الموضوع: هو الموت
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 17/01/2002, 11:21 AM
طالب العلم طالب العلم غير متواجد حالياً
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 11/10/2001
المكان: الامارات - دبي - ديره
مشاركات: 277
هو الموت

هو المـــــــوت
مرثية الشاعر العثيمين في الشيخ العلامة عبدالله بن أحمد العجيري


هو الموت ما منه ملاذٌ ومهــــــــربُ ** متى حطَّ ذا عن نعشه ذاك يركــــــــب

نشاهد ذا عين اليقين حقيقــــــــــةً ** عليه مضى طفلٌ وكهلٌ وأشيـــــــــب

ولكن على الران القلوبُ كأنَّـنــــــــا ** بما قد علمناه يقينــاً تُـكـــــــــذّب

نؤمِّـلُ آمالاً ونرجو نتاجهــــــــــا ** وعلَّ الرَّدى مما نُـرجيه أقـــــــــرب

ونبني القصور المشمخرَّات في الهــــــوا ** وفي علمنا أنَّـا نموت وتخـــــــــرب

ونسعى لجمع المال حِـلاًّ ومأثمـــــــاً ** وبالرغم يحويه البعيد وأقــــــــــرب

نُحاسَـب عنه داخلاً ثم خارجــــــــاً ** وفيم صرفناه ومن أين يُـكســـــــــب

ويسعد فيه وارثٌ متعفّـــــــــــفٌ ** تقـيٌ ويشقى فيه آخـر يلعـــــــــب

وأولُ ما تبدو ندامةُ مســــــــــرفٍ ** إذا اشتد فيه الكرب والروح تُـجــــــذب

ويُـشفق من وضع الكتاب ويمتنـــــــي ** لو ان رُدَّ للدنيا وهيهات مطلـــــــــب

ويشهد منا كل عضوٍ بفعلــــــــــه ** وليس على الجبار يخفى المغـيَّـــــــب

إذا قيل أنتم قد علمتم فما الـــــــــذي ** علمتم وكلٌّ في الكتاب مُـرتَّـــــــــب

وماذا كسبتم في شبابٍ وصحـــــــــةٍ ** وفي عُـمُـرٍ أنفاسكم فيه تُـحســـــــب

فياليت شعري ما نقول وما الــــــــذي ** نُـجيب به والأمر إذ ذاك أصعــــــــب

إلى الله نشكو قسوةً في قلوبنـــــــــا ** وفي كل يومٍ واعظ الموت ينــــــــدُب

ولله كم غادٍ حبيبٍ ورائـــــــــــحٍ ** نُشيِّـعه للقبر والدمعُ يُـسكـــــــــب

أخٍ أو حميمٍ أو تقيٍ مُـهــــــــــذَّبٍ ** يواصل في نصح العباد ويـــــــــدأب

نُـهيل عليه التراب حتى كأنَّـــــــــه ** عدوٌ وفي الأحشاء نارٌ تَـلَـهــــــــب

سقى جدثاً وارى ابنَ أحمد وابــــــــلٌ ** من العفو رجَّـاسُ العشيَّـات صـيّـــــب

وأنزله الغفران والفوز والرضــــــــى ** يُـطاف عليه بالرحيق ويَـشــــــــرب

فقد كان في صدر المجالس بهجـــــــةً ** به تُـحدق الأبصار والقلب يرهـــــــب

فَـطَـوراً تراه مُـنذراً ومُحـــــــذّراً ** عواقب ما تجني الذنوب وتجلـــــــــب

وطَـوراً بآلاء الإله مُـذكـــــــــراً ** وطَـوراً إلى دار النعيم يُـرَغّــــــــب

ولم يشتغل عن ذا ببيعٍ ولا شِــــــــرا ** نعم في ابتناء المجد للبذل يطــــــــرَب

فلو كان يُـفدى بالنفوس وما غـــــــلا ** لطبنا نفوساً بالذي كان يَطلــــــــــب

ولكن إذا تم المدى نفذ القضــــــــــا ** وما لامرئٍ عمَّـا قضى الله مهـــــــرب

أخٌ كان لي نعم المعين على التُّـقــــــى ** به تنجلي عني الهموم وتذهــــــــــب

فَطَـوراً بأخبار الرسول وصحبـــــــه ** وطَـوراً بآدابٍ تَـلَـذُّ وتَـعــــــــذَب

على ذا مضى عمري كذاك وعُـمـــــرُه ** صفيين لا نجفو ولا نتعتَّـــــــــــب

وما الحال إلا مثل ما قال من مضــــــى ** وبالجملة الأمثال للناس تُـضــــــــرب

لكلِّ اجتماعٍ من خليلين فُـرقـــــــــةٌ ** ولو بينهم قد طاب عيشٌ ومشــــــــرب

ومِن بعد ذا حشرٌ ونشرٌ وموقــــــــفٌ ** ويومٌ به يُـكسى المذلَّـةَ مذنـــــــــب

إذا فرَّ كلٌ من أبيه وأمــــــــــــه ** كذا الأمُّ لم تنظر إليـــــــــه ولا الأب

وكم ظالمٍ يُـندي من العضِّ كـفَّـــــــه ** مقالته : يا ويلتي أين أذهـــــــــــب

إذا اقتسموا أعماله غُـرمـــــــــاؤه ** وقيل له هذا بما كنت تكســــــــــب

وصُـكَّ له صكٌّ إلى النار بعد مـــــــا ** يُـحمَّـلُ من أوزارهم ويُـعــــــــذَّب

وكم قائل واحسرتا ليت أنَّـنـــــــــا ** نُـردُّ إلى الدنيا نُـنيب ونرهـــــــــب

فما نحن في دار المُـنى غير أنَّـنــــــا ** شُـغفنا بدنيا تضمحلُّ وتذهــــــــــب

فحُـثوا مطايا الإرتحال وشمّـــــــروا ** إلى الله والدار التي ليس تخـــــــــرب

فما أقرب الآتي وأبعد ما مضــــــــى ** وهذا غُـراب البين في الدار يَنعَـــــــب

وصلِّ إلهي ما همى الودقُ أو شـــــــدا ** على الأيك سجَّـاعُ الحمام المُـطــــــرِّب

على سيد السادات والآل كلهـــــــــم ** وأصحابه ما لاح في الأفق كوكــــــــب

اخر تعديل كان بواسطة » طالب العلم في يوم » 17/01/2002 عند الساعة » 02:33 PM
اضافة رد مع اقتباس