|
نحـن في حرب شرسـة وعظيمـة .. مقولـة نيلسون مانديلا هي الحل !
كلمـا توكلتُ على ملك الملوك وقاهر الجبابرة في الكتابة هـا هُنـا , أقلب الأفكار وأجدلها يُمنة ً ويُسرى .. ومن ثم أبريها ليستقيم ميلها حتـى أصل بها إلى كبد الحقيقـة التي تعـج في فكري ومُخيلتي , فأبدأ جاهــداً في محاولـة قتل الصرخـات لعلامـات الإستفهام التي تسكن في داخلي , فأقلب جداول أفكاري وأبحث في أنهار المعرفة .. لعلَ مافي علمي الضئيل وعقلي المحـدود ماءً بارداً يُطفئ لهيب التساؤولات , وبراكين الإستفهامات فيما قــد حصلَ للزعيـــم في [ سيدنــي ] !
منـذُ عِــدةِ أيـام وأنـا اُحــاولُ في البـدء في مشـروع كتابـة هذا المقـال .. أتقــدم ومـن ثمَ أتراجـع ! حتى يصل الأمـر إلى أن أكتُبَ موضوعـاً وأظل أنقر في قلب الكيبــورد لمدة تزيدُ عـن النصـفِ ساعـة , ومـن ثمَ وبكل برودة دم .. أذهب بـ [ المـاوس ] إلى أعلى الصفحـة وأضغـط على زر الإغلاق !
مـن يمتلك تفكيراً كتفكيري .. ومزاجية مثلَ مزاجيتي .. وعقلاً كعقلي .. فالأفضل لهُ أن يهجـر الكتابة وألا يتزوج .. وألا يرتبط بمواعيدٍ مُسبقـةٍ مـعَ أحـد الأصدقاء أو الزمـلاء !
قاتلَ المزاجية والملل .. ما أقبحهـم !
ولكـن هلالنـا الشامـخ , وزعيمنــا السامي .. يحتاجُ منــا الوقوف معـه في هذهِ المرحلـة التاريخيـة ولو بموضوع ٍ بسيط ويسيــر .
أستطيـع أن أختــرق عقـل كُل هـلالي وأرسـم لكم طريقـة تفكيره عندمـا يتراجعُ بذاكرتــه قليلاً ويتذكر موقعـة الذهاب في سيدنــي ! .. فأجــزم أن أكثرنــا لايزال يتحسر على ضياع الفـرص بهذهِ الغزارة , وبهذا الشكل الغريب والمُذهــل ! .. فتجـد أن أغلب الزعمـاء يقول في نفسه : لو وضعَ سالم الكرة أرضاً لدخلتْ ! .. ولو عكسها الزوري لسالم أرضية , لكانت أسهل وأيسر للتسجيل ! .. ولماذا لم ينقذنـا نيفيـز وقـد حصلَ في الرمق الأخير من المباراة مايتمناه ويعشقه إبن السيليساو , وهـيَ الضربات الحُرة المباشرة أمام المرمى !
بــل هيَ خيــــرة !
وعسـى أن تكرهوا شيئاً وهـو خيرٌ لكم !
تخيلوا .. أن تنقلب الآيــة , وتكـون موقعـة الذهاب مُفرحـة , والإيــاب مُحزنـة أشدُ الحزن والمرارة ! .. حينهـا سنتحسر ونبكـي دماً عندما نشاهد أكثر مـن 65 ألف وهـم يخرجونَ مـن ملعب الملـك فهـد في حالة حرجـة من اليأس والبؤس .. ولم يبقى سوى ثلـة قليلـة تُشاهــد فريق سيدني وهـو يُتـوج بلقب القارة واضعينَ أيديهـم على خدودهم ولحاهم وهـم يتحسرونَ ويبكون على ضياع لقبٍ قـد طالَ إنتظاره !
