وهذا رد عليها من احد القرا لهذا اليوم
+++++++++++++++
رداً على نادين البدير
الشماتة ليست من الإسلام وبعض وأهل الكتاب لم يلتزموا بالتسامح
اطلعت على مقال الكاتبة السعودية نادين البدير في عدد الوطن رقم 1805 بعنوان كاترينا: أزمة الضمير العربي تخبرنا الكاتبة عن المعاناة التي تسببها لها فرقة عالمية تبيّن من طرحها أنها تعني عربية وليست عالمية تستخدم الأيديولوجيات والمذاهب للتفريق والفصل بين الناس وتعمد لتصنيف المناطق الجغرافية بحسب مذاهب قاطنيها ولعل الكاتبة لم يقع بين يديها أي أطلس لكي ترى بين دفتيه تصنيف السكان حسب الأديان والمعتقدات بل لعلنا نعاصر هذه الأيام توزيعاً جغرافياً للعراق برغبة أبنائه حسب العرق والمذهب إلى شمال كردي ووسط سني وجنوب شيعي برعاية ومباركة دولية وليست فرقة وهميّة.
تعميم صفة الشماتة أمر مرفوض فالشماتة ليست من شيم المسلم وشماتة قلة جاهلة لا يعتبر مبررا للأخت لكي تؤسس فرقة تسبغ عليها لقب العالمية وهي تدرك أنها أول من سيعاني منها كما تقول.
انتقام الله بالكوارث الطبيعية ليس مجال جدال وقد حسمه القرآن الكريم في عدة مواضع منها قوله تعالى (وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا) وكذلك قوله تعالى (وأمّا عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية) ولكن الكاتبة تتساءل إذا كانت نظرية الانتقام صحيحة فلم ولم ولم؟ وهذا والعياذ بالله من التشكيك في سنّة الله في الكون والتي أطلقت عليها الأخت نظريّة والتي آمن بها اليهودي المتطرف عوفاديا ومن الجميل أن ينشر تصريحه بنفس الصحيفة بل وبالعدد نفسه الذي حوى مقال الأخت نادين وذلك في الصفحة الخامسة وذكر فيه هذا المتطرف أن الإعصار إنما هو عقاب من الله لبوش لمباركته الانسحاب الشاروني من غزة وللسكان السود لأنهم لم يتدارسوا التوراة.....
هذا اليهودي الذي وصف العرب والمسلمين بالفئران والأفاعي ومازال يطالب بطردهم من أرضهم يؤمن بسنّة الله في البشر ما بال أختي المسلمة؟
تخبرنا أنها لم تسمع أحدا من المسيحيين أو اليهود يصيح شامتا بضحايا جسر الأئمة ولم تعلم أن حادثة جسر الأئمة لا تشبع لهم رغبة وقد ضحوا بالملايين من المسلمين في كل مكان ولا يزالون ومن يسمع رنين الذهب والفضة لا يغريه رنين الدينار والدرهم.
بالنسبة للمساعدات الأمريكية لمنكوبي وضحايا الكوارث الطبيعية المسلمين لا ينكرها عاقل ولا تحتاج لأدلة مقنعة ولكن من يقنعها بأن هذه المساعدات يوكل أمر جلها للمنظمات التبشيرية فهي لا يقصد بها وجه الله أو حتى كفكفة دموع المنكوبين.
الغريب أنها تتساءل عن كوسوفو وضحايا تسونامي ومن مد لهم يد العون فإذا هي تجرّد من نفسها شخصا آخر كي يرد لا أحد...
لتعلم أن كوسوفو لا تحتاج إلى دلائل ولكن نسأل الله لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد الفردوس الأعلى وأن يجعل أعماله هناك في ميزان حسناته.
أما تسونامي فقد تم تنظيم حملة ضخمة لجمع التبرعات ساهم فيها المواطنون والأمراء وغدت حديث الشارع فضلا عن الحملات التي نظمها أهل الخير في دول الخليج العربي حتى إن الإعلام الأوروبي تطرق لهذه الحملات وعلمها القاصي قبل الداني فأين كانت الأخت الكريمة حينها؟
اليقين أنها أدارت لحملة الخير ظهرها وأما غير هذا فحدث العاقل بما لا يليق فإن صدّق العاقل فلا عقل له.
تعود في نهاية طرحها لكي تخبرنا بعودتها لموضوع الشماتة وها أنا أعود أيضا. يضحكني بالقدر الذي يبكيني قولها إن المسيحيين يثبتون يوما تلو الآخر أن الدين المسيحي دين محبة وأن اليهود يثبتون أن الدين اليهودي دين سلام.
الأديان السماوية أديان تحض على السلام ولا جدال. لكن كيف أثبت أتباع الديانتين لها يوما تلو الآخر ما ذكرت؟ هل هو في خيل وخيلاء الكاوبوي الأمريكي المتعطش للدماء في أفغانستان والعراق وغيرها؟ هل هو في حرق مساجد المسلمين في أمريكا وأوروبا والمطالبة بطردهم؟ هل هو في مناداة متطرفي الغرب بهدم قبلة المسلمين؟هل هو بالاجتياحات العسكرية للمخيمات الفلسطينية وإقامة المجازر للنساء والأطفال؟ هل هو بقصف شيخ مسن مقعد على كرسيّه المتحرك بصاروخ من الجو صمّم لدك البوارج والمنشآت الصناعية في الوقت الذي كان يكفي هذا الشهيد رصاصة لا يتعدى ثمنها الدولار. هل هو بالرد على مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للسلام والتي سميت بالمبادرة العربية التي لم يؤيدها العالم فحسب بل دعمها بقوة ليأتي الرد اليهودي على المبادرة صاعقا وقبل أن يجف مدادها لكي يثبت أتباعه أنهم أهل سلام على حد قول الكاتبة وذلك باجتياح مخيم جنين، فمن أين أتت بهذا الكلام؟ لكن من يقتنع بأن أزمتنا تكمن في فهمنا الخاطئ للأمور وليست في ضمائرنا.
خالد عبدالله الحفير _ الخبر |