النصراويون أكدوا في بيانهم الرسمي تحفظهم على توقيت الإعلان خشية تأثيره على استعدادات المنتخب لمواجهة العراق في التصفيات المؤهلة لمونديال روسيا، وتباكوا على ما يحدث من إشغال للناس عن الأخضر، تحت شعار “الأخضر أولًا”، وكدت حقيقةً أن أتأثر بهذه العبارات العاطفية، وخنقتني العبرة وأنا أشاهد هذه الغيرة النصراوية على منتخب الوطن، لولا أنني تذكرت والذكرى مؤرقة؛ الاتهامات التي أطلقها رئيس نادي النصر ضد نواف العابد وياسر القحطاني وهما في معسكر المنتخب يستعدان معه لنهائيات كأس آسيا 2011 في قطر، وتذكرت عضو شرف النصر ممدوح بن عبدالرحمن حين اتهم لاعب المنتخب سالم الدوسري بادعاء الإصابة والهروب بعكازه من واجبه الوطني، وتذكرت دفاع النصراويين المستميت وبكل شرائحهم عن المشجع النصراوي الذي ذهب بشعار فريقه لمعسكر الأخضر في أستراليا، وقام باستفزاز وسب وشتم لاعب المنتخب ناصر الشمراني وهو في مهمة وطنية، وتذكرت هجوم الإعلام الأصفر المتكرر على المنتخب، من أجل لاعب تم ضمه، وآخر لم يتم ضمه، أو ألوان أطقم التدريب، والكثير من الحوادث والمواقف التي تؤكد أن الأصفر كان دائمًا بالنسبة للنصراويين أولًا وأخيرًا، وأن استخدامهم لورقة الأخضر في بيانهم ضد لجنة توثيق البطولات، كان مجرد متاجرة ومزايدة.
** ما يؤكد أيضًا أن البعض استخدم مشاركة المنتخب للتحريض والعمل على تأجيل مؤتمر لجنة التوثيق، هو ما حدث من إدارة الأهلي التي تدار بـ”الريموت”، والتي أصرت على أن تصدر بيانًا تصعّد فيه الحديث عن هذه القضية، رغم أن هيئة الرياضة “رضخت” لمطالبات ومناشدات البعض بالتأجيل تحت ذريعة “مصلحة المنتخب”، لكن الجميع رأى أن التأجيل لم ينه القضية، بل تم استخدامه لمزيدٍ من التصعيد والتأجيج ولعب دور البطولة أمام الجماهير، ولا أشك أن رئيس هيئة الرياضة اكتشف وتأكد أن هؤلاء لا يفهمون إلا لغة الحزم والصرامة، وأنهم لا يفسرون اللين إلا ضعفًا، والمداراة والمواربة إلا جبنًا وخضوعًا، وأنهم لا يبحثون عن آلية مناسبة، ولا توقيتٍ أنسب، بل يبحثون عن وأد كل جهدٍ يسعى لتوثيق وتنظيم ملف البطولات، ويرغبون أن تبقى الحقيقة “عائمة”، لأنهم غارقون في الكذب. |