فلذلك .. نقول : لعلّهــا خيــرة ! .. وأن رب العالمين سيكرمنـا بالأفضل والأحسن والأغلى , وهـو تتويجنـا بإنجــاز سيجعلنـا مُتربعين على عرش القارة الأسيويـة [ بإذن واحد أحـــد ] .
لـن أأتــيَ لكم بجديد وأشرحُ إلى حضراتكـم إبداع وإمتــاع الهـلال قبلَ خمسـة أيام في إستراليــا ؟ ولكننـي سأعرجُ بالحديث إلى بعض السلبيات والأخطـاء التي يجب على نجومنـا الأبطال تداركها في معركـة الإياب بعاصمتنــا الحبيبــة .
عبدالله الزوري لاعب يمتلك تكوين جسماني جيد , ولكنهُ مُعطل الفكر والعقل إن جازَ التعبير , فالفرصة التي لعبها لسالم الدوسري كانَ مـن الأفضل أن يتم تجهيزها بشكل ٍ أفضل وأريح للاعـب .. على الرغم مـن كونــه لاعب [ خبرة ] قضى في نادي الهلال مايفوقُ الـ8 سنوات , فعندما تُبحّ أصواتنـا وتنفجر حناجرنــا بجلب ظهير مثل حسن معــاذ لا تلومونـا ! .. فكرة القــدم قدرات , وهذهِ هي إمكانيـات وقدرات الزوري [ اسأل الله العلي القدير أن يصفعنـي عبدالله الزوري بردٍ داخل المستطيل الأخضر يجعلنـي أصمـت عـن نقده حتـى مـوعد إعتزالــه ] .
السيّــد ريجــي .. فاجـأ َ الجميع بالطريقـة المتوازنـة والجريئـة على أرض الخصم , بالرغم مـن التكتلات الدفاعية والجبال الشاهقة التي واجهها نجـوم الزعيم في دفاعاتهـم , إلا أننـا إستطعنــا إختراق حصونهـم وأبراجهـم العاجيـة في أكثر مـن مناسبـة , وبأكثر مـن طريقـة .. وذلكَ مـن خلال الفرص العديدة التي سنحــت لنـا ولـم نستطـع إستغلالهـا وترجمتهــا إلى أهـــداف .
الخطأ الذي إرتكبه مُدربنـا ريجي هـو الزج بسلمـان الفرج العائد للتـو مـن إصابـة على حساب الجاهـز , نحلة الهلال [ نواف العابــد ] .. فمهما إمتلكَ سلمان مـن موهبة عالية ورشاقة رهيبـة إلا أنهُ لا يجب الزج فيـه بعدَ هذا الغيـاب الطويــل , حتـى لو أبدى جاهزيتـه في التماريـن هذا لا يعنـي أن تُخاطر يا ريجـي به , فالمباريـات المصيريـة والصعبـة تحتــاج للأجهـز .
أتفهم لو كانَ البديل أقل مـن سلمان الفرج موهبة ً وإمكانيـات ! .. ولكنكَ تتحدث عـن لاعب لا يقل عـن سلمان فنياً وبدنياً وسرعة ومهـارة .. وهـو نواف , فلو بدأ ريجي بنواف أساسياً , لكانــت النتيجـة أفضل وأجمل .
عموماً
إنتهـت موقعة الذهاب بخيرها وشرّهــا .
لو رجعنــا قليلاً للوراء , وتحديداً في دور الستة عشر في هذهِ البطولـة , لوجدنـا أن نتائج فريق سيدنـي سلبية ومخيبة للآمــال خارج قواعــده ! .. فهـو قـد واجه فريق ياباني على أرضه وخسرَ بنتيجـة [ 3/1 ] .. ومن ثمَ قابلَ الفريق الأكثر ترشيحاً لهذهِ البطولـة [ غوانزو ] , وخسرَ منـه على أرضه [ 2/1 ] .. وتعادل على أرض سيؤول الكوري سلبياً ؟
وفي المُقابل .. فإن زعيـم آسيـا منذ ُ بدايـة خوضه غمـار هذهِ البطولـة , وإبتداءً مـن دوري المجموعات إلى المراحل التاليـة , فنـرى أنه هلانـا قـد خاضَ في أرضه وأمام جمهـوره [ 6 مباريات ] .. فازَ في خمس وتعادلَ في واحدة , ولم يخسر [ ولله الحمد والمنّــه ] .
