قناة (الجزيرة) ستتلقفُ هذا الخبر، وستفرح به، وستمرره بكل قوة، طالما أن الخبر يقحم السعوديين في القضية؛ وهذا ما حدث كما يتذكر الجميع؛ ليكتشف (دهاة) الرأي والرأي الآخر متأخرين أنهم وقعوا في (مطب) لا يقع فيه محترف يحترم مهنته كما يقدمون أنفسهم، كشفهم قبل أن تكتشف على وجه الدقة حقيقة من اغتال الحريري.
إن قناة الجزيرة في تقديري تتحدث بشكل فاضح عن مأساة الإنسان القطري، وعن التفاوت بين (طموحاته) من جهة وقدراته وإمكانياته من جهة أخرى، وعن التنمية البشرية وكيف تدار هناك، وعن الثروة (الوطنية) عندما يستغلها الوافدون، ويحرم أهلها من حصاد حقولهم وثمار ما يغرسون.. فالتنمية البشرية ليست أن تستورد (كل شيء)، ابتداءً من (الإنسان) ومروراً بالمعرفة والآلة والتكنولوجيا، وانتهاءً بالأيديولوجيات، ولكنها أولاً وأخيراً أن تصنع من أهل الدار عقولاً ومتخصصين وأيدي عاملة يدبرون شؤونهم بأنفسهم، لا عن طريق غيرهم.
والسؤال: هل يُدرك القطريون ذلك؟.. بصراحة أشك في ذلك بقوة؛ فالإنسان القطري (العامل) في قناة الجزيرة، وإدارة هذه القناة وسياساتها، وطريقة توظيفها لخدمة المصلحة القطرية أوضح مثال.
اضافة رد مع اقتباس