صالح .. فالدنيا مصالح
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد
كل إنسان في هذهـ الحياة محتاج لغيرهـ ؛ فهو بطبعه اجتماعي يعيش في أسرة هي نواة للمجتمع ويتعايش وفق مصالح عديدة ومنافع مفيدة
وكحال أي تعداد وتجمع يحصل الاحتكاك بين أفرادهـ وعناصرهـ فتتولد حرارة هي شرارة للشر يطفئها التصالح لتستمر المصالح
التصالح سمة إنسانية تتصادم مع النفس البشرية مبدئياً ؛ لأن النفس مجبولة على حب الذات والاستعلاء ولو مؤقتاً
وقد حثنا ديننا الحنيف على التسامح قبل التصالح ، لأن التسامح يفضي إلى المحبة والمؤدة أما التصالح فهو ينهي خلاف
ولابد للمختلفين من نهاية حول ما يختلفون عليه ويرجع كلٌ منهم إلى رشدهـ ويعرف أنه لا غنى له عن إنسان مثله
حتى لو حدثته نفسه الأمارة بالسوء بأنه مستعلي ومقتدر وقادر على العيش قوياً غنياً مستغنياً عن غيرهـ فليروضها بتذكر الضعف يوماً ما
لذلك على المرء السديد الرشيد العاقل الفطن أن يتعرف على ماهية الحياة الدنيا وأنها سُمـيـّت بذلك لأنها صغيرة الحجم قليلة الأيام محدودة الأعوام
ومصير كل من فيها إلى زوال مهما الزمن طال؛ فليترك الإنسان بعد زواله عنها أثراً طيباً وسمعة حسنة في الايثار بتقديم المصالحة على صالحه دون ضرر مصالحه
أخوكم : الكاتب النحرير
جدة ــ بوابة الحرمين الشريفين
الجمعة المباركة 27 / 5 / 1438هـ
