الموضوع: صائد الطائرات
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #2  
قديم 16/09/2016, 02:39 AM
خياال الخيال خياال الخيال غير متواجد حالياً
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 24/10/2008
مشاركات: 696
الجزء الثاني

بعد أن كتبت مقدمة تسلط الضوء عن بطولات الجنود المسلمين اليوم سوف أصغر الدائرة حتى استطيع التركيز على بطل قصتي الذي لا يعرف ما فعله سوى قلة قليلة من الناس
سألته ذات يوم هل تفتخر بعملك الذي قمت به فأجاب بكل هدوء كنت فقط أقوم بعملي وواجبي اتجاه وطني وليس لي اي فضل
هكذا هم الأبطال مهما فعلوا إلا أنهم يرون انهم لم يفعلوا شيء سواء القيام بواجبهم
وانا اتحدى الجميع الآن لو قام الجميع فقط بأداء واجبه
فإن قام كل بدوره كالمعلم في مدرسته والطبيب في عيادته والجندي في قاعدته والموظف في مكتبه لكنا الآن من أعظم الدول فلا تعتقد أن القيام بدورك وواجبك بالأمر السهل وخاصة أن واجبك هذا قد يتطلب تأديته فقدان حياتك هكذا الرجال الأشاوس

فمقاتلنا الشجاع تفتحت عيناه واشتم أنفه الهواء الطلق في قرية تسمى كتام تقع في مدينة ظهران الجنوب التابعة لإمارة عسير
بالطبع في زمن هذا البطل الذي سمي محمد محسن كان الفقر سمة واضحة في ذلك الزمن فالجميع يعانون من الفقر والجوع وبالطبع لم يكن فقط الفقر والجوع فقط معوقاته بل في مرحلة طفولته مات والديه ليصبح اليتم مصاحبا للفقر والجوع وايضا ليس ذلك وحسب بل من كان قريبه الوحيد وابن عمه الأكبر لم يكن قادر على أن يشبع بطنه فكيف يشبع بطن ابن عمه اليتيم الصغير
عاش متنقلا مع خالاته وجدته وعمته شقيقة أباه فالجميع يعانون الفقر ففي عمر السابعة كان على بطلنا ان يبحث عن قوت يومه ليس له وحسب بل لكل من كان معه في البيت من ابن عمه أو عمته ولكن لصغر سنه فكان يوم يستطيع أن يجد شيء وغالبا لا يجد شيء ومع مرور الأيام بدأ ينضج شيء فشيئا وبدأ يتجلى للناس من حوله أن هذا الفتي يمتلك قلب شجاع ولسان فصيح فلما وصل الثانية عشر أصبح قادر على تحمل أعباء الحياة بل وقادر على إطعام من معه فشخص يمتلك عقل لبيب وقلب شجاع ولسان بليغ فليس عاجز عن الحصول على قوت يومه
بالطبع مرت الأيام وأصبح عمره قرابة التاسعة عشر كان لديه خياران أن يمضي في حياته في فقر وجوع وتشرد كما فعل كثير من جيله حيث فضلوا هذه الحياة على الالتحاق بالجيش الذي يعتبر في ذلك الوقت قمة الشدة والقسوة القصوى
وليس ذلك وحسب بل كانت تلك الفترة تمر بفترة سياسية متقلبه واضف أن العسكرية والجيش يعني الامتثال الكامل للأوامر العسكرية الحازمة والتنقل من مكان لآخر في اي وقت اي الابتعاد عن الاهل والديار

بالطبع كان بطل قصتنا ذو عقل راجح ونفس عفيفه فهو يعلم أن قوة هذه الدولة ستساهم بشكل كبير في أن تحظى الأجيال القادمة بحياة رغيده وهانئه وان الفقر والجهل بإذن الله سوف يرحل حينها قرر أن يصبح جندي وفي عام 1374هجري اصبح من جنود المملكة العربية السعودية بالطبع إلتحق بوزارة الدفاع الجوي اي جندي يواجه الصقور الحديدة اي الطائرات الحربية


بالطبع استطاع في فترة وجيزة الخروج من حياة القرية البسيطة والسفر لجميع أنحاء المملكة ليتعرف على العالم الكبير الذي استطاع التكيف فيه فكان سريع الفهم يستطيع التعلم بسرعة فهو يتقن السلاح الذي يتخصص فيه بسرعة كبيرة ثم يجعله القائد يشرح لبقية الجنود لقدرته على الشرح وتبسيط الأمور
بالطبع الأمور الورقية سوف تأتي الأيام لنرى هل يستطيع بطلنا محمد محسن أن يجعلها واقع وكما ذكرنا أن تلك الفترة كانت تعيش تقلبات سياسية وبالفعل أصبحت هناك مناوشات على حدود المملكة العربية السعودية مع جارتها اليمن التي كانت مصر في تلك الفترة تدعمها تحت قيادة جمال عبدالناصر
وبالفعل ازداد التوتر ونشبت الحرب وكلنا نعلم أن تلك الفترة أن السعودية لا تمتلك أسلحة كما يمتلكها الجيش المصري والتي من ضمنها الطائرات الحربية

بالطبع انتقل بطل قصتنا محمد محسن إلى مدينة نجران وبالتحديد في موقع بئر سليم حارة ال نصيب وقرية ال هتيلة بجوار أبا السعود كان ضمن السرية الثالثة وكان سلاحه مدفع وعيار ثلاثين وكانت فرقته مكونه من أربعة أفراد وهم بطل قصتنا العريف محمد محسن ورجل من زهران ورجل من عسير ورجل من بني شهر (لم أستطع الوصول لاسمائهم)
وفي أحد أيام سنة 1381 هجري كان يوم ساطع ومشرق يسوده الهدوء فالعدو لم يتحرك ومضت ساعات النهر حتى أوشك العصر على الدخول ومرت بجوارهم أرملة عجوز كان اسمها حمدة فكانت تعرف ان هؤلاء ما تركوا بيوتهم وديارهم إلا من أجل حماية حدود الوطن وأبناء الوطن فكانت تربط على قلوبهم بادعيتها لهم بأن يعينهم الله ويوفقهم وينزل عليهم الصبر مضت تريد أن تورد الماء لكي تتزود منه قبل مغيب الشمس ومع آذان العصر كان الشهري يعاني من إرهاق وتعب وارتفاع في درجة الحرارة فحملوه تحت ظل يرتاح من لهيب الشمس وحرارة الجو وكان الهدوء مريح لهم فالوضع آمن
ولكن هي فقط مجرد دقائق معدودة تفصلهم بين الهدوء والضجيج وما هي إلا لحظات إلا وصوت طائرة من نوع يوشن صناعة روسية تعكر أجواء الهدوء
ولكي أوضح لكم ما معني مواجهة الدفاع الجوي لطائرة حربية هيه أشبه بتبارز رجل ينتطي خيل وآخر واقف على قدماه
اضافة رد مع اقتباس