بدت التبرعات التي بادرت إلى تقديمها دول خليجية نفطية مثل دولتي قطر والكويت، وكأنها منافسة على كسب ود الحليف الأميركي لكليهما ودول أخرى في المنطقة، ولوحظ أنه من بعد 24 ساعة من إعلان دولة قطر التبرع بمائة مليون دولار مساعدة للولايات المتحدة في مواجهة كارثة إعصار كاترينا، وإذ لم تعلن دول خليجية كبيرة عن مبادراتها نحو المأساة الإنسانية بسبب إعصار كاترينا الذي حصد إلى اللحظة ما لا يقل عن عشرين ألف من الأرواح ومئات الآلاف من المهجرين، فإن دولة الكويت سارعت على الفور بالتبرع بخمسة أضعاف ذلك المبلغ، حيث الحكومة الكويتية أعلنت عن تقديم نصف مليار دولار مساعدة عاجلة تحت عنوان "التعبير عن الوفاء لأصدقائها وحلفائها".

يشار إلى أن كلا من دولتي الكويت وقطر حليف مهم للولايات المتحدة، فكلاهما منح لهذا الحليف قواعد على أرضه من بعد انسحاب القوات الأميركية والقواعد أيضا من أراضي المملكة العربية السعودية قبل عامين من خلال اتفاق ودي بين الجانبين. وكانت الولايات المتحدة قادت تحالفا دوليا بلغ مشاركة منها دول عربية في العام 1991 لتحرير الكويت من قوات الغزو العراقية.

كما أن دولة قطر قررت تأجير الولايات المتحدة ما يعادل ثلث من أراضيها لثلاثين عما لصالح قاعدتين أميركيتين استراتيجيتين هما العديد والسييلية التي تعتبر المقر المتقدم للقوات الأميركية في منطقة الخليج والشرق الأوسط. ومن هذه القواعد كانت تشن جميع الغارات الجوية ضد العراق في الحرب التي أسقطت حكم الديكتاتور صدام حسين في التاسع من إبريل (نيسان) 2003 .

وكانت حكومة الكويت أعلنت تقديمها إلى المتضررين من إعصار كاترينا في جنوب الولايات المتحدة مساعدات بقيمة 500 مليون دولار، وهي قالت إن المساعدة عبارة عن "مشتقات نفطية واحتياجات إنسانية". والملاحظ كويتيا هو أن التيارات الإسلامية المناهضة للوجود الأميركي في كل أدبياتها السياسية وبياناتها المعلنة أيدت الحكومة في قرارها التبرع.

فالحركة الدستورية الإسلامية، على سبيل المثال أبدت "تعاطفها مع منكوبي كارثة إعصار كاترينا"، ودعت الحكومة واللجان الخيرية ومؤسسات المجتمع المدني الى اغاثة الضحايا، حرصت في تشديدها على "اهمية دعم القضايا الانسانية"، ولكنها طالبت الحكومة بتوضيح ما إذا كان هذا الدعم واجب "بغض النظر عن موقع هذه القضايا وموقفها انطلاقا من ان ديننا الاسلامي الحنيف يحثنا على احترام الانسان مهما كان دينه ووطنه وجنسه".

فيما تبرعت المملكه العربيه السعوديه 5 ملايين دولار الى الان.

م ن ق و ل