كان ظهور رئيس النصر مسلي آل معمر بتلك الصورة المتشنجة بعد خسارة فريقه أمام الهلال في نصف نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين مثيراً للاستغراب، وهو الذي كان الجميع ينتظر منه أن يكون القدوة بالتعامل الهادئ مع الأحداث لا أن يصب الزيت على نار المواجهة التي حملت الكثير من اللقطات التحكيمية الجدلية على طرفي اللقاء.

وجه آل معمر العديد من الاتهامات التي يمكن أن يُفهم منها الغمز في قناة التشكيك بنزاهة المسابقات السعودية حين قال إنه "ليس مسلي المستقصد، بل هو نادي النصر" وهذا اتهام صريح بوجود من يتقصد إلحاق الضرر بفريق عريق هو النصر، وهو أمر لا يمكن للمؤسسة الرياضية أن تقبل به ولا اتحاد الكرة الذي يقوده ياسر المسحل صاحب التجربة الإدارية العريضة، والذي يشغل عضوية لجنة الانضباط والأخلاق في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).

لا أعلم ما الذي تغير في طريقة تفكير رئيس النصر الذي ظهر منظّرا في يوم من الأيام على الفضاء وانتقد النصراويين بسبب اختلاقهم الدائم للأعذار عند الإخفاق وتعليق أخطائهم على شماعة التحكيم والذي ردد آل معمر حينها أن الجميع تضرر من أخطاء الحكام.

مسلي نفسه، والذي كان رئيساً لرابطة دوري المحترفين، كان خرج قبل سنوات وأشاد بالحكم الياباني نيشيمورا صاحب المجزرة التحكيمية التاريخية التي كان ضحيتها الهلال حين قال على حسابه الرسمي في تويتر: "تراكم ظالمين نيشيمورا كثير.. الرجال ما سوا شيء".

يمكن الرد على الرئيس النصراوي بالمنطق ذاته والتأكيد على أن "غربال" لم يفعل شيء في المباراة وأن النصراويين بقيادة مسلي نفسه يبحثون عن الأعذار وتعليق إخفاقاتهم على الحكام للهروب من مشكلاتهم، وربما استخدم الرئيس الحالي أسلوب الرئيس الأسبق الأمير فيصل بن تركي الذي اعترف صراحة بأنه يفتعل "الأكشن" لصرف الأنظار عن إخفاقات فريقه.

بقي القول والتذكير بأن الحكم الجزائري الضعيف غربال تسبب بضرر على الفريقين، وإن كان أخطأ بعدم طرد علي البليهي فهو أيضاً لم يتعامل بحزم مع خشونة بعض لاعبي النصر، ولم يحتسب ركلة جزائية للمالي موسى ماريغا، لكنه بالتأكيد غير مسؤول عن خطأ الإبقاء على المدرب البرازيلي مينيز وإقالة بيدرو مانويل بعد خمس مباريات فقط، ولم يناكف الاتحاديين بصفقة "العميد" أنسيلمو ولم يكدّس اللاعبين الأجانب في الخطوط الأمامية ولم يتجاهل التعاقد مع حارس أجنبي، وليس هو من سمح لتاليسكا بالخروج ومهاجمة عبدالرزاق حمدالله وإخراج الفريق من أجواء مباراة حاسمة في مشوار الدوري.

ادعاء المظلومية وتعليق خسارة النصر أمام الهلال على شماعة التحكيم ليس مستغربا على الجانب النصراوي، علما بأن النصر لم يحقق كأس الملك منذ 32 عاما، وعلما بأن الهلال بات كابوسا يقلق مضاجع النصر على المستويين القاري والمحلي!.

كلنا تابعنا المباراة في ربع نهائي كأس الملك بين الهلال والنصر والتي قادها على المستوى التحكيمي بقيادة الجزائري مصطفى غربال، وكلنا شاهد أن النصر نجا من خسارة ثقيلة أمام كبير آسيا، وهو ما تؤكده نسبة الاستحواذ على الكرة والتي وصلت لـ70 % لمصلحة الزعيم، على الرغم من الظروف التي حرمت الهلال من بعض الأوراق الرابحة أمثال بيريرا وكنو.

بعض النصراويين طرح سؤالا مفاده:"ماذا لو جاء بعض النجوم أمثال الكاميروني فينسينت أبوبكر، والبرازيلي تاليسكا، والأرجنتيني بيتي مارتنيز، وطالبوا بفسخ عقودهم بسبب ما يتعرض له النصر من ظلم؟، وله أقول: "لقد ضيقت واسعا، ماذا لو طلب النصر الابتعاد نهائيا عن الساحة؟، والإجابة أن الأمور ستمضي كما هي عليه في الوقت الحالي ويظل الزعيم الهلالي بطلا متوجا في حضور النصر أو غيابه فكلاهما سواء.

وأخيرا في هذه الجزئية لا داعي للتفكير فيما قالوا وكيف يفكرون ودعونا نسعد بالشقردية مع الداهية دياز والاستعداد لقادم المباريات المهمة، بداية من مباراة الحزم في الدوري بعد غد.