طالعنا سمو رئيس هيئة اعضاء الشرف الأمير بندر بن محمد في مداخلة هاتفية ببرنامج أكشن يا دوري مع الإعلامي وليد الفراج ، وقد كنا كهلاليين نمني النفس بأن نجد من يوضح لنا ما الذي يحدث في الهلال بناء على النتائج والمستويات الغير طموحه والتي يقدمها الفريق الأول لنادي الهلال ؟ ، وما هو المتوقع في الفترة القادمة لتحسين وضع الفريق للعودة به الى ملامح المنافسة ؟ ، وتقديم رسائل ايجابية لجميع الجماهير الهلالية للإلتفاف والدعم والمؤازرة لفريقهم ؟ ، ولكن للأسف الشديد لم نجد من ذلك شئ !
كانت مداخلة سمو الأمير أقرب الى التصريحات الإنفعالية ! ، والبحث عن معركة كان يفترض أن تكون داخل المستطيل الأخضر وليس خارجه ! ، وكانت أكبر الأخطاء إنه عوضا ان يحتضن جميع الهلاليين كأبسط مهام رجل يتمتع بمنصب رئيس هيئة اعضاء الشرف ، وجدناه للأسف الشديد يزيد الطين بله بالحديث عن المخربين ومن يريدون اسقاط الهلال ، حتى يكاد المستمع ان يظن انه امام تصريح عسكري في نشرات الأخبار ! ، وحقيقة أن مداخلة سمو الأمير لم تكن موفقة مطلقا ، فهي لم تضع يدها على الجرح ولكنها زادت الجرح إيلاما ! نود أن نوضح نقطة في غاية الأهمية يا سمو الأمير ، بإن ليس هنالك مشكلة شخصية تجاه الجماهير الهلالية معكم أو مع سمو رئيس نادي الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد حتى لا نذهب بعيدا عن جوهر المشكلة للبحث عن مشكلة وهمية ! ، فلكل منكما مكانته الإعتبارية في قلوب الهلاليين ، ولكن يكمن جوهر المشكلة حول الهلال الذي فقد بريقه ، وأنتم والأمير عبدالرحمن بن مساعد تتقلدان به رأس الهرم الهلالي وصناعة القرار فيه .
مستوى الهلال يا سيدي ليس مرضيا مطلقا الا لمن يريد المكابرة على حقيقة لا يمكن ان تحجب بغربال ! ، ونحن في هذا الصدد لا نتحدث عن بداية موسم أو حصاد موسم واحد لم يحالفنا التوفيق فيه ، ولكننا نتحدث عن سنوات تمضي وفريقنا في تراجع مخيف ! ، فالهلال منذ اربع مواسم لم يتمكن من تحقيق بطولة الدوري في الوقت الذي شهد فيه الموسمين الماضيين اسوأ مستويات الدوري والذي جعلت فريق كالفتح يظفر ببطولتها بالرغم انه يعد من اندية المستويات المتوسطة بالدوري السعودي ، وكذلك ظفر بها فريق كالنصر والذي كان غائبا عن هذه البطولة لـ 20 عاما ! ، ناهيك عن كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال والتي لم يظفر بها الهلال منذ إقرارها ، ولم يجتهد في اضعف الحالات ان يظفر بها لتغطية اخفاقات بطولات الدوري الراحلة ! ، بينما البطولة القارية فعام بعد اخر نزداد بعدا عنها ! ، ولم يبقى لنا سوى كأس ولي العهد والذي كنا نعده اخر حصوننا التي تحفظ لنا كجماهير شيئ من كبريائنا الا اننا فقدناه ايضا ونخشى ان نعتاد الغياب عنه ! ، لقد مضى يا سيدي اربع مواسم رياضية بعدد 16 بطولة ولم نظفر منها سوى ببطولتين فقط ! ، فهل هذا الهلال الذي نفخر ونحلم به ؟! اما فيما يتعلق بالموسم الحالي فقد التفت الجماهير الهلالية حول فريقها وادارتها ومدربها وتجاوزت اي خلاف او تباين سابق في وجهات الظر وذلك لأجل الهلال ، فأشاد الجميع بالخطوة المبكرة في التعاقد مع المدرب ريجي ، واستبشر الجميع خيرا بالعقود الاستثمارية ، وأحترم الجميع تواجد الأمير عبدالرحمن بن مساعد في مقاعد البدلاء مساندا ومؤازرا للفريق في مشواره الاسيوي ، ولا زال الكثير منا محتفظا بصورته وهو يضع قناع الأكسجين في رحلته الى سيدني عرفانا من الجماهير الهلالية لهذه التضحية ، لقد كنا كجماهير نطوي صفحة الاخفاقات الماضية ونحن نتطلع نحو مستقبل يضع الهلال في موقعه الطبيعي بمركز الصدارة ، ولكن ماذا حدث كان مخيب للآمال على النحو التالي : 1- حضر المدرب ريجي فانهالت عليه الهدايا والإكراميات على عمل لم يبدأ به وعلى انجازات لم يحققها ! ، فظهر هلالنا أمامه صغيرا كأننا نستجديه ! ، بينما كان من الأولى ان نضع الاهداف امامه وننتظر قدرته على تحقيق البطولة القارية وايضا تقييم نتائج الفريق في الدور الأول من الدوري ، ولكن للأسف فقد ساهمنا باغراق الرجل قبل ان نعرف اذا كان يجيد السباحة أم لا ؟! 2- ما حدث مع المدرب انتقل للنجوم ! ، فتناقلت الأخبار تنقلات نجوم الهلال من مكان الى اخر في استضافة هذا وذاك في الوقت الذي كان نجومنا يخوضون التصفيات النهائية للبطولة القارية ! ، وللأسف كان يفترض ان يتم وضع الأمور في نصابها الصحيح ، وان يتم تقديم الدعم والتحفيز لعناصر الفريق ككل وليس الاستحواذ على عناصر معينة بعينها ! ، ناهيك ان الموسم الرياضي قد بدأ ويفترض ان اللاعبين يسيرون وفق برامج ومعسكرات منضبطة ، ولكن للأسف كان المدرب ذكيا اجتماعيا في ارضاء الجميع ، وانعكس ذلك على لاعبيه في أن ينالوا ما ناله مدربهم من حظوة وامتيازات ، وكل ذلك ونحن لم نرى نتيجة او انجاز قد تم تحقيقه ! 3- لعب الهلالي أسهل نهائي اسيوي كان يحلم به اي فريق بطل أمام فريق مغمور ! ، فخسرنا الفرصة التي اتت الينا على طبق من ذهب ، فكذبنا على انفسنا بالتحكيم ، وكذبنا على انفسنا بالمراهنات ، وكذبنا كثيرا في محاولة منا ان نداري الألم الذي قتل حلم الهلاليين ومعهم محبيهم في كل الاقطار العربيه ، وتجاهلنا الحقيقة الماثلة امامنا كقرص الشمس ، وهي اننا كنا فاشلين ! ، وان ريجي ولاعبيه وقفوا عاجزين خلال 180 دقيقة من احراز اي هدف امام فريق بالكاد كان يصل الى مرمى الهلال ! 4- لم يكن الامير عبدالرحمن بن مساعد موفقا عندما أطلق تغريداته الشهيرة بصرف الصدقات حتى يبارك الله الهلال في تخطي فريق سيدني ! ، وانا هنا لا اتحدث عن اجازة شرعية ذلك من عدمها ، كما فعل بعض الشيوخ الافاضل الذين اصبحنا نجدهم مع كل همزة يتطامرون ! ، ذلك التصريح جعلنا نشعر كأننا مقبلين على معجزة ! ، واننا بصدد مواجهة فريق يجب ان نستحضر معه السموات والارض وربما الأنس والجن حتى نتمكن من تجاوزه ! ، كان تصريحا فادحا مع كل تقديرنا لنوايا رئيس الهلال وصدق مشاعره . 5- خرج الهلال من البطولة الاسيوية وانفض السامر من حول الهلال ! ، فليس هنالك رئيس ! ، وليس هنالك اعضاء شرف ! ، كأن موسم الهلال قد انتهى قبل أن يبدأ ! ، وكان يفترض بعد ذلك الأخفاق ان يكونوا رجالات الهلال وفي أقل تقدير رئيس النادي بالقرب من الجميع في اشد مراحل الهلال صعوبة وحاجة ، كان الهلال في حاجة لمن يرفع معنويات لاعبيه ، وان يرسم لهم خارطة طريق جديدة ، وان يبعث فيهم الأمل مجددا ، وان يحاسب عن الاسباب التي ادت ان يفتقد الهلال بطولة كانت متاحة بين اقدام لاعبيه ! ، ولكن للأسف وجدنا رئيسنا في اجازة في اسوأ توقيت يمكن ان يحصل فيه شخص على اجازة ، فكان نتاج ذلك مشاعر الاجازة التي نشاهدها في اداء ريجي ونجومه ! 