كان هناك إمبراطوراً في اليابان يقوم بإلقاء قطعة نقدية قبل كل حرب يخوضها ..
فإن جاءت صورة يقول للجنود " سننتصر" وإن جاءت كتابة يقول لهم " سنتعرض للهزيمة"..
لكن الملفت في الأمر أن هذا الرجل لم يكن حظه يوماً كتابة بل كانت دوماً القطعة تأتي على الصورة وكان الجنود يقاتلون بحماس حتى ينتصروا .
مرت السنوات وهو يحقق الانتصار تلو الآخر حتى تقدم به العمر فجاءت لحظاته الأخيرة وهو يحتضر فدخل عليه ابنه الذي سيكون إمبراطوراً من بعده وقال له :
" يا أبي ، أريد منك تلك القطعة النقدية لأواصل وأحقق الانتصارات". فأخرج الإمبراطور القطعة من جيبه ، فأعطاه إياها فنظر الابن.. الوجه الأول صورة وعندما قلبه تعرض لصدمة كبيرة فقد كان الوجه الأخر صورة أيضاً !!
وقال لوالده : "أنت خدعت الناس طوال هذه السنوات ... ماذا أقول لهم الآن..أبي البطل مخادع؟"
فرد الإمبراطور قائلاً : "لم أخدع أحداً ...
هذه هي الحياة عندما تخوض معركة يكون لك خياران ''الانتصار'' والخيار الثاني "الانتصــار" !! الهزيمة تتحقق اذا فكرت بها .. والنصر يتحقق اذا وثقت به .
مُدربنـا اليوناني دونيس المولود على ضفاف نهر الماين ( فرانكفورت الألمانية ) .. بدأ مسيرته كلاعب محترف في نادي باس جيانينا اليوناني في عام 1990، وبعد عام واحد ناجح انتقل إلى باناثينايكوس اليوناني في 5 يونيو عام 1996، بعد أن ساعد النادي اليوناني وفي الوصول إلى دوري أبطال أوروبا نصف النهائي، انتقل دونيس لنادي بلاكبيرن روفرز الأنجليزي في صفقة انتقال حر، ثم أنتقل لنادي شيفيلد يونايتد الأنجليزي. ومن بعده إلى نادي أيك أثينا اليوناني. وفي وقت لاحق انتقل إلى إنجلترا مرة أخرى، وهذه المرة لنادي هدرسفيلد تاون الأنجليزي حيث أنهى حياته المهنية كلاعب كرة هناك.
لم يكـن تاريخـه التدريبي أفضل حالاً عندما كان يُداعب الكرة ويركلها بكلتا قدميـه , فالمُتتبع لمسيرته التدريبيـة يُلاحظ أنهُ لم يُشرف على نادي أوروبي كبير وذات صيت عالي ومكانـة مرموقـة .. وفي نفس السياق لاشك أنهُ حققَ نتائج جيدة في تلكَ الحقب إبان إشرافـه على تلكَ الفرق , و وضعَ بصمتـه الفنيـة على بعضاً منهـا .
فريقان يُسيطران على المشهد الهلالي الحالي , وخاصة ً بعدَ هزيمـة التعاون الأخيرة .. الأول مُتطرّف في نقد ولسع ومهاجمـة اليوناني وتجريده من كل حسنـة وفضيلة , وسحق وهدم كل مجهوداته السابقة وأرقامـه الحاليـة .
والطرف الآخر مُتشدد للغايـة في تمجيد وتلميع جورجوس بغلو .. وعدم السماح للآخرين بطمس مافعله أو توجيه أي لوم أو عتب بحجـة إستقرار الفريق وتصدر الهلال للدوري و وصوله للنهائي المنتظر غداً الجمعـة .
أمـا أنـا , ومثلي كثيرون , إلتزموا مقاعدهـم , وتربعوا في مكانهـم ودكتهم وحالتهم المُسماة بــ ( الوسطيـة ) .. فالكرم حالة وسطية بين الإسراف والبخل، والشجاعة حالة وسطية بين التهور والجبن .. إذاً نحن بصدد الحديث عن فضيلة مهمة في حياتنا ( لا إفراط ولا تفريط ) !
والله لايهمنـي دونيس , ولا اللاعبين ولا الرئيس بقدر ما أهتـم لعشقي الأبدي وحبي الأزلي .. زعيم نصف الأرض , لون السماء , وأزرق العاصمـة .
دونيس يُخطئ ؟ نعـم
دونيس يُخبّص ؟ نعم
دونيس يؤلف ؟ نعـم
لكننـا في أوقات حرجـة جداً , ونحتاج للهدوء والعقلانيـة قليلاً بعيداً عـن ضوضاء الإعلام وصخب الجمهور .. فلا مُدربكم الذي سيرحل ولا هـو الذي سيسمـع للمدرجـات ويُنفذ خطـة كل مُشجع وعاشق هلالي .
أنـا معَ تأجيل الإنتقاد .. وليسَ منعه !
تأجيله لما يخدم بهِ الصالح العام للكتيبـة الزرقاء وتحقيق رقم مُهـم وجيد يُضاف للأرقام الخرافية والأسطوريـة والفلكيـة التي حققها زعيمنا فيما مضى وسيحققها مُستقبلاً بإذن الله تعالى .
هُنــاك 3 إستحقاقات في غايـة الأهميـة .. جمعـة النهائي , بداية آسيا .. وبعدها الموقعة الفاصلـة معَ إتي جدة .
الــ10 الأيام المُقبلـة ستحدد خارطـة الطريق الهلاليـة , وستكشف عـن مدى وضوح العلاقـة الحميميـة بيننا كجمهـور وإدارة , وبينَ دونيس .. فإمـا عـودة الثقـة .. أو غضب بركاني يمتـزج بالأحداث الحاليـة والمستقبليـة .. وبعدها ربما نقطع لهُ تذكرة الرحيل إلى نهر المايــن دونَ رجعـة , في إنفصال دائم وحزين ( لاقدّرَ الله ) .
لايوجـد أي حديث فني في طرحي هذا , وقد ركزتُ على الجانب العقلاني والمعنوي والنفسي .
أعتقد أن مُباريات الكأس والنهائيات , وتحديداً تلكَ التي يتعارك فيها فريقان يمتلكان شعبية كبيرة ومؤثرة , تحسمها جزئيات صغيرة وعنصر المباغتـة والمُفاجأة .. معَ الأخذ بالإعتبـــار أن التحضير النفسي الجيد وحضور لاعبي الخبرة في مثل هذهِ الأحداث تُشكل دفعـة إيجابيـة قوية جداً ومُحفزة لحسـم اللقاء وإدراج البطولـة معَ صويحباتهـا الأخريــات في منجـم الذهب الواقع في عمق البيت الهلالي
