مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 25/08/2005, 06:51 PM
الأزرق عالي الأزرق عالي غير متواجد حالياً
زعيــم جديــد
تاريخ التسجيل: 15/05/2005
مشاركات: 19
Post اشرب من نفس الكأس

كان لاهم له إلا خداع الفتيات والتغرير بهن ، فكان يخدعهن بكلامه المعسول ووعوده الكاذبة ، فإذا نال مراده أخذ يبحث عن فتاة أخرى، وهكذا كان ديدنه لا يردعه دين ولا حياء، فكان مثل الوحش الضاري، يهيم في الصحراء بحثاً عن فريسة يسكت بها جوعه.
وفي إحدى جولاته سقطت في شباكه إحدى المخدوعات بأمثاله فألقى لها برقم هاتفه فاتصلت به وأخذ يسمعها من كلامه المعسول ما جعلها تسبح في عالم الحب والود والعاطفة، واستطاع بمكره أن يشغل قلبها فصارت مولعة به ، فأراد الخبيث بعد أن شعر أنها استوت وحان قطافها، أراد أن يبتلعها مثل ما فعل مع غيرها إلا إنها صدته وقالت: الذي بيني وبينك حب طاهر عفيف لايتوج إلا بالزواج الشرعي، وحاول يراوغها ويخدعها إلا أنها صدته وأحس أنه فشل هذه المرة، فأراد أن ينتقم لكبريائه ويلقنها درساً لا تنساه أبداً فاتصل بها وأخذ يبث لها أشواقه ويعبر لها عن حبه وهيامه وأنه قرر وعزم على خطبتها لأنه لا يستطيع أن يفارقها، فهي بالنسبة له كالهواء إذا انقطع عنه مات!!
ولأنها ساذجة مخدوعة بحبه صدقته وأخذت تبادله الأشواق وصار هذا الفاسق يداوم على الإتصال بها حتى ألهبها شوقاً فواعدها أنه سوف يتقدم بخطبتها إلا أن هناك أموراً يجب أن يحدثها بها لأنها أمور لا تقال عبر الهاتف فهي تخص حياتهم الزوجية القادمة فيجب أن يلتقي بها ، وبعد رفض منها وتمانع استطاع الخبيث أن يقنعها فقبلت واستبشر الفاسق، وحدد لها المكان والزمان، أما المكان فهو شاليه يقع على ساحل البحر ، وأما الزمان ففي الصباح الباكر واتفقا على الموعد.
فرح الخبيث الماكر وأسرع إلى أصدقاء السوء وأمثاله وقال لهم غداً ستأتي فتاة إلى الشاليه تسأل عني وأريد أن تكونوا هناك فإذا جاءت فافعلوا بها ما يحلوا لكم وفي الغد جلسوا على داخل الشاليه ينتظرون افريسة، وهم يلهثون مثل الكلاب المسعورة، فأقبلت الفريسة تبحث عن صيادها، ودخلت الفتاة الشاليه تنادي عليه وفجأة هجموا عليها هجوم الوحوش الضارية، وأخذوا يتناوبون عليها حتى أشبعوا رغباتهم، وأطفأوا نار شهوتهم المحمومة، ثم تركوها في حالة يرثى لها، وخرجوا قاصدين سيارتهم ، وإذا بالماكر الخبيث مقبل نحوهم فلما رأوه تبسموا وقالوا: لقد انتهت المهمة كمنا أردت . ففرح واصطحبهم إلى داخل الشاليه ليمتع ناظريه بمنظر المسكينة ويشفي غليله، فهي التي صدته واستعصت عليه، فلما وقعت عينه عليها كادت روحه أن تزهق وأخذ يصرخ بأعلى صوته على أصدقائه: يا أشقياء ماذا فعلتم ..... تباً لكم من سفلة ... إنها أختي .... إنها أختي..... أختي الويل لي ولكم إنها أختي..أختي ... يا ويلي.
ولكن ما الذي حدث ،ـ لقد شاء الله عز وجل أن ينتقم من هذا الفاسق بأقرب الناس إليه وبنفس الطريقة التي خطط لها، إن الفتاة التي واعدها حدث لها مانع من الحضور فلم تحضر ، وكانت أخت هذا الفاسق تبحث عنه لأمر ما وهي تعلم أنه يقضي أغلب وقته في الشالية، فذهبت إليه في نفس الموعد الذي حدده مع البنت وهكذا وقع هذا الفاسق في الحفرة التي حفرها لتلك الفتاة، واصطاده نفس الفخ الذي نصبه لها، فلا بد أ، يقع وأن يشرب الكأس وكما تدين تدان.
نقلاً عن كتاب الشباب ومفاتيح الشر( قصص واقعية)
اضافة رد مع اقتباس