6- لسنا دعاة تعصب ، ولكن من غير اللائق ان تتسع صدورنا لكل من يسيئ عنوة ويحرض على الهلال في كل شاردة وواردة ، وبالمقابل تضيق صدورنا ونقاطع كل هلالي يختلف مع الادارة بالرأي وفي حب الهلال ! ، لذلك فالصورة التي انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي وهي تجمع نائب رئيس الهلال السيد محمد الحميداني مع ذلك الاعلامي وهم يتسامرون ويلعبون البلوت ! ، لم تكن تعبر عن احترام مشاعر الجماهير الهلالية من شخص يفترض ان يكون اكثر الناس حرصا ورعاية لمشاعر جماهيره ، خاصة وان هذا الاعلامي كان محرضا ومسيئا في مناسبات عديدة للهلال ، ومع ذلك بدى الحميداني سواء بقصد او بدون قصد كانه يرمي بالجماهير عرض الحائط حتى يشبع رغبة شخصية بلعبة بلوت ! 7- تم ايقاف السيد الحميداني لمدة ستة شهور ولا زال منصب نائب الرئيس شاغرا ! ، فهل واجب الهلال ان ينتظر رفع الايقاف عنه أو يفترض من الادارة ايجاد بديل مناسب يشغل هذا المكان الشاغر حتى لو كان متواجدا داخل اسوار النادي ؟! 8- الصوت الاعلامي للهلال مغيب كليا عن الساحة ! ، فلا الرئيس مواكب لما يثار حول النادي من اساءات ! ، ولا المدير الفني قادر على اداء هذا الدور ! ، ولا رئيس المركز الاعلامي حاضرا للذود عن الهلال ؟! ، وحقيقة ان شماعة ان من غير الامكان مواكبة كل اساءة للهلال قد اثبتت فشلها ، وان الهلال اصبح في أمس الحاجة لصوت اعلامي يواكب كل صغيرة وكبيره للصد والرد ، فالهلال بعد الخروج الاسيوي تحمل نجومه حمل مسؤولية تمثيل المنتخب في البطولة الخليجية ، ووجدنا الاعلام يجلد الهلال ويظهره بصورة المتهم على حساب اندية استطاع القائمين عليها من اراحة نجومهم عن المشاركة وتفريغهم للبطولات المحلية ، وهم الذين طالما عارضوا واسترجعوا عنوة نجومهم من معسكرات المنتخب ! ، ومع ذلك يتوجه اعلامهم بذكاء للتغطية على فريقهم ونجومه ومسؤوليه بتوجيه التهم نحو الهلال ومحاباة الاتحاد السعودي له وسط صمت مطبق من المركز الاعلامي الهلالي ! 9- في الموسم الماضي كان نيفيز نجما ، وكان الشمراني هدافا ، وكان ياسر يعود مجددا ، وكان نواف وسالم ونجوم الهلال يضربون الكبار محليا وقاريا بالاربعة والخمسة ! ، فأين اختفى الهلال بالرغم ان عناصره بقت كما هي ؟! ، وكل ذلك ونحن نقول ان الهلال كان سيئا ولم يظفر بأي بطولة ! ، فاحضرنا ريجي على اساس ان هذه العناصر القادرة على دك مرمى خصومها بقوة تحتاج فقط الى من يرشدها الى طريق المنصة ، وتفاجأنا اننا لم نعد نستطيع التهديف ، ولم نعد نستطيع ان نفوز ، ولم يعد يبدو ان هنالك ملامح بطولة للدوري ونقاطنا يتم استنزافها دون جدوى ، بل الأدهى والأمر ان ينتهي الدور الأول لأول مرة في تاريخ الهلال وهو لم يتمكن من تحقيق الفوز على أحد الاندية الـ 4 الكبار في الدوري السعودي ! ، ويقدم الهلال نفسه في اسوأ صورة في سلم ترتيب الدوري ونتائجه ! ، فهل هنالك من سأل الكابتن ريجي عن ما يحدث بالهلال بدلا من لوم الجماهير واعلام الهلال على استياءه وغضبه ؟! ختاما ، هنالك اخطاء في داخل البيت الهلال ، وهنالك قصور في العمل ، ولربما ان هنالك جهد ولكنه للأسف جهود دون نتائج مثمرة أو توحي ان الفريق قادم مجددا ، واتمنى من الهلال ما يلي : 1- يجب ايقاف حالة الجفاء بين ادارة الهلال واعلامي الهلال ، فهؤلاء حصن الهلال العالي امام المنافسين الذين استغلوا الفجوة بين الطرفين لتمرير اساءاتهم وشبهاتهم حول الهلال في كل شاردة وواردة ، ويجب علينا ان نتذكر بانه مهما اختلفنا فيجمعنا جميعا حب الهلال ، وان الاراء والانتقادات هي لأجل ان نرى الهلال في مكانه الطبيعي كزعيم ، ومثلما تتسع صدورنا للمسيئيين فيجب ان يحتضن الهلال ابناءه من المؤيدين والمعارضين . 