مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #32  
قديم 26/11/2005, 12:42 AM
راشــد راشــد غير متواجد حالياً
عضو سابق بلجنة تطوير المجلس العام
تاريخ التسجيل: 25/11/2002
المكان: سجن الحياة
مشاركات: 2,298
ما أجمل بعض النقد ,, من افضل ماقرأته عنها وبالذات الأسطر الأخيرة والتي تحتها خط لأنها تعتبر فعلا
الواقع الصحيح للرواية وكاتبتها وقد عبر عنها الأستاذ محمد أبو حمراء أجمل تعبير وقد وجدتها في موقعها :


مقالة نقدية لـ : محمد أبو حمراء

رجاء الصانع، فتاة جاءت إلى الرياض بوجه غير وجوه أهلها، فهي لم تعش طفولتها في الرياض حتى تواكبها وتعرف أهلها جيداً، لأنها انبهرت بأشياء معينة ونماذج في الرياض فصوّرت مناظر منها وأجادت التصوير كمهنة حرفية لروائية شابة تعرف خفايا الشباب بوجه عام، وكانت جرأتها ووضوحها هما المثيران لغضب الذين يضعون الرؤوس تحت الرمال خجلاً من واقع معروف، وشيء ممارس فعليّاً على مستوى محصور أيضاً، والرياض مدينة كبيرة تحتوي على أكثر من خمسة ملايين نسمة من البشر، وهم مختلفو المشارب والمآرب والتوجهات السلوكية، بل لبعضهم عادات وممارسات وراثية خلقية لا يمكن أن يتجاوزها مهما حاول التجاوز، ويمثل الشباب في الرياض النسبة الأكبر، وتمثل الفتيات بالنسبة للشباب الجزء الأكثر أيضاً، فالمسألة هي مسألة نسبية، وليست الكل أو الغالبية، بل الجزئية التي تجاوزت حد المعقول من النماذج التي لم تجد ما تشغل به الوقت وفورة الشباب إلا بما جاء في الرواية من تصوير دقيق جداً وحذر في استخدام المفردة في محلها الصحيح، أي أن الكل لا تشمله الرواية، وربما أن خطأ الكاتبة جاء من اختيار العبارة التي تقول (بنات الرياض)، لأن التعميم في الرواية يخالف دقة التصوير الذي استخدمته كعنصر إجادة وجذب لواقعية غير كافية لأن تكون معياراً على سلوك اجتماعي لمجتمع عدد سكانه كذا مليون نسمة، لأن الرياض كعاصمة لهذا البلد هي رمز سياسي واجتماعي وثقافي وسلوك أمة كاملة من البحر إلى البحر، غير أن إيرادها أسماء مختلفة المشارب يوحي منها بالتعميم للكل، لا الاقتصار على شريحة معينة من البنات فقط، وهنا الخطأ الذي أغضب الكثيرين وجعل الرواية حديث المجالس في الرياض ذاتها، خاصة وأنهم يريدون أن يعرفوا خفايا تلك الرواية لو على الأقل من باب الفضول.
الرواية في اعتقادي لا يختلف نص الكاتبة فيه عن أية رواية أخرى، أي أن لا جديد يغري بأن نقول مهللين بوجود قلم نادر، لكن الذي جعلها بهذا الزخم أنها جاءت بلغة أقرب إلى الفجور منها إلى العقل، وأقرب إلى البذاءة التصويرية منها إلى الاحتشام، وهذا ديدن العمل الفني الذي يركز على الجذب أية وسيلة يراها المبدع له، وكما يقال (كل ممنوع متبوع) ومن هنا نجحت الكاتبة في اقتناص الفرصة الظرفية المكانية والزمانية لأن تجعل الأعناق تلتفت إلى روايتها بالذات، لأن النفس النسائي المراهق والمجنون في آن واحد دخل هنا، ثم أنها لم تمارس ممارسة النعامة التي تضع رأسها في الرمل ويبقى باقي جسمها، بمعنى أن جرأتها في طرق موضوع مسكوت عنه أعطاها رصيداً من القراء.
بنات الرياض لا أقول عنها إنها عمل شيطاني أطار غبار العباءات السود، لكنه عمل روائي احتفل به البعض وعارضه البعض الآخر، بالرغم من أن التفاؤل أصبح نوعاً من هذيان المحموم الذي يحتضر، فلماذا نلوم فتاة كتبت عن تجربتها وصويحباتها بشيء من الدقة والوضوح الذي نحيد عنه في أحايين كثيرة، من لم تعجبه الرواية فلا يقرأها، لأن الضجة سوف تنكمش كما انكمشت عن روايات كثيرة أخطر منها.



المصدر : جريدة الجزيرة
اضافة رد مع اقتباس