أعلم أن عالم كرة القدم مجنون بكل ما تعنيــه هذهِ الكلمـة مـن معنـى , وأن هذا العالم لا يركـن لمبدأ ثابت , أو قاعـدة جذريــة .. ولكـن هذهِ الأرقام والإحصائيات بينَ الفريقيـن تجعلنـا أكثر تفاؤلاً في الإيـاب إن شاء الله تعالى .. وأن الفريق الإسترالي عندما يطير خارج ملعبه الصغير فإن رتمـه ومستواه يبدأ في التضاءل والإنكماش في خطوطه الخلفيـة فقط .. بالإضافـة إلى أن مساحـة ملعب الملك فهـد سترهقهم كثيراً معَ مزجها بسرعـة لاعبي الهـلال مـن خلال تحركاتهم ومهاراتهـم الفنيــة .
بإختصار .. سيدنـي سيحاول نحر الهلال وقتل المباراة إما بالكرات العرضيـة .. أو بالكرات الثابتــة عـن طريـق الأطراف , سواءً من الضربات الركنيـة , أو الحصول على الأخطاء القريبة مـن منطقة مرمى الهــلال .. أما غيرَ ذلك , فهـو لايُجيد التعامل مع الهجمات المرتدة بالسرعـة المطلوبـة والفائقــة .
يقول مانديلا في كتابهِ الذي ألّفهُ عـن تجربتهِ في السجن لمدة 28 سنـة :
إن المعتقل لا يأخذ من الإنسان فقط حريته , ولكن أيضاً يحاول أن يحرمه من هويته , فإن الجميع يرتدون نفس الملابس , ويأكلون نفس الطعام , ويتبعون نفس برنامج الحياة اليومي , وإن الدولة المتسلطة فقط هي التي لا تسمح باستقلال الإنسان وتفرده .. وإن التحدي الذي يواجه كل سجين خاصة السجين السياسي هو المحافظة على ذاته في السجن وأن يخرج من السجن دون أن يتضاءل , وأن يحتفظ , بل ويزيد من عقائده , وأول مهمة لتحقيق ذلك هو أن يتعلم المرء كيف يبقى , ولكي يتحقق ذلك فلا بد للمرء أن يعرف هدف عدوه ؛ فإن السجن يهدف إلى هزيمة معنويات الإنسان , وتقويض عزمه , ولكي يتحقق ذلك تحاول السلطات استغلال كل ضعف وتحطيم كل دافع , وأن تبطل ما يدل على التفرد , وذلك لكي تقضي على تلك الومضة التي تضفي على كل آدمي هويته .
أنتهى حديثـــه
والذي يجب أن نتعلمه من هذهِ الجملـة الخالدة نحنُ كجمهـور هلالي أن نقاتل ونُحــارب الإمبراطوريات الإعلاميـة النصراوية [ القذرة والنجســة ] .. ولا نركن أو نستكينَ لهم .. وأن يظل مبدأ الإنجازات والبطولات هـو ديدننـا في كل المُشاركـــات المحليـة والخارجيــة .
أيها الباذخينَ خلقاً , أيها المُفرطينَ تأدباً وسمواً .. اسأل الله تعالى أن يقر أعينكم بمشاهـدة نادي القرن الأسيوي وهـو يحتفل مـن لاعبين وإدارة وجماهيــر .. والكأس في أحضانهـم .. وليخسأ [ وينطم ] و [ ينثبر ] كل ناعق وناهق أجـوف ضـد كياننـا العظيـــــم
اخر تعديل كان بواسطة » كريد الأبيض في يوم » 29/10/2014 عند الساعة » 07:48 PM |
