ابقَ.. تـُـبق
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد
لكلٌ منا ميزانيته التي يزن بها الأمور؛ وأهم ما على المرء ماله ثم أولادهـ إناثاً وذكور
يزنهم بالقسطاس المستقيم ، ويجعل بينه وبينهم شعرة معاوية ـ رضي الله عنه ـ فلا يسرف ويترف ويخرج ويلج
ولا يـُـقتر ويفقر من حوله ، بل يبقى في بيته ويقر؛ ليبقي لهم ما يحتاجونه من مأكل ومشرب وجلوس معهم يملأ به فراغهم
فالظاهر لكل ذي بصيرة أن غالب الصرف هو من الخروج عن البيت وطلب ما يستغنى عنه وله عوض ويمكن صنعه بسهولة
وهذهـ ليست دعوة ودعاية ضد المطاعم التي فيها رزق من يحتاجها ؛ بل هي دعاء للجميع بأن يبارك الله لهم هذا اليوم الذي هو عيدنا
فيكون الجمعة على الأكثر متنفس لمن يستطيع الخروج والنزهة وجلب أطيب الطعام والترفيه عن الأبناء بعد جهد أسبوع كامل
أما من يكون ديدنه الشراء والاستبضاع اليومي بإفراط وتفريط ثم يندم ويحتاج ويستدين ليكمل مشوار الشهر فلا يلومن إلا نفسه
وبنهاية الأمر فإن المال غال على كل إنسان وبالتالي فهو أبصر بطريقة تصريفه وما يناسب ظروفه فينفقه كما أمر الله به
ويكف كفه عن الزوائد التي ليس لها فوائد ، ليبقي ليومه الأبيض قرشاً يعوض؛ ويسد النقص ويسلم من الفلس
خاتمة :
روى الإمام مسلم في صحيحه بكتاب الرقاق حديثاً قال فيه :
أخوكم : الكاتب النحرير
جدة بوابة الحرمين الشريفين
الجمعة المباركة غرة ربيع الآخر 1438هـ
