كلنا نعرف القصة الأسطورية (علي بابا والأربعين حرامي) وهو يقول عبارته الشهيرة أمام مغارة الكنز:
(افتح يا سمسم).
لا أعرف ما الذي كان يدور في عقل المشجع النصراوي عندما كان يصيح من المدرجات على الحكم الجزائري مصطفى غربال (علي بابا.. علي بابا) لحظة احتساب ضربة جزاء بعد متابعته للقطات الفار (VAR) لصالح الهلال ضد النصر في كأس خادم الحرمين الشريفين.
من الطبيعي أن تتشنج الجماهير مع قرارات الحكام، لأن ما يحدث في المنافسات المحلية مشهد مكرر من مهاجمة الفريق الخاسر لحكم المباراة ومحاصرته من المدربين واللاعبين يعكس منظرًا غير حضاري في دورينا حتى أثناء مجريات المباراة اعتراضات لا تتوقف من الإداريين بطريقة مبالغ فيها.

‏هذا السلوك تحول من تصرفات فردية إلى ظاهرة جماعية تلجأ لها بعض الفرق، في محاولة للضغط على لجنة الحكام في الاتحاد السعودي لكرة القدم لمعاقبة الحكم أو حرمانه ‏من إدارة مباريات أخرى لهذا الفريق المعترض على قراراته.
بالرغم من أن قانون كرة القدم منح الحكم حصانة في الدفاع عن نفسه أمام مثل هذه الاعتراضات المبالغ فيها، من خلال إنذار أو طرد المعتدين وحرمانهم بفرض عقوبات إضافية من خلال تدوين كل ما بدر منهم في تقرير المباراة، لتمارس لجنة الانضباط والأخلاق دورها في حماية الحكم ومعاقبة كل من تجاوز، ‏لكن للأسف الحكم السعودي أو الأجنبي لا يستخدم هذه الصلاحيات التي تحميه لأسباب نجهلها، ما جعل جميع الفرق دون استثناء تتجرأ عليه، لينتج عن ذلك فقدان قضاة الملاعب الهيبة، وتهتز ثقة الجماهير فيهم، لأن المشهد يظهر لنا أن شخصياتهم ضعيفة أمام هذه التجاوزات.
لست هنا ضد أن تطالب الأندية بحقوقها أو أن تعبر عن غضبها عندما تتعرض لأخطاء تحكيمية عطلت مسيرتها في المنافسة، لكن هناك إجراءات حضارية من خلال مخاطبة الجهات ذات الاختصاص، بدلاً من التجمهر في وسط الملعب ومهاجمة الحكام بهذا الأسلوب الهمجي.

لا يبقى إلا أن أقول:
كل ما أخشاه أنه في ظل التساهل بعدم معاقبة المخالفين المعتدين على حكام المباريات بعد كل مباراة أو أثناء المباراة بأسلوب غير حضاري يثير التعصب بين الجماهير الرياضية، أن يتحول الاعتداء اللفظي إلى الاعتداء على الحكام جسديًّا في المستقبل.
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا “الرياضية”.. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكرًا لك.