في عام 1945 تأسست الجامعة العربية على يد سبع دول عربية، كان عدد سكان تلك الدول لا يتجاوز 30مليونا، وحاليا الجامعة تحت مظلتها 22 دولة عربية عدد سكانها حوالي 300 مليون، ومنذ ذلك التاريخ لم تنجح الجامعة في معالجة المشاكل العربية ـ العربية، ولم تستطع حل الشقاق العربي الذي يتسع يوما بعد يوم، وخير دليل على ذلك الفشل موقف الجامعة المتخاذل من الغزو العراقي الذي كشف عن الصورة الحقيقية لتردي حالها وضعفها في إرجاع الحق لأصحابه ووقف المعتدي على شقيقه العربي.
إذن الجامعة العربية أصبحت عاجزة عن حل النزاعات بين الدول العربية وغير قادرة على القيام بالدور الذي أنيط بها في جمع الكلمة العربية التي ضاعت من أمد طويل، ونحن لسنا بحاجة إلى مبادرات الجامعة التي خذلتنا في أحلك الظروف وضياع البلد، ولو آمنا أو رضينا بالحل العربي لما رجعت الكويت حتى الآن!
جولة الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى إلى بغداد وتبنيه طرح المبادرة العراقية على الكويت تعكس الحالة الضعيفة والمريضة التي وصلت إليها ـ الجامعة ـ والتي يصعب علاجها أو الرجاء في شفائها، لأن نفخ الروح في جسدها ـ شبه الميت ـ يكون من رابع المستحيلات، خصوصا ان أخذ المبادرات على علاتها وطرحها على الجانب الكويتي ليست مهمة الأمين العام، فمن غير المعقول أن يتبنى السيد موسى المبادرة العراقية التي سبق أن طُرحت في أكثر من مناسبة، فهي لا تقدم ولا تؤخر بل انها كشفت عن فشل الأمين العام وهو ما أفصح عنه في الوقت الضائع.
كان على السيد عمرو موسى أن يختصر طول المسافات وعناء السفر، وكان عليه قبل انطلاقه من مكتبه في ميدان التحرير بالقاهرة أن يوجه رسالة الى العراق بأن أي تسوية يجب ألا تخرج عن المنظومة الدولية وقرارات مجلس الأمن الدولي وألا يكون هناك مجال للتلاعب أو التدليس على مثل هذه القرارات، لكن السيد موسى، للأسف، لم يفعل ذلك ورغب بشد الرحال إلى بلاد الرافدين والتمتع بنهري دجلة والفرات وسماع الاسطوانة العراقية المشروخة التي تعزف على التصدي الدولي والعربي، حيث نجحت في إيصال الرسالة إلى الأمين العام ليأخذ زمام الأمور في حمل المبادرة العراقية وطرحها على الكويت والسعودية اللتين رفضتاها جملة وتفصيلا.
نهمس في أذن عمرو موسى ونقول ان دورك لا ينحصر في نقل المبادرات العراقية التي تريد الخروج على القرارات الدولية، فأنت أمين عام للجامعة ولست مبعوثا عراقيا يمثل وجهة النظر العراقية!
FaloTibe @hotmail.com
تصدر عن دار الوطن للصحافة والطباعة والنشر - الكويت رئيس التحرير: محمد عبدالقادر الجاسم

مقالات فيحان العتيبي - الأربعاء 30/1/2002