2- يجب احترام مشاعر الجماهير الرياضية من تجنب التقاط الصور وعمل اللقاءت والتصاريح لأشخاص غير هلاليين في الوسط الاعلامي وخاصة المسيئين منهم ، فطالما كان الرئيس او نائبه يتمتعان بمنصب رسمي على رأس الهرم الهلالي ، فيجب ان يراعوا الجماهير التي تقف بجوارهم . 3- يجب شغل منصب نائب الرئيس بشخص غير السيد الحميداني ، وليس ذلك لمسألة شخصية او قصور منه ، ولكن هذا المنصب يجب ان يكون لشخص غير موقوف حتى يؤدي واجباته على أكمل وجه دون قيود . 4- السيد عبدالكريم الجاسر لم يعد الشخص المناسب منذ فترة لمنصب مدير المركز الاعلامي ، فتصريحاته لا يحالفها التوفيق وتصطدم مع الجماهير الهلاليه ، ناهيك عن غيابه الغير مبرر عن التصدي للإساءات حول الهلال ، نحتاج الى شخص قادر لتولي زمام هذه المرحلة ويستطيع ان يكسب احترام وتقدير جماهير الهلال . 5- سمو رئيس النادي يجب ان يكون حاضرا مع الفريق وحاضرا معه في لقاءاته القادمة من منصة الاحتياط ، فيجب ان نقدر ان لاعبينا لم يتم صناعتهم في اوروبا ، وانهم جزء من بيئة عاطفية ، وبيئة ترى التقرب من الشخصيات الاعتبارية كشخص في مقام رئيس النادي ونيل رضاها أهم من أكبر مدربي العالم ، هذه حقيقة ويجب ان نستوعبها ولا نغالط انفسنا حولها ، وفي الماضي القريب تمكن شخص جديد على الساحة الرياضية وحديث في السن من اكتساح البطولات وبمدرب مغمور فقط لأنه كان يجلس في مقاعد الاحتياط بالقرب ومع اللاعبين وهو الأمير محمد بن فيصل ، لقد فهم المعادلة ونجح فيها بامتياز ، ونحتاج ان نذكر عبدالرحمن بن مساعد انه كان قريب من ذلك في بدايات عمله مع الهلال وحقق ما يطمح له الجميع ، وحان له ان يعود مجددا . 6- يجب ان تكون للإدارة موقف واضح من اوضاع الفريق وسبب الضعف الكبير فيه ، نحن نتحدث عن نتائج واضحة ولا تحتاج الى تاويل ، ومهما كان العمل داخل اسوار النادي فلن يكون له صدى وتقدير طالما كانت النتائج مخيبة على المستطيل الأخضر . 7- مقاعد الاحتياط ضعيفة في الهلال ، وخانة المقدمة شاغرة ، ونيفيز كاحد اوراق المحترفين غائب مؤخرا ، وويسلي وكواك كرتين يمكن اعادة النظر فيهما ، ونحن على مشارف فترة الانتقالات الشتوية ، فماذا اعد الهلال لذلك ؟ 8- من وجهة نظر شخصية لست مقتنع بالمدرب ريجي بناء على النتائج الحالية ، وفي نفس الوقت لست من الاشخاص الذي يتعاطفوا مع اقالة المدربين ، الكرة في ملعب ادارة الهلال لما ينقذ النادي من نتائجه السيئة . 9- الأمير بندر بن محمد يجب ان يطوي صفحة الماضي مع الكابتن سامي الجابر ، فقد اصبح الجابر من صفحات تاريخ الهلال ، لذلك اتمنى من سموه ان لا يصرح وسامي الجابر لا يزال في ذاكرته ، لأن ذلك يعني اننا سوف نكابر على الاخطاء ونبحث عن معارك وهمية ، لذلك ان لم تكن التصريحات تجمع الهلاليين على قلب رجل واحد ، فالخير ان تترك التصاريح لرئيس النادي او مسؤول المركز الاعلامي . 10- اتمنى ان يعمل الهلال على تجهيز شخص قادر ان يتولى منصب الرئيس في الموسم القادم ، فلست متعاطف مع رحيل الأمير عبدالرحمن بن مساعد في منتصف الموسم الحالي فذلك بتقديري سوف يحرق من سيأتي بعده في هذه الظروف الحرجة ، كما لا اتعاطف مع بقاؤه موسم آخر ، فلا يبدو ان الموسم القادم سوف يكون حالة استثنائية ! ، وبالتالي الاستعداد المبكر لهذا التغيير سوف يحفظ انجازات الأمير عبدالرحمن بن مساعد وسوف يحفظ للهلال ما يتطلع اليه وكان يحلم به ان يكون الهلال قادرا على الاستمرار بقوة .
ودمتـم في خيـر
تويتـر
https://twitter.com/Tariq_AlHilal